المقالات

في جريمة تلعفر.. تعاقب الضحية ويترك الجلاد

1667 17:02:00 2007-03-31

( بقلم : ناهدة التميمي )

ثمانية عشر شرطيا في تلعفر دافعوا عن انفسهم وذادوا عن اهلهم وحاولوا انقاذ الجرحى في مدينتهم.. علا صراخ المجرمين حولهم بضرورة اعتقالهم واستجوابهم ومعاقبتهم .. وقلبت كالعادة قضية الحق الى باطل وسلطت الاضواء على الضحايا وكانهم الجناة.. وتناسوا المجرمين الحقيقيين الذين فجروا شاحنة بالابرياء الفقراء والذين حرموا من الحصة التموينية لانهم ببساطة شيعة.ياسبحان الله كل يوم يلقى القبض على مئات المجرمين متلبسين بالجرم المشهود ومعترفين بجرائمهم والتي نفذت عن سبق اصرار وترصد من ذبح وخطف وقتل على الهوية وتفجيرات مروعة ولانسمع احدا يطالب بملاحقتهم او عقابهم .. بل على العكس يطابون باطلاق سراحهم وقد يتدخلون للافراج عنهم حتى اصبح الناس يتندرون بالقول ( كل يوم يلقون القبض .. وماكو قبض ) .. فما الذي فعله هؤلاء الشرطة الابطال في تلعفر غير تادية واجبهم وما املته عليهم رهبة الموقف وبشاعته .. فتفجير تلعفر هو الاعنف على الاطلاق منذ سقوط الصنم الى يومنا هذا .. اذ قام الارهابيون والمتعاونون معهم من اهل المنطقة بتحذير السنة قبل ثلاثة ايام بعدم الاقتراب من شاحنة الطحين القادمة لانها مخصصة للشيعة الذين حرموا من الحصة التموينية لشهور بينما نظرءهم من السنة كانوا يستلمونها بانتظام.

وعندما قدمت الشاحنة واجتمع المساكين المحرومين حولها انفجرت انفجارا لاسابق له في تاريخنا الحديث منذ السقوط فقتلتهم وهدمت بيوتهم ومحلاتهم .. عندها سارع الشرطة لانقاذ الضحايا واخراجهم من تحت الانقاض ولكن بدلا من ان يجدوا العون .. فتح القناصون النار عليهم من اسطح المنازل.. ماذا يفعلون هل ينتظرون حتى يقتلوا هم ايضا .. فلم يجدوا بد من الرد على مصادر النيران خصوصا وان الزغاريد كانت تعلو من هذه المنازل ابتهاجا بهذا العدد الهائل من الضحايا. عندها علا النعيق بان هنالك اعمال انتقام طائفية فسارع الامريكان ومن معهم من المتامرين الى اعتقال هؤلاء الابطال الضحايا.

انها عملية ابادة واضحة ومنظمة للشيعة واستئصال وجودهم من الشمال والوسط العراقي في مدن كركوك وديالى والموصل وصلاح الدين وبغداد ان امكن لانها رغبة بعض الدول الاقليمية وبعض الاحزاب الداخلية والبعثيين والاعراب .. بل وحتى امريكا .. اما البعثيين والاعراب فيطمحون الى نصف العراق سنيا خال من اي شيعي لاحداث توازن طائفي وحتى يكونوا مؤثرين في اي استفتاءات او انتخابات مستقبلية ولايهم كم يقتل من الابرياء الشيعة .. واما امريكا فانها تغض النظر عن هذه المذابح لانها تريد قواعد امنة لها في الشمال العراقي باعتبار ان حتى الرضيع الشيعي هو خطر عليهم لانه موالي لايران حسب زعمهم.. وتعزز هذا الراي لديهم بفضل اعمال وافعال وتصريحات بعض الشيعة الذين استعدوا امريكا علينا دون سبب وجيه.

من الذي يصرف بكل هذا السخاء على شراء شاحنات اسعارها فلكية مع ما تحتوية من متفجرات لتحترق بلحظة وتقتل الشيعة غير دول خليجية مقتدرة والسعودية بالتحديد.. من الذي يسلح مقاومة الانذال هذه غيرهم وكيف تمر شاحنة محملة باربعة اطنان من المتفجرات ولاتكتشفها القوات الكردية التي تسيطر على المنطقة وكيف دخلت الاعداد الهائلة من الارهابيين للعراق لولا بيع بعض سفاراتنا لمئات الالاف من الجوازات لغير العراقيين وهذا شيء لم نقوله نحن بل كشفته السويد والدنمارك وبلغت به اوربا والعالم .. فجاء هؤلاء ليفجروا انفسهم بابرياء الشيعة ومساكينهم.

الاكراد يدافعون عن حقوقهم ومشروعهم المستقبلي دون مواربة او مجاملة لاحد ويحمون مصالحهم بكل الوسائل المتاحة... والسنة كالعادة يقلبون الباطل حق وتسندهم دول اقليمية وفضائيات ومشروع واضح وهو العودة للحكم ثانية بكل الوسائل بضمنها قطع الرؤوس والاختطاف والنحر والمفخخات .. اذن آن للشيعة اليوم والذين يبادون بشكل لم يسبق له مثيل ان يكون لهم مشروعهم الواضح بالدفاع عن مصالحهم واهلهم بكل السبل المتاحة وان لايسكتوا بعد اليوم عن ابادة الشيعة وقتلهم المجاني مجاملة لعيون البرلمانيين الارهابيين او ذوي المناصب العليا منهم .. حتى لو اعلن النفير العام بينهم فعشيرة زوبع اعلنت النفير العام لقتل واحد منها فما بالكم انتم لم تصمتون .. علما بان الجميع وبدون استثناء ياكل ويتنعم بنفط الشيعة باعتبار ان الحقول الاخرى معطلة دوما.

ناهدة التميمي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
طائر الجنوب
2007-03-31
تابعوا الشريط الاخباري لقناة العراقية وستعرفون محنتنا في الشريط الاخباري المتحرك والمستمر تقول قناة العراقية القي القبض على هؤلاء الشرطة لتورطهم باعمال ارهاب طائفية فهل هذه قناة رسمية تمثل الشعب والحكومة, وبسبب هذه التصريحات من قنواتنا الرسمية اصبح هؤلاء المساكين المظلومين اصبحوا متهمين ومطاردين, انتبهوا الى العراقية هذه ومن يعمل فيها وكيف يدس الاخبار وطهروها
سلطان علي ( محب للعراق و أهله)
2007-03-31
سيدتي الفاضلة اسمحي لي ان اكتب لك بكل شفافية تعبيرا عن فرط حبي و ألمي لما يحدث لاهلنا الشرفاء في العراق. اسأل: لماذا الحس الامني ضعيف او لنقل معدوم لديكم؟ الم تتعلموا بعد من اساليب الغدر و المكر للارهاب الصدامي و السلفي الوهابي على كثر ما اصابكم من تفجيرات خلال 3 سنوات؟ اليس واضح لديكم ان التجمعات الشعبية سواء في الاسواق او المناسبات هي المقتل الذي ينفذ منه الارهاب؟ نرى الارهاب دائما يسعى اما لتجمعاتكم في الاسواق او ليجمعكم ثم يفجركم؟ اليس واضح ان كل تجمع اصبح تجمع قاتل؟ ليتني اجد لديك الاجابة
dr.haidar
2007-03-31
فعلا...كل يوم يلقون القبض وماكو قبض...واصبح الجلاد والمشعوذ والمنادي بالطائفيه عضو برلماني حصين ولاحصانه على العراقي الفقير؟؟؟والمشعوذ الكبير في الاردن يجند الارهابيين والمفخخات ولا احد يقول صراحه انه المشعوذ الارهابي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك