المقالات

طوريريج .. حكاية عشق رغم الألم!!

801 08:20:00 2013-10-21

الصحفي كاظم جابر الموسوي

منذ نعومة أظفاري لم تعرف طفولتي البريئة سوى مدينة اسمها ( طويريج ) .. منذ ذلك الحين لم اتجاوز حدود مدينتي بتفكيري, بأحلامي, برحلاتي, بحبي لمسقط رأسي.. لم يشاطرني في حبها أي مدينة أخرى ولم يستحوذ على تفكيري أو يتملك مشاعري وأحاسيسي سواها, عشقت بساتينها, روائحها, بساطة أهلها وبراءة أطفالها, عشقت تربتها, أزقتها, شوارعها, تلقائية أهلها وعدم تكلفهم في أي شيء, لغتهم السهلة الممتنعة التي تغذي الروح وتطرب الأسماع وتستكين لسماعها الأجساد بمجرد أن يتداولها أهلها بطريقة تجعل من يسمعها يتمعن في كل كلمة وحرف ومعنى ويستعذبها ويتلذذ بها.. طويريج التي كانت ولا زالت قبلة الزائرين فهي الوسطية بين ملايين من مدن الوسط والجنوب العاشقون للحسين وأهل بيته ع وبين الحاقدين الذين يعتاشون برزقهم على اّلام الناس في آن واحد, وغاية يتمناها الطامعون وحلم ينشده النافذون.. على جدولهااحتضن طينها قصص العشق العذري وعزفت أمواجه (سيمفونيات) الحب الصادق لامست بها شغاف القلوب وملكت الأحاسيس والمشاعر وخلدت أروع لحظات البراءة والصدق والوفاء.. وبين بساتينها وأشجارها الوارفة الظلال خط الشعراء والهواة والكتاب أجمل كلماتهم وأعذب احرفهم وأصدق مشاعرهم وسكبت أقلامهم مشاعر وأحاسيس عل أوراق أشجارها التي عانقتها بلهفة المشتاق ولوعة المفارق وحنين المحب. من بينهم لاالحصر حاتم عباس بصيلة ، وجبار عبد الحسين النداوي وفاضل جلال وغدير العنبر وعلاء الكتبي والمبدع المتالق يحيى النجار وكثيرون .طويريج التي تناولتها المحن وتكالبت عليها صروف الزمان وعاث فيها الفاسدون وسعوا إلى تخريبها وتدميرها وإنهاكها ووأدها, حسداً من عند أنفسهم وحقداً على هذه المدينة التي أنجبت خير الرجال الذين صالوا وجالوا في ميادين الشرف والبطولة والذود عن الأرض والعرض والدفاع عن تراب الوطن الغالي الذي تنكر هو وأسياده لها وجعلوا منها (كبش) فداء وقرباناً قدموه لنار سياساتهم التي أحرقت الأخضر واليابس.. طويريج التي نخر الفاسدون ممن (كنا) نحسبهم أهلها وأطفالها والذين رضعوا من (ثديها) حليب الوفاء والإخلاص في جسدها حتى جعلوه هزيلاً بائسا منهكاً, وجعلوا منها لقمة سائغة في فم النافذين والمخربين وحولوها إلى مستنقع فساد وإفساد ونهب وسلب (وفيد) دونما مخافة من الله أو ضمير أو حتى من باب الإخلاص والوفاء لهذه المدينة التي كانت بمثابة حضن دافئ وصدر حنون احتوتهم في (صغرهم) وساندتهم في(شبابهم) واحتوتهم في لحظات بؤسهم والمهم.. طويريج التي للآسف تواطأ وتآمر عليها بعض أبنائها بفسادهم الذي استشرى في مفاصلها ومرافقها واستوطن بين حناياها حتى بات من الصعب القضاء عليه أو اجتثاثه بعد ما بات يسري في دمائها ودماء بعض أهلها حتى وإن (حقنوها) بكافة الجرعات (الكيماوية) ولم يفكروا إلا في مصالحهم وأهدافهم وأنفسهم الأمارة بالسوء.. طويريج رغم كيد الكائدين وتربص المتربصين وحقد الحاقدين, رغم أنف من هم محسوبون على تربتك واسمك من أبنائك وغيرهم وممن انسلخوا من الإنسانية والوطنية, ستظلين قلبنا النابض وأنفاسنا المتصاعدة ودماءنا المنسابة.. ستظلين رغم جراحك والآمك ودمارك ورغم عذاب أهلك وظنك معيشتهم وتكدر أحوالهم وضيق نفوسهم, حكاية العشق التي نهفو لسماعها, ستظلين رغم كل شيء طويريج التي نعشقها, التي نحبها, التي نتمنى أن نرتقي بها ونلعو بها إلى العلياء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك