المقالات

الانتخابات النيابية تتأرجح بين التأجيل او القانون القديم

506 20:56:00 2013-10-20

حيدر عباس النداوي

الشيء المؤكد ان الكتل السياسية الكبيرة في مجلس النواب لن يكون بمقدورها تجاوز خلافاتها الحقيقية والوهمية حتى موعد التصويت على قانون الانتخابات بصيغته الجديدة وبالتالي فان موعدا أخر للتصويت سيكون العنوان الرئيس لختام الجلسة المقبلة وهذا التاجيل يعني ان فرص اقرار قانون الانتخابات بحلته الجديدة تبدوا شبه مستحيلة،وهذه الاستحالة ليست رجما بالغيب ولكن المقدمات الاولية لتوجهات الكتل اتجاه القانون الجديد ووجود فجوة كبيرة في النقاط الخلافية وعدم وجود تقارب لحلحلة هذه النقاط اضافة الى عدم وجود رغبة وجدية عند البعض يجعل الاستحالة امر اقرب الى الواقع منه الى الحل.وصعوبة الحل لا تكمن في النقاط الخلافية المعطلة لاقرار قانون الانتخابات فقط انما هناك اجندات تعمل على نفس الهدف وهو تاجيل الانتخابات الى اجل مسمى وقد يكون هذا التاجيل رغبة حقيقية لمعظم الكتل السياسية المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية لانها بكل تاكيد سوف لن تحصل على الامتيازات والمواقع التي حصلت عليها حاليا ولهذا فان مسالة التاجيل امر مريح ومفيد الا لطرف واحد تضرر كثيرا من الانتخابات السابقة وهو اشد المتحمسين لاجراء الانتخابات في وقتها المحدد وهو المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والذي تضرر باتجاهين الاول عندما ذهبت اصواته الى شركائه والضرر الاخر لم يسند اليه اي منصب تنفيذي.الامر الاخر الذي تدور حوله علة تاجيل الانتخابات ورغبة بعض القوائم وليس جميع الشركاء في الحكومة الحالية هو ان هذه الكتل شهدت تراجعا كبيرا في شعبيتها نتيجة سوء الاداء وغياب المهنية والتخطيط الاستراتيجي فاهدرت عشرات بل مئات المليارات من الدولارات دون ان يكون لهذه الاموال من اثر ايجابي على حياة المواطن المعيشية او حمايته من الارهاب والمفخخات والاسلحة الكاتمة والتهجير والاستهداف الطائفي بل ان هذه المليارات لم تتمكن ان تاتي ولو بشهر واحد بحصة غذائية كاملة للمواطن المتعب والمقتول ولهذا فان هذه الكتل متيقنة ان اجراء الانتخابات في وقتها المحدد هو انهيارها لديمومتها ومستقبلها السياسي الذي اشرته انتخابات مجالس المحافظات والتي هي بكل تاكيد مجسات حقيقية لواقع الحال السياسي للكتل المشاركة في الملحمة الانتخابية وهنا تتجدد المعادلة السابقة ونكون امام نفس العنوان وهو ان اكثر الكتل رغبة في اجراء الانتخابات بوقتها المحدد هو المجلس الاعلى الاسلامي العراقي لانه الطرف السياسي الاكثر صعودا في المرحلة الحالية .ان رغبات الخائفين من اجراء الانتخابات في موعدها المحدد لن يكون بمقدورها ان ترى النور في الاعم الاغلب لان هذه الرغبات ستكون اما تحديات شعبية ودينية وسياسية كبيرة وبالتالي فان احتمالية التوافق على القانون القديم هي العنوان الابرز للمرحلة المقبلة.ان اجراء الانتخابات في وقتها المحدد سواء من خلال القانون الجديد او الرجوع الى القانون القديم هو التحدي الاهم والنجاح الاكبر للعملية السياسية الديمقراطية لان اجراء الانتخابات يعني منح التفويض لممثلي الشعب للقيام بواجبهم اما تاجيل الانتخابات فيعني خلع هذا التفويض من الشعب والتمرد عليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك