المقالات

تحالفٌ سنّيٌ صهيونيٌّ لمواجهة الهلال الشيعي الصفوي

915 10:12:00 2013-10-20

صالح المحنّه

ليس لي شأنٌ بالعنوان بل هو ماجادت به المنظومة العربية الحاكمة التي تصّدت لقيادة الأمّة وتمثيل إرادتها ، وماخطط له الإسرائيليون لإشغال العرب بصراع داخليٍّ مذهبيٍ ، وتقسيمهم الى جبهتين متحاربتين عبّروا عن الأولى بالهلال الشيعي الصفوي والثانية بالتحالف السنّي الصهيوني...وهذا ما كشفه وصرّحَ به القادة والسياسيون الإسرائيليون بوضوح وبجرأة ، وماكنتُ راغباً في الخوض في هذا الموضوع الذي يحمل من الحساسيّة مايُغيض البعض لولا أنْ فرضَهُ علينا الواقعُ الذي نعيشُه ، وهو ليس تهمةً للسنّة والجماعة بقدر ماهي مناقشة لبعض مانُشِرَ مؤخراً من مقاطع فيديو يظهرُمن خلالها بعضُ القادةِ الإسرائيليين وهم يتحدثون عن علاقاتهم الحميمية بالسعودية والأردن ومصر مبارك والفلسطينيين وإشتراكهم في تحالفٍ لمواجهة المد الشيعي المتمثّل بالهلال الذي يبدأ من إيران الصفوية مروراً بالعراق وسوريا وإنتهاءاً بلبنان هكذا هو التوصيف العربي الإسرائيلي ! وقد كشفَ عن هذا التحالف الإسرائيلي السنيّ ( البروفسور اليهودي أشير سوشير) مدير الشؤون الخارجية في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب ، وقال نحن شركاء للسنّة والجماعة العرب لمواجهة الشيعة ! ومن خلال تصريحات البروفسور وبعض القادة الإسرائليين يظهر ان المملكة السعودية هي رائدة وقائدة هذا التعاون والتحالف المشترك بين الأطراف ضد المد الشيعي ! ومن الجدير بالذكر أن علاقة آل سعود بالإسرائيليين هي غير مستغربة وغيرخافية وليست جديدة بل هي قديمة قِدِم بول البعير وإرضاع الكبير...ولاجديد ولا مفاجئة في الأمر ، ولكن الغريب هوالتفنن في ممارسة النفاق العربي ...وطريقة تظليل الشعوب ، وتوجيههم بعدوانية صوب شعب العراق الذي سالت دماءه على أرض فلسطين وسوريا والأردن يوم كان السعودي ممتطياً بعيره هائماً في صحراء نجد لايدري أين تقع فلسطين ومنهم الفلسطينون ؟كان جزاء هذه الدماء العراقية ، أن تتحالف الأمّة العربية ضدهم ! ويحزم الفلسطيني أمتعته ويتقلّد حزامه الناسف لينفجرَ وسط العراقيين ! كذلك الآخرين ، ولقد كان للمؤسسات الدينية السنّية في هذه البلدان المتحالفة مع إسرائيل الدور الكبيروالخطير في مباركة ودعم هذا التحالف الإسرائيلي السني ! لأنها تُعتبر مراجع عالمية للسنّة والجماعة ! فكان دورُها فاعلا ومهمّا وأساسيّا في هذه التحالفات المشبوهة ! فهي صاحبة الفضل الكبير في تدجين وتحمير الشعوب الإسلامية السنيّة وتجهيلها ، من خلال تعبئتهم مذهبياً وتطويعهم لأمر الحاكم ، حتى يسهل إنقيادهم وتوجيههم حيثما يشاء، فلقد كان دور رجال الدين في هذه المؤسسات ، كدور المومس التي لاتتردد عن ممارسة الرذيلة مع مَن تشاء ومتى تشاء، فمرةً يشرعنون العلاقة مع الإسرائيليين ويُصادقون على عقدَ الشراكة بينهم وبين الحاكم العربي ويباركونها لهم ...عندما يتعلّق الأمرُ بقتال الشيعة ، وأخرى يحرّمون على السنّة دعم الشيعة إذا قاتلوا الإسرائيليين ! فكانت فتاويهم أرخصَ سلعةٍ تُلقى تحت أقدام الحاكمين ...بل صار بصاقهم فتوى ، وأجمل تعبير لوصفهم في ماترجمه الشاعر العراقي المبدع أحمد مطر في قصيدته الرائعة التي هجا فيها أحدهم إستقطعت منها هذا الجزء...زرعَتْ إعصاراً في صَوْتيوعلى مَهْوى تِلكَ التّقوىأَبصُقُ يومَ الجُمعةِ فَتوىفإذا مَسَّتْ نَعْلَ الأَقوىأَلحسُها في يومِ السَّبتِ

الى هذا الحدِّ بلغَ الإنحدار بالفتوى والمفتين وأنهكهم الترّهل المذهبيّ ، وهذا هو واقعهم الحقيقي ، فكانوا وقوداً لكلِّ تحالف مشبوه ! ولايعنيهم الأمرُ بشيءٍ إن كانت ضحايا فتاويهم إبادةُ جيلٍ من الأطفال والنساء والرجال الشيعة... أو أجيالٍ ! فالأمرُ سيّان بالنسبة لهم ! فجلّ همّهم وإهتمامهم هو إرضاء وليّ الأمر فاجراً أو فاسقاً ! بهذه العقلية التافهة المريضة ، وبهذا الإنحراف الديني ، زيّنوا لإمراءَهم وحكامهم أفعالهم وأطمعوهم بشعوبهم ليسوقوهم الى المهالك ... إسرائيل نجحت بتعاملها مع هذا القطيع العربي وإستطاعت بجدارة أن تهزمهم ميدانياً ، ثمّ نجحت بإمتهان كرامتهم ومصادرة تأريخهم الذي يتبجحون به ، بل جعلتهم يكفرون بكل موروثهم العقائدي الذي يكفّر اليهود ويحرّم التعامل معهم بعد أن حاصرتهم فكرياً وإعلامياً وسياسياً...وإستطاعت أن تجرّهم الى هذه التحالفات وتلزمهم بها وهم صاغرون ! وهذا أمرٌ يُحسب لها ويثبت تفوقها العقلي على العرب ، فهي تدافع عن وجودها بالطرق التي تراها مناسبة ومن منطلقاتها هي فقط ،فأحكمت سرجها على هذه الأمّة وأمسكت بلجامها ، من هنا يتضح لنا دجل ونفاق حكّام آل سعود عندما يرفضون عضوية الأمم المتحدة بحجة عدم إيجاد حل للقضية الفلسطينية ! وكأنهم أوصياء على هذه الأمّة وليس متآمرون على جميع قضاياها !!! هل بلغت السذاجة بهم الى هذا الحد ؟ صورهم وإتفاقاتهم وتحالفاتهم مع الإسرائيليين لم تعد خلف الكواليس ، بل هي مكشوفة ومقاطع الفيديو قد ملئت الخافقين ! والكواليس لم تعد متاحة لهم وكما يشتهون فشريكهم الإسرائيلي لا يحقق لهم هذه الرغبة ، إسرائيل تحاول جاهدة أن تتركهم يواجهون حقيقتهم ويميطوا اللثام عن وجوههم ، فعصر التكنلوجيا لايعترف ولايؤمن بستر الفضائح ، لذلك سارع القادة الإسرائيليون بنشر غسيل العرب لعلّ شعوبهم تتفهم هذا النفاق وتتعايش مع الأمر الواقع وهو أمر واقعٍ مخزي لهم جميعا شعوبا وحكّاماً...وللأسف الخاسر الأكبر في هذه المعادلات الدولية هو الشعب الذي ليس له ناقة ولاجمل في هذا الصراع ...هو الشعب العراقي والشيعة بالخصوص !!! الأبرياء الذين يفترشون الأرض لكسب رزقهم وبعضهم لم يسمع بالهلال الشيعي ولايعنيه إلاّ قوت عياله ، وحده هذا الكادح الذي دفع ويدفع ثمن صراع اصحاب المصالح الدولية ، وهو وحده الذي يُحرق بنيران اصحاب الفتاوى الظالمة...أصحاب العقائد الفاسدة ...أدوات التحالف المشبوه بينهم وبين اليهود! دعاءنا أن يحفظ الله شعب العراق ...وأمنيتنا أن لاينتصر أعداء العراق...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد الوائلي
2013-10-20
في الجمعه الماضيه(قبل يومين)وفي احد جوامع السنه في حي دراغ وفي صلاه موحده خطب امام الجامع صارخا .(والذكي من احبائي سيعرف المفارقه.)قال اللهم انصر المسلمين في سوريا والجماهير تصرخ امين.اللهم انصر المسلمين في العراق امين.اللهم انصر المسلمين في مصر وليبيا والجزائر امين.حتى كان العجب العجاب ولم ينتبه احد صرخ الامام اللهم احقن دماء المسلمين في فلسطين امين...لاحظ الكلام احفظ وليس انصر لانهم على من سينتصرون على اليهود وهذا مالايرجوه الخطيب وهذا تاكيد للمقال هذا وانشاءالله ينصر المسلمين في فلسطين .امين
زید
2013-10-20
كان اخواننا و اشقاؤنا و احباؤنا و اوداؤنا و اخلاؤنا واصفياؤنا السنة يتهموننا باننا متحالفون مع الصهاينة و يطلقون علينا ظلما اصطلاح صفيونيين وهو لفظ مركب من كلمتي الصفوية و الصهيونية ولكن اتضح فيما بعد انهم المعنيون بهذا الحلف فعلا و اذكر هنا كلمة و فكرة قيمة للمحقق النبيه و العالم الفقيه سماحة حجة الاسلام و المسلمين الشيخ علي الكوراني حفظه الله حيث قال ما من تهمة او شبهة يلصقها هؤلاء بنا الا و لها اصل عندهم و هذا التحالف مصداق لقول هذا الرجل الفاهم و الحبر العالم فهم مع الاسف ينتهجون هذا النهج..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك