المقالات

الأرهاب رابع الشركاء في السلطة /

618 14:55:00 2013-10-22

حافظ آل بشارة

لماذا اصبح الارهابيون قادرين على تفجير عشرات السيارات المفخخة في عدة محافظات عراقية ‏في يوم واحد ؟ لماذا اصبحوا قادرين على تكرار هجماتهم يوميا ؟ الاجوبة الرسمية مفقودة ، ‏الأجوبة غير الرسمية متوفرة بالارقام ، الارهابيون حققوا مكاسب كبيرة فالهزائم في سوريا ‏ترجموها الى انتصارات في العراق ، انتصاراتهم لها تعريف واحد هو توسيع لعبة القتل ‏العشوائي ، كانوا قبل سنوات يهجمون وينسحبون والآن يحتلون مناطق ويستقرون فيها ، ‏ويحصلون على اسلحة متطورة ومتفجرات فتاكة واسلحة كيمياوية ، سياسيا اصبح الارهابيون ‏يتقاسمون السلطة مع الحكومة في البلد ! كيف ؟ لأن نوابا ووزراء وضباطا كبارا يعملون في مع ‏الارهاب تنظيما وتمويلا وترويجا بشكل شبه علني ، ولا يمكن اعتقالهم أو تنفيذ المذكرات ‏القضائية لرفع الحصانة عنهم ! هذا الاختراق الواسع سهل عملية تهريب اكثر من الف سجين من ‏سجن ابي غريب ومعناه رفد الارهاب بأكثر من الف عنصر بقرار رسمي ! يضاف الى ذلك ان ‏الارهاب يمتلك حاليا عدة قنوات فضائية مجازة رسميا تروج لعملياته وتحرض على الحرب ‏الطائفية ، حتى ان بعضها لا يستخدم مصطلح (الارهاب) في نشراته ، أما تمويل الارهاب فقد ‏شهد نقلة مهمة فلم يعد بحاجة الى اموال النفط الخليجي ، لأن أموال النفط العراقي تحول اليه ‏عبر المسؤولين الحكوميين والتجار ، ويفرض اتاوات اجبارية على الاهالي في مناطق الحواضن ‏‏. يقابل هذا التطور في جبهة الارهاب تراجع في جبهة الحكومة وجمود سياسي وفقدان للتوافق ‏بين الشركاء وتجميد وثائق الشرف وعهودها واستمرار الأزمة السياسية ، مما يعني فقدان ‏الاستقرار السياسي الذي هو اساس الاستقرار الأمني ، يرافقه عدم وجود وزراء امنيين حتى الآن ‏، وجمود في اساليب القوات المسلحة واستخباراتها وتدريبها وخططها ، وشيوع الفساد في ‏اوساطها ، حتى تبدو النجاحات التي تحققها مجرد جهد شخصي للشرفاء من الضباط والمراتب ، ‏ضحايا الارهاب هم افراد الشعب وليس المسؤولين . اذا استمرت الأمور على هذا المنوال سيفقد ‏الناس صبرهم ويتخذون التدابير الفردية والمناطقية والعشائرية لحماية انفسهم ، وهذا يعني ‏الاستغناء عن الدولة ، وفتح ابواب الحرب الأهلية والفوضى والتقسيم ، أي تحقيق أهداف ‏الارهاب التي سعى اليها بكل جهده ، الشعب يعتقد ان الدولة فشلت في حمايته من الارهاب ‏والفساد ، لذا فهو غير متحمس للمشاركة في الانتخابات المقبلة ، وهذا يفسر اصرار بعض الكتل ‏على تأجيلها ، اذا اجريت الانتخابات ستزيح الذين فشلوا ، ومثلما كان الملف الأمني هزيمة ‏للسابقين فسيكون اختبارا صعبا للاحقين . من يريد انقاذ بلاده من الأرهاب فلا يستمع الى ‏املاءات الاجانب ، ولا يجعل بلده اضحية لاعياد الآخرين .‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك