بقلم الكوفــــي
من الذي سحب البساط من تحت اقدام ( حزب الدعوة الاسلامية ) ذلك الحزب العريق الذي ذهب بسببه الالاف من الشهداء على يد النظام المقبور ،
هل صحيح ما يقال انه حزب عريق وهل صحيح انه كان يقارع النظام المقبور ام انه كان مجرد اسم لا اكثر وقد اعطاه النظام المقبور هالة اكبر من حجمه الحقيقي لغايات كان النظام المقبور يروم الاستفادة من ورائها ،
بلا شك سيكون جواب البعض ان ( حزب الدعوة الاسلامية ) هو حزب عريق وربما سيقولون انه الحزب الوحيد الذي وقف بوجه النظام المقبور وهنا يأتي السؤال المهم والذي لم نجد له جوابا من الذين ينتمون لهذا الحزب العريق كما يحلو لهم ان يصفوه ،
السؤال الذي لم نجد عليه جوابا هو ( لماذا لايدخل حزب الدعوة الانتخابات باسمه الصريح ) وهو الحزب الذي يمتلك تاريخ وقاعدة وتأييد جماهيري حسب ادعاء الذين ينتمون اليه ومن يناصروه ،
هناك حقائق لايمكن تغافلها اطلاقا بعد سقوط النظام المقبور من ان حزب الدعوة الاسلامية كانت تراوده مخاوف حقيقية من خلال قرائته للواقع الشعبي وحجم التأييد داخل الشارع العراقي وهو ينظر الى ثقل التيار الصدري من خلال التأييد الشعبي لمقتدى الصدر وكذلك المخاوف التي اذهلت قيادات حزب الدعوة عندما شاهدوا الملايين التي زحفت لاستقبال زعيم المجلس الاعلى محمد باقر الحكيم وعبد العزيز رحمهما الله ،
هذه المخاوف دفعت حزب الدعوة الى اتخاذ خطوات عاجلة وسريعة من اجل ان تكون له قاعدة تناصره بحجم القواعد الاخرى وما كان له الا ان ينحني لهذه العاصفة التي لم تكن في حساباته اطلاقا مما دفعه الى ان يسلك اساليب متعددة لسنا بصدد الخوض فيها ،
نعود الى سؤالنا ونقول ان الخطأ القاتل الذي وقع فيه حزب الدعوة هو دخوله في تحالف ابقاه موجود لا بالاسم وانما بشخص استطاع ان يختزل الحزب بشخصه وهذا معناه انه اطلق رصاصة الرحمة على نفسه ( اي الحزب ) عندما وافق ان يدخل تحالف باسم ( دولة القانون ) المكون من كتل واحزاب على عكس الاطراف الاخرى التي بقيت محافظة على مكونها بالاسم والاشخاص ،
هذا الخطأ القاتل انهى وجود حزب الدعوة والى الابد من ناحية الوجود الحقيقي وجعله مكبل بسلاسل المالكي وتحالف دولة القانون وسيبقى على هذا الحال واي عاصفة صغيرة يتعرض لها دولة القانون سيكون حزب الدعوة خارج اللعبة السياسية دون ادنى شك ،
الانتخابات الاخيرة اثبتت ان حظوظ حزب الدعوة وتأييد الشارع له بات شبه معدوم وذلك من خلال النتائج التي حققها في انتخابات مجالس المحافظات رغم ان مقاليد السلطة بيده ناهيك عن حجم الامكانيات المتوفرة لهم اذ انه جاء بالمرتبة الثالثة بواقع ثلاثين مقعد بعد التيار الصدري الذي حصل على اثنان وخمسون مقعد وتصدر المجلس الاسلامي الاعلى بواقع اثنان وستون مقعد ،
بقي التيار الصدري والمجلس الاعلى محافظين على اسمائهم وحصدوا العدد الاكبر من المقاعد وخسر حزب الدعوة الاسم والمقاعد معا ، لذلك لايمكن لحزب الدعوة ان يدخل انتخابات بأسمه الحقيقي بعد الان لانه عرف حجمه الحقيقي في الشارع العراقي وسيبقى اسير لتحالف دولة القانون وهذا معناه انه الحزب العريق فرط باسمه دون ان يحسب حساب مستقبله السياسي ،
في الختام نقول ماذا ستكون حظوظ حزب الدعوة الاسلامية في حال فقد رئيس الوزراء نوري المالكي لمنصب رئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة وهل ستتحالف الاطراف مع حزب الدعوة ام ان المتحالفين معه اليوم سينقلبون عليه بالغد ، كأني بالمثل الشعبي الماثور سينطبق على حزب الدعوة عاجلا ام اجلا ( لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي ) .
بقلمالكوفــــي
https://telegram.me/buratha