المقالات

الأرهاب رابع الشركاء في السلطة /


حافظ آل بشارة

لماذا اصبح الارهابيون قادرين على تفجير عشرات السيارات المفخخة في عدة محافظات عراقية ‏في يوم واحد ؟ لماذا اصبحوا قادرين على تكرار هجماتهم يوميا ؟ الاجوبة الرسمية مفقودة ، ‏الأجوبة غير الرسمية متوفرة بالارقام ، الارهابيون حققوا مكاسب كبيرة فالهزائم في سوريا ‏ترجموها الى انتصارات في العراق ، انتصاراتهم لها تعريف واحد هو توسيع لعبة القتل ‏العشوائي ، كانوا قبل سنوات يهجمون وينسحبون والآن يحتلون مناطق ويستقرون فيها ، ‏ويحصلون على اسلحة متطورة ومتفجرات فتاكة واسلحة كيمياوية ، سياسيا اصبح الارهابيون ‏يتقاسمون السلطة مع الحكومة في البلد ! كيف ؟ لأن نوابا ووزراء وضباطا كبارا يعملون في مع ‏الارهاب تنظيما وتمويلا وترويجا بشكل شبه علني ، ولا يمكن اعتقالهم أو تنفيذ المذكرات ‏القضائية لرفع الحصانة عنهم ! هذا الاختراق الواسع سهل عملية تهريب اكثر من الف سجين من ‏سجن ابي غريب ومعناه رفد الارهاب بأكثر من الف عنصر بقرار رسمي ! يضاف الى ذلك ان ‏الارهاب يمتلك حاليا عدة قنوات فضائية مجازة رسميا تروج لعملياته وتحرض على الحرب ‏الطائفية ، حتى ان بعضها لا يستخدم مصطلح (الارهاب) في نشراته ، أما تمويل الارهاب فقد ‏شهد نقلة مهمة فلم يعد بحاجة الى اموال النفط الخليجي ، لأن أموال النفط العراقي تحول اليه ‏عبر المسؤولين الحكوميين والتجار ، ويفرض اتاوات اجبارية على الاهالي في مناطق الحواضن ‏‏. يقابل هذا التطور في جبهة الارهاب تراجع في جبهة الحكومة وجمود سياسي وفقدان للتوافق ‏بين الشركاء وتجميد وثائق الشرف وعهودها واستمرار الأزمة السياسية ، مما يعني فقدان ‏الاستقرار السياسي الذي هو اساس الاستقرار الأمني ، يرافقه عدم وجود وزراء امنيين حتى الآن ‏، وجمود في اساليب القوات المسلحة واستخباراتها وتدريبها وخططها ، وشيوع الفساد في ‏اوساطها ، حتى تبدو النجاحات التي تحققها مجرد جهد شخصي للشرفاء من الضباط والمراتب ، ‏ضحايا الارهاب هم افراد الشعب وليس المسؤولين . اذا استمرت الأمور على هذا المنوال سيفقد ‏الناس صبرهم ويتخذون التدابير الفردية والمناطقية والعشائرية لحماية انفسهم ، وهذا يعني ‏الاستغناء عن الدولة ، وفتح ابواب الحرب الأهلية والفوضى والتقسيم ، أي تحقيق أهداف ‏الارهاب التي سعى اليها بكل جهده ، الشعب يعتقد ان الدولة فشلت في حمايته من الارهاب ‏والفساد ، لذا فهو غير متحمس للمشاركة في الانتخابات المقبلة ، وهذا يفسر اصرار بعض الكتل ‏على تأجيلها ، اذا اجريت الانتخابات ستزيح الذين فشلوا ، ومثلما كان الملف الأمني هزيمة ‏للسابقين فسيكون اختبارا صعبا للاحقين . من يريد انقاذ بلاده من الأرهاب فلا يستمع الى ‏املاءات الاجانب ، ولا يجعل بلده اضحية لاعياد الآخرين .‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك