المقالات

احذروا التكفير ... حيث لادين له ولا مذهب

1868 21:53:00 2007-03-30

( بقلم : سماحة الشيخ خالد عبد الوهاب الملا )

هذه كلمة طيبة صادقة شفافة صريحة أقدهما لأهل العراق النجباء ولأمة الإسلام الشرفاء لأقول لهم : أحذروا التكفير حيث لا دين له ولا مذهب ! ولاخل له ولاصديق ! وإن من أخطر المخاطر التي تهدد عراقنا بوجه خاص وامة الإسلام بوجه عام . هو خطر التكفير وهو مرض شيطاني سرطاني إذا حل بقوم أو جماعة أو بلد اهلكهم !!.. والتكفير هو أعلى درجات التطرف وقمة الغلو والسقوط في الهاوية ... والتكفير يعني أسقاط العصمة عن الآخرين وأستباحة أموالهم ودمائهم !!.. وهذا ما وقع فيه الخوارج في فجر الإسلام حينما استهدفوا سيدنا علياً أبن أبي طالب عليه السلام في محراب صلاته وهو خليفة المسلمين وإمامهم استهدفوه تقرباً إلى الله حسب زعمهم !!!!!! كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا .

نعم هذه هي الثقافة التي نقرأها اليوم عبر قنوات التكفير في بعض اجزاء العراق حينما يستهدفون الأبرياء من المواطنين بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة أو العبوات القاتلة أو ... أو ... أو ...الخ . وقد وصفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ) . وهذا يبين أنهم سيتسترون بالإسلام وبشعارات إسلامية فلنحذر هذه الشعارات المزيفة التي تتخذ من الإسلام معبراً لها . وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم عنهم أيضا : ( يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ) ومن أهم مميزاتهم وعلاماتهم أنهم يقتلون أهل الإسلام !!.. ويدعون أهل الأوثان !! وهذه هي الحالة ذاتها التي تحدث اليوم في العراق بصور متنوعة بحيث نرى زمر الإرهاب والتكفير وهي تقتل الأبرياء ! تقتل الكبير والصغير ! وتقتل الطفل و الرضيع وتقتل المرآة والعجوز تقتل هؤلاء سواء كانوا في بيوتهم أو في أسواقهم أو في مدارسهم واعمالهم او في مساجدهم وحسينياتهم أو في أي مكان في القمر أو المريخ ! سيتبعهم التكفير ليقتلهم لأنهم لا يستريحون إلا في سفك الدماء على الأرض .

وللأسف الشديد ونقولها بلوعة وألم وحسرة ... حين نجد من بعض الناس من يصمت عن هؤلاء المجرمين أو يؤيد فعلهم او يداري عملهم أو يدعمهم معنوياً أو حسياً وهو لا يدري أنهم سيقتلونه عاجلاً أم آجلاً لأنهم لا يعرفون إلا القتل والذبح والتنكيل وما حدث لنجل الشيخ حارث ظاهر الضاري خير دليل حينما أستهدفه الأرهابيون في أبي غريب بمجرد الدعوه التي وجهتها عشائر زوبع لقتال التكفيرين بعد استهدافهم لنائب رئيس الوزراء الدكتور سلام الزوبعي شافاه الله ... فاحذروا التكفير !! لأن تكفير المسلم امرٌ خطير يترتب عليه أمور عدة منها : حل دمه وماله والتفريق بينه وبين زوجه وولده وقطع الصلة بينه وبين المسلمين فلا يرث ولا يورث وإذا مات لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ولهذا حذر الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم من الاتهام بالكفر أشد التحذير فقال : أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ... هذا هو التكفير فاحذروه .

ومن هنا كان لعلماء المسلمين دورٌ مهمٌ في التحذير من التكفير ... وأنقل أليكم بعضاً من أقوال علماء المسلمين وهم يحذرون الأمة من أن ينسلخوا في فكر التكفير ويكفروا غيرهم فقد نقل الإمام عبد الوهاب الشعراني رحمه الله وهو من علماء القرن العاشر الهجري في كتابه الطبقات الكبرى : عن الإمام المجتهد تقي الدين السبكي وهو من أئمة القرن الثامن الهجري فقد سئل رحمه الله عن حكم التكفير فقال ما نصه : ( اعلم أيها السائل أن كل من خاف الله عز وجل أستعظم القول بالتكفير لمن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وأنهم فهموا قول رسول الله جيداً حين قال ( ادرؤا الحدود عن المسلمين ما استطعتم فإن كان له مخرج فخلوا سبيله فإن الإمام إن يخطئ في العفو خير من أن يخطأ في العقوبة ) وهكذا جمع كبير من علماء المسلمين كالإمام الغزالي في كتابه الاقتصاد في الاعتقاد والشوكاني في السيل الجرار وابن حجر الهيثمي الشافعي الفقيه في كتابه تحفه المحتاج في شرح المنهاج حيث اتفقوا جميعاً ( أن تخطأ في ترك تكفير ألف كافر في الحياة أهون من الخطَأ في سفك محجمة من دم إمرء مسلم ) هذه هي أقوال علماء أهل السنة في عدم تكفير المسلمين فإلى إي دين أو مذهب ينتمي هؤلاء .

 وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى ) أي نحن لسنا بمسؤلين عن نواياهم الداخلية وإنما نتعامل مع الناس بظواهرهم وأن ظاهر هؤلاء أنهم ينطقون الشهادة . وقصة أسامة بن زيد مع الرجل الذي قتله في المعركة بعدما قال لا إله إلا الله واضحة كل الوضوح فقد أنكر عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قتله بعد قولها ولم يقبل منه دعواه أنه قالها تعوذاً من السيف قائلاً : ( هلا شققت عن قلبه ) وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ذمة الله ورسوله ) وبعد هذا السرد الطويل كيف يجوز لأحد أن يكفر مسلماً بل أن يكفر طائفة برمتها وهذا ما نسمع به ونقرأه من بعض من يتصدى للفتوى ... كي يحركوا الغرائز الحيوانية الشيطانية عند أتباعهم وينزلوا قتلاً بالناس كما يحدث لكثير من العراقيين وأخرها ... ما حدث في مسجد في الحلة حيث قتل المصلون داخل المسجد وخارجه واستهداف الزوار المتوجهين إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام أو ما فعله التكفيريون من جريمة بشعة بغاز الكلور حينما ألقوه على الأطفال والنساء في الفلوجة كل هذه الحقائق تنكشف يوماً بعد يوم لتكشف الوجه الأسود القبيح لهؤلاء المجرمين ولمن يقف بصفهم ... فاحذروا أيها العراقيون أن يتغلغل بينكم مرض التكفير حاربوه ما استطعتم وضيقوا عليه المشارب والقنوات ولنا في أخواننا من صحوة أهل الأنبار وبعقوبة وغيرها من مدن العراق الأسوة الحسنة في قتال التكفيريين وحذاري من أن يندس هؤلاء في جنوب العراق الهادئ ليعيثوا بأمن جنوبنا وأهلنا خراباً لا سامح الله . ولنبقى بهذا النفس الطيب المعتدل وهذا التعايش السلمي والتقارب المذهبي فيما بيننا وتحية لكل مسلم يقف بوجه الإرهاب والتكفير وأخيراً احذروا التكفير حيث لا دين له ولا مذهب .الشيخ خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حميد الموسوي
2007-03-30
لله درك يا سماحة الشيخ ان من يرى رجالا مثلك صدقوا ماعاهدوا الله عليه يوقن ان ما نمر به انما هو سحابة صيف رغم المرارة والالم التي تعتصر القلوب لكن عزائنا ان شهدائنا في الجنة وقتلاهم في الدرك الاسفل من النار وان ما نراه من تغرير ابناء شعبنا من الحاقدين على العراق واهله من امثال القاعدة ومنافقي جند السماء يضع على عاتق علمائنا واجب الارشاد والوعض لان الفراغ الفكري الذي اوجده البعثيين جعل الكثير من شبابنا فرائس سهلة للتكفيريين وبقايا الصداميين فيا شيخنا شبابنا في اعناق علمائنا .
محمد المالكي / مدينة الصدر
2007-03-30
قلت فابلغت جزاك الله عن اهل العراق خيرا واقول اني اقترح على سماحتكم وعلى كل العلماء الاعلام في عموم العراق ان يتم تخصيص جزء مهم من خطب الجمعة في العراق لزرع الالفة والتعاون بين العراقيين وبيان فساد عقيدة التكفير وانها طارئة على الاسلام وتعاليم رسول الاسلام فبهذا ينتشر الوعي في صفوف الناس ويتبين للمغرر بهم انهم على خطا في تكفير اخوانهم في العقيدة والملة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك