كاصد الاسدي
أرشدنا الله سبحانه وتعالى في كثير من النصوص التي تدل على أهمية العلم وضرورة الاهتمام . ( وما أوتيتم من العلم الا قليلا ) ( وقل ربي زدني علما ) ( وفوق كل ذي علم عليم ), كل الدلائل والتفاسير تشير إلى أهمية العلم ومدى قدسيته ووجوب الالتفات الى العلم والعلماء , فكل وعاء يمتلئ بحدوده الا وعاء العلم فهو يتسع كلما زاد مافيه, فالحياة مليئة بالعلوم التي أنتجتها عقول البشر، والتي وهبها الله لكل تلك العقول من إلهامات وعلوم وحكم، فقد انبرت أيادي العلماء تكتب وتبحث في كتب الأولين، فمنهم من يؤلف الكتب على ضوء ماعرفه ممن سبقه، ومنهم من يترجم علوم الإمبراطوريات الإغريقية والفارسية وغيرها، والحضارات الغابرة.
اثبت باليقين بأن العلم هو نبراس الحياة، وهو النور الذي تستضيء به البشرية، وتعرف حقوق خالقها سبحانه وتعالى، وحقوق العباد، وكيفية التعامل مع أفراد المجتمعات سواء في ألأطر الدينية، أو الاقتصادية وتبادل المصالح، أو في الأطر الإنسانية.فتجده مصداقا لتعاليم الإسلام من خلال التنوير والحكمة والتدبير, ولم يكن يوما متعارضاً مع سياسة نقدية تسببت في خسارة فادحة
عندما فقدت النفوس الكثير من التعلق بالله ، أو فهمت الدين فهماً غير واضحاً، أو فهماً يزيد من التعصب الديني والتشدد والتضليل، أرسلت الحملات تلو الحملات على المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها تطمع في خيرات المساكين، والفلاحين وتحرق مزارعهم وتسرق خيراتهم، نعم إن العلم أمر ضروري فبدونه ترتع البشرية في مهاوي الردى، ومثالب الشرك والبدع،عندها يتسلط أرذال القوم على خيارهم .
فالعلم هو أساس التمدن، والتطور، وهو أساس الرقي بالأمم، وليس صحيحاً أن التخلي عن الدين يؤدي إلى التطور، ( اذا كان ترك الدين يعني تقدمِ ..... فيا نفس اشهدي إني متخلف ) فديننا الإسلامي يحث الناس على العلم والمعرفة قال الله تبارك وتعالى (أفلا يتفكرون) وقال سبحانه (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقال سبحانه (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقال سبحانه (وقل رب زدني علماً) فالعلم في الإسلام غير محرم، فلم نسمع يوما في تاريخ الإسلام أن ذي سلطان منع عالماً من علمه أو قتله من اجل علمه الصحيح، أما الباطل فلا شك انه مرفوض، ولو تأملنا في التاريخ لوجدنا أن أوروبا قتلت بتشددها، وتسلط الكنيسة على رقاب العباد، فقد قتلوا غاليلو حرقاً بالنار وهو حي لأنه تكلم في كروية الأرض. فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين موحدين لله العبادة وحده لا شريك له وناصرين لدينه وناشرين للخير في أرجاء المعمورة.لكن المشكلة عندما يتبجح من يدعى الإسلام, ويصدر فتاوي بتحريم التعلم, هذه كارثه إنسانيه يجب التوقف عندها . اعتقد ان الهدف من زج الفتاوى والمشاورات في مدى حرمة تعلم اللغه الانكليزيه هو استهداف بعينه للعلم والعلماء ... تصرف يفصح عن أكاذيب ادعاء بالاسلام الاصيل, ويفضح مدى اتخاذهم للدين كوسيلة وغطاء على افعالهم الشنيعة , بالأمس القريب ومن خلال تصفحي في مواقع النت وجدت اكثر من فتوى مشبوهة تشوه صورة الاسلام وتحرم تعلم لغة الاجنبي من قبل علماء الظلالة والظلام , علماء من قصرت عقولهم وأفكارهم مع قصر ثيابهم , علماء هل الفتنة والجماعة , لايفقهون من ديننا الإسلامي الا تفخيخ رؤوسهم المليئة بأفكار المجون والظلالة . اليس هنالك حديث نبوي شريف يقول ( من فقه لغة قوم امن مكرهم ) اتسائل لماذا يحرمون تعلم اللغة الاجنبيه وخدمهم اجانب؟ هل صدأت قلوبهم ام ان في ذلك غاية ليعقوب؟
https://telegram.me/buratha