المقالات

تقاعس المتصدين يزيد في مظلومية أهل البيت عليهم السلام

1183 08:13:00 2013-10-23

خضير العواد

منذ اليوم الأول لوفاة الرسول الكريم (ص) أدارة الأمة بظهرها الى أهل البيت عليهم السلام ، وعملت السلطات الجائرة بشتى الطرق على إبعاد هذه الأمة المغلوب على أمرها عن أهل البيت عليهم السلام لكي يبقون في ظلامات العقول بعيدين عن تعاليم الإسلام الحق الذي يأمر بالعدل والإحسان ، حتى تبقى هذه السلطات قابعة على صدور المسلمين وتنهب خيراتهم وتتحكم بأرواحهم وممتلكاتهم ، فحاربت أهل البيت عليهم السلام عن طريق إبعادهم عن مواقعهم الحقيقية التي أرادها الله لهم لكي يبينوا حقائق الأمور ويفسروا ما جهلته الأمة من أسرار الذكر الحكيم فيحرموا حرام الله ويحللوا حلال إلله فسجنوا من سجن وقتلوا من قتل بالسم أو السيف وحاربوا سيد الأوصياء وحبيب حبيب إله العالمين صلوات الله عليهم أجمعين ، ولاحقوا كل من يذكرهم بخير أو ينقل عنهم منقبة من مناقبهم الكثيرة ، فأنتشر الموالين في بقاع الأرض الواسعة هرباً من سطوة السلطات الجائرة حاملين في قلوبهم مناقب الأطهار من آل الرسول صلوات الله عليهم ، حتى أصبحت الأمة لا تعرف شيء عن هذه العترة الطاهرة نتيجة سياسية الإبعاد والإقصاء والسجن والقتل والتعذيب بالإضافة الى التسقيط الإعلامي الذي كان تتبعه السلطات ومن يلوذ بها من وعاظ السلاطين ، حتى أصبح مقتل الإمام علي عليه السلام في محاربه حالة تعجب لأهل الشام كيف يقتل علي بن أبي طالب عليه السلام في المحارب وهو لا يعرف الصلاة ولا يصلي؟؟؟؟؟ ولكن بالرغم من كل هذا أنتشر نور الله في جميع بقاع المعمورة وملئت مناقب هذه العترة كتب القوم المعاند حتى سئل أحد المسلمين أبي أحمد خليل الفراهيدي عن رأيه بأمير المؤمنين علي (ع) أجاب (ماذا أقول في رجل أخفى محبيه فضائله خوفاً وأخفى أعداءه فضائله حسداً فخرج من بين هذا وذاك ما ملأ الخافقين ) ، هذه المظلومية الكبرى التي ألمت بأهل البيت عليهم السلام من هذه الأمة التعيسة التي لا تميز صالحها من طالحها فتمدح من يريد لها شراً ويدخلها النيران وتذم من يريد لها خيراً ويدخلها الجنان ، ولكن الأكبر من هذا عندما يتقاعس الذين يعرفون حقائق الأمور وفضائل أهل البيت عليهم السلام فيختزلون حياة الأئمة بعدد قليل من الروايات أوالمكرمات ، حتى أصبح لكل إمام عليه السلام مكرمة أو مكرمتين تعاد في كل مناسبة تنتسب إليه كولادته أو وفاته ، ولايتعب نفسه المرتقي لمنبر رسول الله (ص) إلا القليل القليل منهم الى قراءة حياتهم عليهم السلام ونقل فضائلهم الكثيرة التي تزخر بها الكتب الشيعية وكذلك كتب أبناء العامة الى المسلمين بشكل عام والموالين لأهل البيت بشكل خاص ، فعدم نقل هذه المكرمات من أمهات الكتب الى العامة من الناس يعتبر مظلومية كبرى لأهل البيت عليهم السلام عندما لايتحدث أو لاينقل المتصدون هذه المناقب بشكل كامل ودقيق ، والنقل المتكرر لرواية أو منقبة في كل مناسبة يعتبر إجحاف بحقهم عليهم السلام وخصوصاً ونحن نعيش في زمن فيه مجال كبير من الحرية للتحدث بالإضافة الى العدد الجيد من الفضائيات التي تنقل المحاضرات الى جميع صقاع العالم والأنترنيت الذي دخل في كل بيت وغرفة ، وأئمتنا عليهم السلام أكدوا على هذه المجالس التي تذكر فيها فضائلهم ومناقبهم وأحاديثهم وكلماتهم النورانية بل شجعوا على إقامة هذه المجالس التي تظهر وتبين مقامات أهل البيت عليهم السلام لكي تهتدي بها الأمة حتى يصلوا الى الإسلام الحق ، روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال للفضيل بن يسار : يا فضيل (أتجلسون وتتحدثون) قال نعم جعلت فداك ، قال الإمام الصادق عليه السلام ( إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا ، فرحم الله من أحيا أمرنا) ، وعن الإمام الرضا عليه السلام (من جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب )، وعن الهروي قال الإمام الرضا عليه السلام (أحيوا أمرنا ، رحم الله من أحيا أمرنا ، قلت يا بن رسول الله وكيف يحيا أمركم ؟ قال أن يتعلم علومنا ويعلمها الناس ،فأن الناس لو علموا محاسن كلامنا لتبعونا )، فنقل مكارم أهل البيت عليهم السلام الى الناس يجعلهم يطلعون أكثر على حياة أئمتهم الزاخرة بفضائل الصفات الحميدة ويجعلهم على قرب اكثر بأمتهم عليهم السلام نتيجة هذا الإطلاع على أخلاقهم وكرمهم وصبرهم وسخائهم وجميل كلامهم ، أما البقاء على بعض الروايات القليلة القليلة لكل إمام عليه السلام التي حفظها الناس ، فهذا يعد بخلاً بأعطاء العلوم بل الإشتراك في ظلمهم عليهم السلام لأن المتصدي أو المحاضر يكتفي بالجاهز من الروايات ولا يتعب نفسه في قراءة روايات جديدة لكي ينقلها للناس وبهذا لايكون ناقل أمين يريد تعريف الأمة بحقيقة هؤلاء الأطهار عليهم السلام وكأن أهل البيت عليهم السلام ليس عندهم من المناقب إلا هذه التي تروى مابين العامة من الناس ، وبذلك سيكون هؤلاء المتصدون غير المجتهدين في وظيفتهم وتبليغهم مشتركون مع المعاندين في إبعاد الأمة عن فضائل أهل البيت عليهم السلام وإن كان من غير قصد ، ومن ثم زيادة المظلومية لهذه العترة الطاهرة عليها السلام .(1)بحار الأنوار ج44 ص 282 الحديث رقم 14(2) بحار الأنوار ج 1ص199 الحديث 3(3) بحار الأنوار ج2 ص33 رقم 13

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك