المقالات

الانتخابات.. وقانون الهيمنة والبقاء

882 21:00:00 2013-10-20

جواد العطار

تزايد الجدل حول قانون الانتخابات داخل وخارج البرلمان بصورة غير مسبوقة قبل عطلة العيد الأضحى المبارك ، وكان من نتيجة ذلك الجدل والخلاف المحتدم ظهور تيارين حملا مؤشرين خطيرين في آثارهما السلبية على العملية الانتخابية والديمقراطية، هما: التيار الاول - محور يدفع باتجاه إقرار قانون انتخابي يتضمن تعديلات وطريقة حساب على مقاس الكتل السياسية الموجودة على الساحة وبشكل يضمن بقاءها في البرلمان القادم وهيمنتها عليه بل ويحكم قبضتها ودكتاتوريتها على أعضاءها انفسهم ويقيد عليهم توجهاتهم بصورة تخالف رغبات الشعب وقواعد الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وضوابط المنطق والعقل.. التيار الثاني - يطالب بالعودة الى العمل بقانون الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2010 ، دون أية تعديلات عليه. وان كان التيار الاول تمثله كافة الكتل السياسية دون استثناء ويتزعمه التحالف الكردستاني والعراقية ، فان التيار الثاني تقوده دولة القانون الذي رأت ان التعديلات على القانون القديم قد تؤدي الى تغييرات تبقي ذات الخارطة السياسية الحالية وهو خلاف رغبتها وتوقعاتها للانتخابات القادمة التي ترى انها ستكتسح صناديقها دون منازع.تصارع هذين التياران يطرح أسئلة من قبيل : هل تلزم الديمقراطية إقرار قانون انتخابي جديد مع كل تجربة انتخابية!!؟ وهو ما لا نراه او نلمسه في التجارب الانتخابية المجاورة القريبة او البعيدة ولا في تجربة انتخابات اقليم كردستان حتى!!!.بل هل من المعقول ان تقوم الكتل التي تتنافس في الانتخابات بانتاج القانون الذي سيحتكم اليه في إقرار النتائج دون استشارة القوى الاخرى التي ستدخل معها في المنافسة؟ وهل اكتشفت الكتل الخلل الكبير في طريقة سانت ليغو حتى تبحث عن طريقة بديلة مثل هوندت او غيرها بهذه السرعة؟ ام ان سانت ليغو وسعت من المشاركة في صناعة القرار وادخلت قوى جديدة صغيرة كانت ام كبيرة الى مجالس المحافظات خلافا لرغبات الكتل المخضرمة.وهل اللجنة القانونية البرلمانية محايدة اصلا حتى تتولى صياغة قانون خاص للاستحقاق الانتخابي القادم؟ وهل هذا الجدل يصب في مصلحة توسيع المشاركة الشعبية ام في سبيل برلمان يمثل الاحزاب ولا يمثل الشعب؟ .. والكثير الكثير من الاسئلة والتساؤلات التي تغيب اجاباتها في زحمة الاقتراحات المعلنة من الكتل السياسية والتعديلات المرجوة على القانون والتأجيلات التي تتفاعل في الوقت الضائع من مسيرة الانتخابات التشريعية التي لم يتبقى عليها سوى عدة اشهر.وان قلنا حسنا فعلت مفوضية الانتخابات بمباشرتها الاجراءات التحضيرية من دعوة الكيانات السياسية للمصادقة والتسجيل ، فان البرلمان لم يفعل خيرا بتأجيله التصويت على مسودة قانون الانتخابات المثيرة للجدل ولاكثر من مرة .. كما لم يفعل خيرا بسماحه للكتل السياسية التحكم بمفردات القانون وتجييرها بشكل يصب في مصلحتها حصرا دون مصلحة شركائها من القوى السياسية في خارج الحكومة والمجلس النيابي التي تروم الدخول في العملية الانتخابية القادمة.. ان سير الكتل السياسية بهذه الطريقة في اقرار القوانين المهمة والحساسة يجافي اصول الديمقراطية وتداول السلطة ويكرس الديكتاتورية والهيمنة السياسية لانها تعمل على تشريع قانون انتخابي آني تحتكم فيه للمنافسة القادمة .. لا قانون يحتكم فيه الشعب والاجيال القادمة الى صناديق الاقتراع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
A Ammar
2013-10-21
تكملة ثانية اعتقد ان القانون الذي يؤمن ممارسة سليمة للعملية الانتخابية هو قانون العراق دائرة واحدة باسماء المرشحين لكي نرى حقيقة كل مرشح ومدى ثقة الناس به وبمكونه او حزبه . بكل تاكيد رفضهم مبرر لانهم يعرفون كم الاصوات الي سوف يحصلون عليها على ضوء انجازاتهم في المجال الامني والخدمات واستشراء الفساد اقولها ما زلت اعول على دور كتلة المواطن واذا صوتوا على القوانين الجائرة معناه هم شركاء في صناعة استمرارية الوضع المتازم في العراق لاربع سنوات اخرى من الفساد والكوارث وسوف يسالهم الناخبين مستقبلا
ِA AMMAR
2013-10-21
تكملة التعليق اعلاه سانت لييغو جاء بوجوه تريد ان تبدا عملية اعمار العراق لكن السيد الجعفري الذي يتكلم باسم مكونات الائتلاف يرفضه رفضا قاطعا ويعتبره مضر باتلاف رئيس الوزراء . من اعطاه الحق ان يتكلم باسم الائتلاف بخصوص موضوع مفصلي يحدد وجهة العراق المستقبلية وبناءه من يراجع ما قاله في ندوة لندن سوف تصيبه الصدمة من انسان من المفروض ان يكون مسؤول وامين على الحق ويدافع عن قانون2010 اللصوصي بامتياز لذاكتلة المواطن مطلوب منها ان تحدد موقفها وان تعمل من اجل قانون عادل يؤمن وصول المنتخبين بامانة
A Ammar
2013-10-21
سيدي الفاضل كثيرون من امثال حضرتم من الحريصين على نقل مسيرة العراق الديمقراطية خطوة جديدية للامام وسبق لي التعليق على موضوعة القانون ، لكن المشكلة هي الذين فشلوا ومازالوا يحاولون سرقة اصوات الناس من اجل الاستمرار في سياسة الفشل على كل الاصعدة باستثناء نجاحهم الوحيد في جعل الفساد المالي والاداري هو السئد على كل الاصعدة، الامكل وكا الامل ان يكون لكتله المواطن موقف متميز باحقاق الحق ووصول اصوات الناس الى مرشحيهم وليس للصوص، السيد الجعفري يتكلم باسم الائتلاف و يشكو من قانون سانت لييغو ا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك