المقالات

فواتير.. قيمتها الدماء

548 16:48:00 2013-10-20

مديحة الربيعي

أن للسلطة سحرها وتأثيرها الذي يجعل من يجلس على الكرسي يفقد عقله وارادته,فيصبح عبدا للمنصب ويتوهم بأنه يحكم من خلاله,لكن الحقيقة هي أنه يصبح محكوماً بالمنصب مسلوب الأرادة ضعيفاً مجبراً على تقديم التنازلات شيئا فشيئا حتى يتجرد من دينه وقيمه ويصبح مجرد آلة تحركها المطامعوالأمثلة على عبيد الكراسي أكثر من تورد,فنجد أحدهم يسارع لبيع دينه بدنياه,ويقدم كل شيء من أجل الحفاظ على منصبه حتى وصل الأمر الى التلاعب بأرواح الأبرياء,والمتاجرة بدماء البسطاء أذ يصبح شعاره الأول الكرسي فوق كل شيء ورغم كل شيء,فرغم كل ضحايا القتل والتفجيرات والمجازر المروعة,والتي حدثت مؤخرا في مدينة الصدر التي وصفت بالمنكوبة.. يطل علينا أحد النواب ليتحفنا بنظريته,التي يرى فيها أن التفجيرات التي حدثت في مدينة الصدرلن تغير مجرى الأمور,ولن تؤثر على قائمتهم ولن تحرمهم حق الولاية الثالثة, بدلاً من ان يلتمس العذر من اهالي الضحايا المفجوعين بأولادهم,بسبب الخروقات الأمنية المتكررة أو أن يقدم التعازي لأبناء المدينة المفجوعة,ويدعو للشهداء بالرحمة والمغفرة ويطلب من الله أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان,ويبحث عن العبارات المناسبة التي يمكن أن تقال في مثل هذه المصائب,التي لم تنقطع عن أبناء هذا الشعب المظلوم,الذي كتب عليه الموت في كل لحظة وكأن مصائب الفقر والعوز والبطالة,والمعاناة من الدكتاتورية على مدى السنوات السابقة قبل عام 2003 لم تكفي,فجاءت مصائب القتل والأرهاب وطلاب السلطة والكراسي,ليكملوا أجزاء المعاناة وليحيلوا أحلام البسطاء الى رماد ويجعلوا من حياتهم جحيماً,وكأن على الشعب أن يدفع ضريبة بقائهم على الكراسي ويقدم القرابين على المذابح لأجل بقائهم على هرم السلطة,وليدفع فواتير ثمنها الدماء أن الحديث بشكل بارد,عندما يصدر من شخص بارد, ولسبب أكثر برودة من شتاء روسيا القارص,لن يطفئ نيران وحرارة الفقدان في قلوب من فقد الأحبة,من الآباء أو الابناء وألاخوة ,ومن الأفضل لذوي الشأن المعني أيوفروا تعليقاتهم القيمة,التي لم يعد لها مكان ولن تجد آذان صاغية بعد الآنمنشور في جريدة المراقب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك