المقالات

شحـّاطات الدوبلوماسية العراقية !


الكاتب/ واثق خضر الرماحي

وأنا عائد الى الوطن المكلوم من أحد البلدان العربية التي لا تشترط في زيارتها التأشيرة المسبقة ، في آخر يوم من أيام عيد الأضحى المبارك بعد زيارة قصيرة ، بحثا عن بعض من سلام واطمئنان وشعور بالآدمية ، وفي صالة الجوازات الرئيسية فوجئنا بعائلة عراقية بملابس (البيت ) ، وهو الأنطباع الأولي الذي يسجله عنهم كل من يشاهدهم ، حيث كان القاسم المشترك في ملابسهم هو ( الشحـّاطات ) ، اللهم إلا حذاء ملونا ترتديه صغيرتهم التي لا يتجاوز سنها الأربع سنوات من النوع الذي كان كلما تمشي ( يوَصْ وصْ ) والتي زرفت ادمغتنا ببكائها المزعج الذي لم ينقطع طيلة وجودهم في الصالة ، ولا أريد أن أشير الى ملابسها الرثة التي توقعها حقا القاريء الكريم وهو يقرأ هذه السطور .

تقدمت المرأة التي تترأس تلك العائلة لعدم وجود رجل معهم وبصحبة ابنها الشاب وبشحاطاتهم المسحوكة وأقدامهم القذرة وضربت السره الذي يقف فيه خلق الله أمام شباك الجوازات لغرض تأشيرة المغادرة وهي تصيح جوازات دبلوماسية .. هاج وماج من كان يقف في الصف وطلبوا منها أن تقف بالدور حالها حال الباقين ، ثم همس في أذنها أحد الواقفين وأشار لها الى شباك الدوبلوماسيين الفارغ .. فردّت بلكنة شوارعية شبيكم تخبلتوا علينة بسيطة نوصل العراق وآني أعلمكم .

بعد صفك الراح بالراح والأستهجان الكبير من المواطنين لكلام هذه السيدة الحديثة النعمة ، تناقش القوم حول دماثة العراقيين وأدبهم عندما يخرجون الى خارج البلاد وهم يرتدون أحلى الملابس ويتعطرون بأطيب العطور بسبب أنهم كانوا وما زالوا أصحاب نعمة وخير ، وأن تلك العائلة حتما لم تكن تمثل شعب العراق الصابر الكريم أو حتى سلكه الدوبلوماسي العريق .. وبعد أن توصل أحدهم الى ان تلك العائلة هي عائلة أحد نوابنا الكرام من اولائك الذين نقلهم الزمان وبقدرة قادر نتيجة الحصة التعويضية مدعومة بنضاله الشرس ضد الدكتاتورية وأغاني الكاولية .. أقول نقله من سائق تكسي برازيلي الى صاحب اسطول من السيارات المصفحة الحديثة والأرصدة الفلكية في مصارف العراق وغير العراق .

حمد القوم الله كثيرا وشكروه على السلامة ورجاحة عقولهم في هذا الزمان الذي يذهب العقول ويذهل كل مرضعة عن ما ارضعت ، وتذكروا بسهد وكدر كم هو كبير عدد الشحاطات الدوبلوماسية التي تمثل العراق في هذا الزمان الأغبر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد الوائلي
2013-10-19
لكي لا نتهم كل النواب ولتاكيد الخبر ومصداقيته ولكي نعرف من هو سائق التكسي والذي اصبح عضو برلمان ارجو ذكر اسم ذلك البرلماني .ذهب زمن الخوف والهلع والتخاذل من السلطه واليوم عصر تاكيد الحقيقه .توكل على الله واذكر الاسم
عراقي مغترب
2013-10-19
نفس الحال والمنوال هنا في المغرب لدى السفارة العراقية التي اصبحت بيتا من بيوت البعثيين القردة والكادر الذي يستقبلهم وعلى راسهم السفير الكردي حازم اليوسفي ومعه القائم بالاعمال الذي لا ينفك عنهم بل وحتى يجلس معهم في المقهى بعد الدوام واولهم البعثي عبد السلام الكعود والاخر عبد الستار المفرجي ضابط المخابرات في سفارة العراق في ماليزيا المضحك السفارة كادرها 23 شخصا اثنان من الشيعة احدهم في الاستعلامات والاخر على الصادر والوارد بالاضافة الى عمله استقبال وتوديع ضيوف السفير الاكراد بدعوة منه لزيارت
سيد محمد
2013-10-19
سلام عليكم كان الاجدر بكم ان تعرفوا اسم هذا الحثاله وان تعلموا هذه العائله المصانه الدرس اللائق بهم وان يعرفوا قدرهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك