المقالات

الشيوعي العراقي في ذكراه 73، دعوة لمصالحة الدين والعقيدة

2195 03:11:00 2007-03-31

( بقلم : باسم العوادي )

يحتفل الحزب الشيوعي العراقي في مثل هذه الأيام بذكرى تأسيسه الثلاثة والسبعون حيث يعتبر الشيوعيين تاريخ 31 / آذار / 1934 هو التاريخ الرسمي لتأسيس الحزب ولو ثبتنا تاريخ 23 / آب / 1921 وهو يوم تتويج فيصل الأول ملكا على العراق هو يوم تأسيس المملكة العراقية الحديثة رسميا لهذا يكون اقدم حزب سياسي عراقي حافظ على وجوده في ساحة السياسة العراقية وهذه نقطة ايجابيه تحسب له رغم انه في حالة الشيخوخة السياسية ويعيش سياسيا واعلاميا على امجاد الماضي المختلف في تفسيره وقرآءته .هذه المقالة هي ليست للتشنيع على الحزب الشيوعي العراقي ولا لمدحه وهنا فليعذرني الشيوعيون العراقيون لاني لا استطيع ان اهنيء بعيد الحزب ومثلي الملايين من العراقيين لاسباب ان زالت كان يمكن معها ان تتحول مناسبة عيد الحزب الشيوعي الى شيء مختلف تماما واعتقد ان الشيوعيين العراقيين يلاحظون انهم يحتلفون سنويا لمفردهم باستثناء بعض الشخصيات المعدودة التي تهنئ بهذه المناسبة فيما يُحجم او يتغافل عن ذلك اكبر الاحزاب العراقية الاسلامية والليبرالية والنخب المثقفة العراقية كلا حسب عذره او قناعاته عن مسيرة الحزب او نظرته لها رغم ان رقم 73 له دلالات كثيره ابسطها انه تذكير من الشيوعي العراقي للبقية مهما كانت ايديلوجياتهم بانه الاقدم في الساحة السياسية العراقية وبشتى مجالاتها فقد دخل الحزب الشيوعي العراقي الى كل مفاصل الحياة العراقية سياسيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وغيره ومن نافلة القول ان لايمكن لاي مؤرخ للمسيرة السياسية العراقية إلا وان يقف في محطات الحزب التي امتدت عبر سنوات الجمر العراقية بل كان وجوده ودوره أحد اهم اسباب كثير من المنعطفات الحساسة التي مر بها العراق سواء كانت انقلابات او صراعات داخلية او اقليميه وآخرها انقلاب 1968 ( البكر ـ صدام ) سيء الصيت كان من اهم اسباب دعمه اقليميا ودوليا هو العمل المسلح الشيوعي في الاهوار الذي انطلق في منتصف الستينات المنصرمة والذي اعتبرته بريطانيا وامريكا تهديدا ماركسيا روسيا خطيرا وجديا لمنابع النفط العالمية في جنوب العراق ومنطقة الخليج واشارتنا هذه هي ليس لاتهام الحزب وإلا فقد كان بروز التيار الإسلامي الشيعي في العراق سببا في اندفاع امريكا وبريطانيا ومعها دول الجوار العربي لتسليم السلطة للبعث(السني) تحديدا مرة اخرى ، لذلك فقد افرد المؤرخ العراقي حنا بطاطو في ثلاثيته الشهيرة كتابا كامل للحزب الشيوعي ( اعني الجزء الثاني ) من كتابه العراق ورغم تحفظ الشيوعيين على ماجاء في الكتاب لكن ذكر الكتاب جاء كمثل على ماسقناه من دور الحزب الشيوعي في التاريخ العراقي الحديث وتوقف كل مؤرخ عراقي لمسيرة الوجع العراقي السياسية امام تاريخ الحزب الشيوعي وباسهاب كما فعل بطاطو.كذلك فأن هذه المقالة هي ليست لاستعراض تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ومسيرته السياسية والثقافية والاجتماعية في العراق او تعداد نقاط القوة والضعف في تاريخ مسيرة الحزب رغم قضيتين مهمتين يجب ان لانبارح المكان دون ان نذكرها : 1 ـ وهي ان الحزب قد فشل في الوصول الى السلطة رغم هذه المسيرة التي ناهزت ثلثي قرن واذا اعتبرنا فترة عبد الكريم قاسم هي الفترة الذهبية للحزب وقواعده الجماهيرية فهم يلامون ايضا بأنهم فشلوا في المحافظة عليها واستطاع ضباط البدو من( قرى التخلف والانحطاط ) كما يسميها حسن العلوي في ان يقتلوا عبد الكريم بعد ان حكم 4 سنوات و 6 اشهر و 15 يوم ويسيطروا على السلطة بل ويعتقلوا آلاف الشيوعيون ( مصادر عراقية تؤكد ان عدد الشيوعيون المعتقلون في السجون القومية العارفية قد بلغ 100 الف في ايام حكومة طاهر يحيى) بعد دبابات رمضان الغادرة التي جاءت بعبد السلام عارف الى السلطة قي انقلاب 14 من رمضان 1963 الأسود المصادف ( 8 / فبراير 1963 ) وتعيينه لاحمد حسن البكر رئيسا للوزراء قبل ان ينقلب عليه بعد عشرة أشهر فيما سمي بحركة ( 18 / تشرين / 1964 ) ويطارد عارف هذه المرة البعثيين 2 ـ والثانية وهي تحالف الحزب الشيوعي العراقي مع حزب البعث الطائفي الشوفيني في مطلع السبعينات ثم في الجبهة الوطنية سيئة الصيت عام 1974 رغم معرفة الحزب الشيوعي التامة بنوايا حزب البعث وتأريخه الاسود بل وهم يعلمون ان البكر رئيس الجمهورية كان من قادة انقلاب الشواف ( 8 / اذار / 1959) التي قمعها الشيوعيون وعبد الكريم قاسم في الموصل وقد اجبرت الحكومة القاسمية عندها البكر على التقاعد قسرا ومعرفتهم الدقيقة بشخصية صدام وهذه النقطة هي من اكثر ما يلام عليها الحزب الشيوعي العراقي الذي لم يتحالف مع اي سلطة عراقية سابقة رغم انها كانت اخف وطأة عليه من سلطة البعث ( السني ) جناح ( البكر ـ صدام.)اصحاب الشينين لايخفى على اي مطالع للتاريخ السياسي العراقي أن غالبية قواعد الشيوعي الجماهيرية كانت من ابناء الاكثرية الشيعية العراقية فيما ان قيادته لم تكن كذلك ( راجع جدول قيادات الحزب الشيوعي وانتمائاتها القومية والدينية والمذهبية ـ العراق ـ حنا بطاطو ـ الجزء الثاني ) ولقد بات واضحا كذلك ان شعور ابناء الاكثرية الشيعية بالمظلومية والهضم والتسلط السياسي وشعورهم بالتهميش من الانظمة الحاكمة آنذاك والفقر قادهم الى تبني العمل الحزبي في مجابهة النظام الملكي أولا ثم الانظمة التي اعقبت الجمهورية القاسمية وان أغلب ضحايا الحزب الشيوعي ـ كما يحلو للنخب السياسية السنية ان تسميهم ـ هم من ( اصحاب الشينين ـ شيعي وشيوعي ) بل ان الحزب الشيوعي كان من المقاصل  نحر على اعتابها الشيعة بعد ان تمترس السنة ( اغلبهم ) خلف شعار القومية العربية كنظام للدولة العراقية وهي العقيدة التي أسست بريطانيا على اساسها خارطة النظم العربية في المشرق والمغرب العربي ثم اقرت امريكا هذا النظام سياسيا ومذهبيا وجغرافيا ليكون الضد النوعي للاحزاب الشيوعية العربية ولكي تكون عملية قتل الشيوعي باسم العروبة عندها لن يبكيه احد وهذا ما حصل بالضبط فلم يبك أي احد اي شيوعي في الوقت الذي تحول فيه صعاليك القومية وذؤبانها إلى شهداء وابطال وقادة وسادة ملئت تماثيلهم ارصفة شوارع العراق وسودت اسمائهم ومناقبهم الوطنية المزيفة كتب التاريخ العراقي الحديث رغم انهم كانوا أصل الطائفية وُبناة دولة الانقلابات العسكرية ثم تحولوا الى دولة المنظمة السرية واجهزة المخابرات وصناع الحروب فيما ضاع جهد الشيوعيون العراقيون ولم يكتب ولم يؤرخ عن تاريخهم وتضحياتهم شيء يذكر باستثناء بعض الاسماء البارزه في الحزب الشيوعي بعدد اصابع اليد. لم يجد ابناء الغالبية الشيعية وبالخصوص في قمة المد الشيوعي في أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي امامهم سوى الحزب الشيوعي العراقي لكي يعبروا فيه عن رفضهم للنظام السياسي العراقي وطائفيته المقيته ومحاولتهم للعمل ضده في حركات سياسيه منظمة يمكن لها ان تجري تغييرا في الطبيعية السياسية الحاكمة في العراق لذلك يلاحظ انه ومنذ ان ابتدأ التيار الإسلامي الشيعي العراقي بالعمل في مطلع الستينيات وتوسعه وانتشاره في مطلع السبعينيات قل عدد المنتسبون والمعتنقون للعقيدة الشيوعية من ابناء الغالبية الشيعية في العراق بل تحول المئات ان لم اقل الآلاف منهم ليكونوا قاعده واسعة الانتشار للاحزاب الإسلامية وهذه النقطة الإرتكازيه هي ما ادركها بالضبط مؤسسوا التيار الإسلامي العراقي الشيعي حيث لاحظوا ان الشباب الشيعي وبسبب الضغط النفسي والسياسي للسلطة يندفع في اتجاه الحزب الشيوعي فبادروا لتاسيس حزب اسلامي ليكون جامع وشامل للشباب الشيعي وبالاتجاه الصحيح وبعيدا عن ترغيبات المدرسة الماركسية وبدل ان تهتم بماركس ولينين وغيرهم عليك ان تهتم برسالة محمد وخلافة علي وثورة الحسين وغيرها من الأمور المرتبطة بالواقع الاسلامي والعربي الذي ينتمي اليه الشباب العراقي آنذاك ومع تصرم الزمن ودور حزب البعث في تحجيم قدرة التيار الإسلامي العراقي وقيامه بتهشيم الحزب الشيوعي العراقي كذلك وبروز طروحات الديمقراطية والليبرالية كبديل عن الرأسمالية والأمبريالية وتنوع الواقع السياسي العراقي في الداخل والخارج لم يعد للحزب الشيوعي العراقي مجال كافي للكسب السياسي لتجديد دماء قواعده الجماهيرة وبات امام القواعد الشيعية خيارات كثيره اسلامية قومية ديمقراطية ليبرالية مستقلة وخليط من كل هذا وذاك فبقي الحزب الشيوعي على مجموعة عمل جلها في واقع الأمر تنتمي الى جيل الستينيات والسبعينيات ولم يبرز اي جيل سياسي شيوعي ثمانيني او تسعيني جديد يحاول ان يجدد في اصول الحزب او يضخ فيه دماء شيوعية شابة جديدة وهنا تفسير لقولي ان الحزب يعيش مرحلة الشيخوخة السياسية ومع اختفاء هذ الجيل الذي يعمل لصالح الحزب حاليا يمكن القول انه سوف لن يبقى للحزب الشيوعي العراقي وجود مهم وكذلك فانتخابات المجالس البلدية في المحافظات العراقية وانتخابات البرلمان العراقي كانت دليل كبير على ضعف الوجود الشيوعي العراقي في الساحة السياسية والاجتماعية الفاعلة.مصالحة العقيدة والدينلم تكن الماركسية ايديلوجية سياسية او اجتماعية او اقتصادية فحسب بل كانت ( دين ) بكل ما تحمل كلمة الدين من معاني وزعماءها كانوا يمثلون مكانة الأنبياء في الديانات الاخرى على خلاف الرأسمالية التي كانت عبارة عن ايديلوجية سياسية فقط ، نعم هي روجت للجانب العلماني للحياة واقصت الدين عن السياسية لكنها في الأصل لم تتنكر للدين ولم تحارب الكنيسة ولم تنكر وجود الخالق ولم تحارب الانبياء ولم تصهر العقائد والمذاهب والمدارس الدينية في امريكا وأوربا بل دعمتها وفق نمط سياسي معين كان يصر بشدة على ان تبتعد هذه الوجودات عن التصدي للقيادة السياسية في امريكا وأوربا على عكس ما كان يحصل في جمهوريات الاتحاد السوفياتي الماضي من عملية محو شامل لكل جوانب الحياة ليحل محلها وجود واحد لاغير وهو الشيوعية واهدافها وقياداتها ، هذه المقدمة اردت ان توصلني الى حقيقة واحد ه مهمة وهي ان الحزب الشيوعي العراقي كان واحد من اكثر الاحزاب الملحدة في العراق ـ وهنا وقبل الولوج الى هذه النقطة وآمل ان لايأخذها البعض على اساس انها تشنيعية رغم اني اريدها ان تكون نصائحية ـ يجب القول ان الحزب الشيوعي الحالي وبعض المنتسبين اليه هم في صورة مختلفة عما كان عليه الحزب في السابق من حيث التعامل مع الدين و التاريخ والجغرافيا ، وعودا على بدء فقد كان الحزب الشيوعي العراقي نموذجا للحزب التغريبي الذي يعاني من عقدة انفصال عن الواقع المعاش رغم زخم الملايين التي انتمت للحزب تنظيميا لكنها كانت بعيده عنه روحا فهو لايرتبط مع الارض التي يعيش عليها لا في تاريخها ولا في قناعاتها الدينية ولا في متبنياتها الاجتماعية وعاداتها وتقاليدها وقد سُخرت كل هذه العوامل لضرب الحزب الشيوعي العراقي والتشهير به ومحاربته واستخدمها اسوء استخدام طبعا حزب البعث العراقي بل كانت من هذه العوامل هي واحدة من اهم العوامل التي اقصت الشيوعي العراقي من الوصول الى السلطة وبقاءه على طول مسيرة العقود السبعة في خانة المعارضة السياسية. المخاض المفقود في وقت لم تكن هناك اي افكار او دعاوى في داخل الحزب كحزب شيوعي عراقي ( وكلمة عراقي ) هنا لها مدلاليها دينيا وتاريخيا وجغرافيا فالعراقي ( غالبا ) هو مسلم دينا ، واسلامي وعربي او كردي او غيرها النشأة والتاريخ  ، وهو جزء من منظومة اسيوية مشرقية يفصل بينها وبين البقية حواجز جغرافية وتاريخية وعقدية كثيره آنذاك طبعا .أقول لم تطرح أي افكار تدعو الحزب الشيوعي العراقي الى الالتزام بالشيوعية او الماركسية كمنهج وكأطار سياسي او اقتصادي لكن في قضايا الاجتماع كان لابد من ان تكون هناك حركة مخاض تاريخية تنظيرية كبرى داخل اسوار الحزب في عملية اعادة قراءة هذا الجانب وهذا المفصل من حياة الناس وقيام ما استطيع ان اسميه عملية ( موائمة ) مع الواقع الاجتماعي من خلال : 1 ـ بما ان الواقع العراقي هو واقع يدين بالعبودية للخالق والبارئ ويؤمن بالوحدانية و التوحيد اذن كان لابد ولا زال ضروريا ان تكون للحزب الشيوعي العراقي نظره تصحيحية في هذا الجانب اما من خلال الاعتراف بالتوحيد والابتعاد عن منهاج الإلحاد او من خلال اعتراف واضح وصريح بعدم تبنى اي نظرية عامة لنشأة الخليقة والكون تكون معارضة لما مطروح اسلاميا داخل الواقع العراقي . 2 ـ بما ان الواقع العراقي هو واقع اسلامي اذن فهناك منظومة مقدسات يؤمن بها هذا الواقع من قرآن مجيد وانبياء وأوصياء وشخصيات وعتبات ..... الخ ، كان على الحزب الشيوعي العراقي ولازال ان لايدخل مع واقعه في عملية مماحكة ايديلوجية مبنية على عدم احترام الرموز الدينية المؤثرة في الوجدان العراقي ويستعير مناهج من قارات اخرى لكي يبشر لها في ظل واقعه الذي يعيش حالات تبتعد عن مناهج الماركسية الدينية والاجتماعية بـ 180 درجة 3ـ بما ان الواقع العراقي هو واقع عشائري وهذا ما يملي عليه بعض العادات والتقاليد التي ترسخت بمرور الزمن كان كذلك يتوجب على الحزب الشيوعي ولازال ان يبحر بطريقة ذكية في عملية نقد تلك العادات و الممارسات ونشر ثقافة جديدة هو يعتقد بها ويريد ان يؤصل لها في ظل الواقع الذي ينتمي اليهوهنا مثلا نشير للتجربة الإسلامية الشيعية في مطلع التسعينات عندما حدث حراك التبني للديمقراطية كمنهج انساني حديث اثبت نجاح منقطع النظير وعلى مدى قرن كامل وعلى مختلف اجناس البشرية والوانها المختلفة ومناطقها الجغرافية المتباينه فأن الإسلاميين راعوا تلك الجوانب الثلاثة وبشكل منظور ودقيق الحساب وفي النهاية توصلوا على عملية تأصيل معين من تبني الديمقراطية يؤكد على حتمية تبني الديمقراطية كآلية سياسية اثبتت نجاح كبير لكن في النفس الوقت يحتم الابتعاد عن كامل الفلسفة التي بنيت عليها اصول النظرية الديمقراطية سابقا التي تطورت بشكل كبيرة ( اقرأ تجديد الفكر الإسلامي ـ محمد عبد الجبار وبعض مؤلفاته حول اصول تبني النظرية الديمقراطية ) وبهذا استطاع الأسلاميون من اقناع قواعدهم الجماهيرية بالديمقراطية من خلال عملية تأصيل ثقافي ثبتت الواقع الديني والتأريخي والجغرافي واضافت اليه ايجابيات الأمم الأخرى بطريقة عقلائية منطقية لم تولد أي ردات فعل سياسية فكرية داخل الوسط الإسلامي عموما وبشتى احزابه وتوجهاته المختلفة.وبالتالي يكون السؤال الم يحن الأوان لتكون هناك عملية مخاض كبرى بين ثنايا الشيوعية العراقية تحديدا من اجل اعادة قراءة جدية تسمى ( الشيوعية والواقع العراقي ) من اجل تأصيل ثقافي جديد تمكن الشيوعي العراقي في الاستمرار مستقبلا بطريقة جديدة علما ان كثير من الاحزاب الشيوعية العرابية قد اعادت قراءة علاقتها بالواقع الذي تتحرك بين ثناياه ومنهها طبعا تجربة الحزب الشيوعي السوداني .بيت القصيد : لقد حان الوقت لكي يكون للحزب الشيوعي العراقي موقفا واضحا ومعلنا ومتصالحا مع الدين عموم الدين من خلال الاعتراف بوجود الخالق سبحانه وتعالى ومن خلال الاعتراف بالإسلام كدين للواقع الاجتماعي العراقي يجب احترامه وتقديريه ويجب الابتعاد عن كل ما من شأنه ان يسيء لمتبنياته دينيا وان يكون كذلك للحزب الشيوعي العراقي موقف واضح وصريح من احترام المقدسات الدينية والاعتراف بتأثيرها الديني والاجتماعي والثقافي داخل الواقع العراقي ، في هذا السياق يحق للحزب الشيوعي العراقي في ان يحافظ على نظرته السياسية في التعامل مع الواقع السياسي وفي نظرته الاقتصادية الشمولية الماركسية وان يسعى لتسويقها حزبيا او ثقافيا واذا ماحصل مثل هذا فسيتحول عندها الحزب الشيوعي العراقي الى حزب علماني يمكن لاي عراقي مسلم سني او شيعي ان ينتمي اليه بدون ان يجد حرجا في اعتقاده بالتوحيد ان ممارساته لشعائره الإسلامية ويمكن ان يلاحظ آنذاك في داخل أطار الحزب الشيوعي من يصلي ويصوم لكنه يعتنق الفكره السياسية للحزب ويؤمن بان منهجه الاقتصادي هو حصيلة تفكير انساني وهو احق ان يتبع عندها يمكن ان يتجاوز هذ الحزب مرحلة شيخوخته السياسية وان يستطيع اعادة ضح الدماء الشابه الجديدة اليه وان يكون حزبا شيوعيا عراقيا ( بشرط العراق وشروطه ) لا حزبا شيوعيا روسيا او صينيا.آنذاك يمكنني ومعي الملايين من العراقيين ان نهني الحزب ونهدي له بقات من الورد الأحمر بذكرى تاسيسه بل نحتفل معه بهذ المسيرة السياسية الحافلة والطويلة والتي تورخ لشطر كبير من عمر العراق وطنا وشعبا.باسم العوادي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك