المقالات

جمجمة عزة الدوري تطل من قبره

2394 22:04:00 2007-03-27

( بقلم : حامد جعفر )

عندما كنا صغارا وربما في مناسبات معينة , كانت امي تروي لنا حكايات عن الموت وحال الموتى وهم في عالم البرزخ. واذكر انها رحمها الله كانت تقول لنا ان الميت في ايام المناسبات كالاعياد مثلا يطل من قبره واقفا على رجل واحدة ولاادري لماذا على رجل واحدة.. ينتظر بشغف زيارة اهله واحبائه له كي يراهم ويتحدث معهم رغم انهم لايرونه ولايسمعونه. ولما شببنا جعلنا نستهزيء بمثل هذه القصص التي كانت تبعث في نفوسنا الخوف كلما مررنا بمقبرة وخصوصا اذا اسدل الظلام سدوله حيث نتصور الموتى باشكالهم المخيفة وهي ترمقنا .

ولما كبرنا نسينا هذه القصص وامثالها واصبحت شيئا من الخيال الجهلي وليس العلمي... حتى تفاجأنا في هذه الايام برسائل من عزة الدوري في المناسبات المهمة كما يقال عنها وهي في الحقيقة غير مهمة, الى ثلة من المجتمعين في قمة ما او اولئك المتجمهرين في مكان ما, تنصح وتهدد وتتوعد,... وتحذر هذا وتستدر عطف ذاك , وتدعو في النهاية الى مساندة ( المقاومة) الصفيقة لكي تعود النار الى الدار فيطهى الطعام ويدعى الجيران من الحرامية والغبران لياكلوا ما لذ وطاب حتى التخمة ( كما صرحت بذلك احدى الاردنيات الماجدات على الفضائيات). اما اهل الدار الاصليون فنصيبهم اسوأ من نصيب الهنود الحمر او المساجين في سجون صدام العفلقي.

مر زمن وقد نعى حزب البعث العفلقي الارهابي الرفيق الصفيق عزة الدوري الذي مات بعد مصارعته لمرض عضال لم يستطع التغلب عليه لسوء الحال وانشغال البال وضربه بالنعال بعد انهيار النظام البوليسي العفلقي وضياع العز والجاه والمال. ووعده في نعيه على الاستمرار على نهج ( المقاومة ) حتى تحرير الوطن من كل انسان عراقي صغيرا كان ام كبيرا رجلا كان او امرأة !! وهدم كل جسر وقطع كل اسلاك الكهرباء والهاتف وتسميم المياه وقطع كل نخلة وقتل كل طير او خروف او بغلة حتى يتسنى بالتالي لكل طفيلي امثال اشعب وبنان وطفيل العرائس بالسكن الدائم بالعراق بدلا من العراقيين واحضار كل اقاربهم واصدقائهم من اهل الشوارب والماجدات معهم لهذه الوليمية المجانية المستديمة.

ونحن اذ لم تذكر لنا امهاتنا ان الموتى يبعثون رسائل فاننا نعلنها صريحة بان المناضل في نار جهنم عزة الدوري الذي عرف بحبه لقوالب الثلج لابد انه دفن بالقطب الشمالي او الجنوبي لكي يتعانق مع محبوبه الثلج وبذلك بقيت جثته المتعفنة اصلا, ولم تتحلل وربما اقاموا انسانا ثلجيا على قبره كشاهد .... وعندما يزورونه يخيل اليهم ان هذا الرجل الثلجي يحدثهم ويوصيهم فيكتبون ذلك لايصاله الى اهل العقال من العربان ومن لف لفهم ... ولكنهم نسوا ان الارض تعاني من ارتفاع الحرارة وان تمثال عزوز الثلجي لابد ان يكون قد ذاب مع ذوبان كثير من جبال الثلوج... وبالتالي فان ظهور عزة الدوري او تاثيره في الاحداث شيء من الخيال الجهلي.

حامد جعفرصوت الحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عاشق العراق
2007-03-29
انا شخصيا اعتقد ان عزة الدوري قد مات فعلا وشبع موتا في جهنم ولكنهم عندما وجدوا ان الناس مرتابة في الخبر عادوا وجعلوا منه خيال ماتة يخيف بسطاء الناس لانهم لم يعد لديهم ( قيادات ) ساقطة من هذا النوع بعد صدام وابنيه ووزارائه الاشرار.. ابدعت واجدت ياستاذ جعفر في كتابة هذه المقالة بهذا الادب الرفيع واللغة الراقية التي لايكتبها الااديب او شاعر
علي الياسري
2007-03-28
سلمت يد كتبت هذه المقاله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك