سليم الرميثي
يتميز بعض البرلمانيين المحسوبين على الشعب بحالة غريبة وفريدة من نوعها وهي تجاوزهم وبشكل هستيري وهمجي على اكبر شرائح المجتمع العراقي.. وهي اول مرة تحصل في تاريخ البرلمانات العالمية ..نسمع ونشاهد احيانا صراعات ومهاترات بين البرلمانيين وهذا امر طبيعي وتصل الى حد العراك والاشتباك بالايدي والى اكثر من ذلك وتبقى محصورة بين اعضاء البرلمانيين فقط وكثيرا ما تحدث مثل هذه الامور حتى في البلدان المتقدمة ولكن من اجل مصالح شعوبهم وليس ضدها..
اما في العراق فنسمع ونشاهد كل شيء يدخل في اللامعقول من بعض الاعضاء المنتخبين بل وصل بهم الاستهتار الى شتم ولعن وتكفير وتخوين فئات كبيرة من الشعب..وهؤلاء هم عار مابعده عار على المناطق التي يمثلونها اولا وعلى برلمان العراق وشعبه ثانيا وستدوّن اسمائهم في ذاكرة العراقيين الشرفاء وفي سجل اسود سيحفظه التاريخ الى الابد..فهذه الاساليب والبذاءة في الكلام وامام الناس انما هي دليل على وضاعة المتكلم وخسة مستواه.. اماالذين يؤيدونه ويهتفون له فهم لاشك من صنفه ومن نفس فصيلته.. والا فهذه الالفاظ السوقية والشوارعية لايمكن ان يستمع اليها انسان سوي ويؤيدها بهذا الشكل الذي يعبر عن جهل وهمجية كل من يصفق ويهتف الاّ اذا كانوا المتجمهرين لم يسمعوا او لم يفهموا مايقوله خطيبهم الفلتة..ولكن ما نسمعه من خلال ترديد شعار ( الله محيي الجيش الحر) يدل على ان الجماعة قد ذابوا بجيشهم هذا..والان نسألهم هاهو جيشكم الحر قد ذاب بين داعش والغبراء والهروب على وجهه في الصحراء وآخرين منه عدوا بالالاف تابوا وعادوا الى الجيش السوري..فمع من انتم الان والى من تهتفون بعد اليوم..
ومثالنا الحي على مانقول هو احد اعضاء البرلمان وهو احمد علواني تحفة القائمة العراقية الذي بات معروفا بتخريفاته التي ورثها من اسلافه الذين دمروا البلد بعنترياتهم الفارغة..هؤلاء غرقوا في بحور الجهل والظلام.. يظنون انهم كل ماارتفعت اصواتهم ترتعد فرائص الآخرين..فهل يستطيع احد ان يفهم او يفسر لي كل هذا النهيق وماذا يريد من وراءه ؟
هذا غيض من فيض لهذا النائب الفلتة فهنيئا لقائمته ولمن انتخبه فهو حقا يمثل ناخبيه على اكمل وجه وهذه هي الحقيقة المرة التي يجب ان نعترف بها والاّ فالمليشيات كما يسميها قد ملأت سوريا وجائت من كل حدب وصوب وجزء منها يعشعش في محافظته.. فلماذا فقط منتسبي لواء ابا الفضل في عرفه وعقيدته اولاد حرام ؟ لو كان مايقوله علوان في دولة اخرى لكان منبوذا خلف قضبان السجون..واتحداه ان كان شجاعا مثل مايدعي يقول كلمة واحدة تدين اجرام القاعدة او البعثيين الذين ينشرون الرعب والخوف في جميع المدن الغربية ومنها ينطلقوق الى باقي المحافظات للقتل والتدمير..
هذه هي مشكلة العراق الحقيقية مع هؤلاء الجهلة والظلاميين.. كانهم يعيشون في كهوف العصور الوسطى..فهم بلا مباديء تحركهم ايادي خفية يلبسون اقنعة متلونة يرتدونها عندما يُأمرون بذلك وحسب حاجتهم وأمزجتهم المتغيرة والمتذبذبة ولايمكن ان يأمن احد من غدرهم حتى اقرب الناس اليهم..نحن الآن لانشك ولو للحظة ان العلواني هذا هو من احد قادة المجاميع الارهابية والعصابات التي تفتك بالناس الابرياء يوميا..وهذا قد اتضح من خلال كل صراخه من على منصات المعتصمين وجميعها تعبّر عما يحمله هذا الشخص من جهل وحقد وكراهية للاخرين ولانشك ايضا بجهل كل من يتبع ويؤيد هذا المعتوه الذي لايجيد في كل مايقوله سوى الشتائم والتفاهات وهي اسلوب رخيص وساذج وسفيه لايصلح الاّ للمختلين عقليا والمتخلفين..ونقول لكل الناعقين انكم والله لاتتبعون الاّ سرابا والعلواني وغيره سيفرون اول الناس وتبقون انتم وحدكم تواجهون مصيركم فعودوا لشعبكم لكي تسلمون من داعش وغبرائها..
بصراحة نحن لا نتوقع ان نسمع من علواني وامثاله مثلاً كلام فيه فائدة او حث الناس على المحبة والتآلف والبناء ونبذ الكراهية لان ذلك لاينسجم مع اخلاقه كما عرفناه بل بالعكس سنسمع فقط كل ما يساعد على نشر اشاعة الكراهية والبغضاء..فهل بمثل علواني واشباهه يمكن لنا ان نبني وطنا يحتضن الجميع؟
https://telegram.me/buratha