المقالات

تقاعس المتصدين يزيد في مظلومية أهل البيت عليهم السلام


خضير العواد

منذ اليوم الأول لوفاة الرسول الكريم (ص) أدارة الأمة بظهرها الى أهل البيت عليهم السلام ، وعملت السلطات الجائرة بشتى الطرق على إبعاد هذه الأمة المغلوب على أمرها عن أهل البيت عليهم السلام لكي يبقون في ظلامات العقول بعيدين عن تعاليم الإسلام الحق الذي يأمر بالعدل والإحسان ، حتى تبقى هذه السلطات قابعة على صدور المسلمين وتنهب خيراتهم وتتحكم بأرواحهم وممتلكاتهم ، فحاربت أهل البيت عليهم السلام عن طريق إبعادهم عن مواقعهم الحقيقية التي أرادها الله لهم لكي يبينوا حقائق الأمور ويفسروا ما جهلته الأمة من أسرار الذكر الحكيم فيحرموا حرام الله ويحللوا حلال إلله فسجنوا من سجن وقتلوا من قتل بالسم أو السيف وحاربوا سيد الأوصياء وحبيب حبيب إله العالمين صلوات الله عليهم أجمعين ، ولاحقوا كل من يذكرهم بخير أو ينقل عنهم منقبة من مناقبهم الكثيرة ، فأنتشر الموالين في بقاع الأرض الواسعة هرباً من سطوة السلطات الجائرة حاملين في قلوبهم مناقب الأطهار من آل الرسول صلوات الله عليهم ، حتى أصبحت الأمة لا تعرف شيء عن هذه العترة الطاهرة نتيجة سياسية الإبعاد والإقصاء والسجن والقتل والتعذيب بالإضافة الى التسقيط الإعلامي الذي كان تتبعه السلطات ومن يلوذ بها من وعاظ السلاطين ، حتى أصبح مقتل الإمام علي عليه السلام في محاربه حالة تعجب لأهل الشام كيف يقتل علي بن أبي طالب عليه السلام في المحارب وهو لا يعرف الصلاة ولا يصلي؟؟؟؟؟ ولكن بالرغم من كل هذا أنتشر نور الله في جميع بقاع المعمورة وملئت مناقب هذه العترة كتب القوم المعاند حتى سئل أحد المسلمين أبي أحمد خليل الفراهيدي عن رأيه بأمير المؤمنين علي (ع) أجاب (ماذا أقول في رجل أخفى محبيه فضائله خوفاً وأخفى أعداءه فضائله حسداً فخرج من بين هذا وذاك ما ملأ الخافقين ) ، هذه المظلومية الكبرى التي ألمت بأهل البيت عليهم السلام من هذه الأمة التعيسة التي لا تميز صالحها من طالحها فتمدح من يريد لها شراً ويدخلها النيران وتذم من يريد لها خيراً ويدخلها الجنان ، ولكن الأكبر من هذا عندما يتقاعس الذين يعرفون حقائق الأمور وفضائل أهل البيت عليهم السلام فيختزلون حياة الأئمة بعدد قليل من الروايات أوالمكرمات ، حتى أصبح لكل إمام عليه السلام مكرمة أو مكرمتين تعاد في كل مناسبة تنتسب إليه كولادته أو وفاته ، ولايتعب نفسه المرتقي لمنبر رسول الله (ص) إلا القليل القليل منهم الى قراءة حياتهم عليهم السلام ونقل فضائلهم الكثيرة التي تزخر بها الكتب الشيعية وكذلك كتب أبناء العامة الى المسلمين بشكل عام والموالين لأهل البيت بشكل خاص ، فعدم نقل هذه المكرمات من أمهات الكتب الى العامة من الناس يعتبر مظلومية كبرى لأهل البيت عليهم السلام عندما لايتحدث أو لاينقل المتصدون هذه المناقب بشكل كامل ودقيق ، والنقل المتكرر لرواية أو منقبة في كل مناسبة يعتبر إجحاف بحقهم عليهم السلام وخصوصاً ونحن نعيش في زمن فيه مجال كبير من الحرية للتحدث بالإضافة الى العدد الجيد من الفضائيات التي تنقل المحاضرات الى جميع صقاع العالم والأنترنيت الذي دخل في كل بيت وغرفة ، وأئمتنا عليهم السلام أكدوا على هذه المجالس التي تذكر فيها فضائلهم ومناقبهم وأحاديثهم وكلماتهم النورانية بل شجعوا على إقامة هذه المجالس التي تظهر وتبين مقامات أهل البيت عليهم السلام لكي تهتدي بها الأمة حتى يصلوا الى الإسلام الحق ، روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال للفضيل بن يسار : يا فضيل (أتجلسون وتتحدثون) قال نعم جعلت فداك ، قال الإمام الصادق عليه السلام ( إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا ، فرحم الله من أحيا أمرنا) ، وعن الإمام الرضا عليه السلام (من جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب )، وعن الهروي قال الإمام الرضا عليه السلام (أحيوا أمرنا ، رحم الله من أحيا أمرنا ، قلت يا بن رسول الله وكيف يحيا أمركم ؟ قال أن يتعلم علومنا ويعلمها الناس ،فأن الناس لو علموا محاسن كلامنا لتبعونا )، فنقل مكارم أهل البيت عليهم السلام الى الناس يجعلهم يطلعون أكثر على حياة أئمتهم الزاخرة بفضائل الصفات الحميدة ويجعلهم على قرب اكثر بأمتهم عليهم السلام نتيجة هذا الإطلاع على أخلاقهم وكرمهم وصبرهم وسخائهم وجميل كلامهم ، أما البقاء على بعض الروايات القليلة القليلة لكل إمام عليه السلام التي حفظها الناس ، فهذا يعد بخلاً بأعطاء العلوم بل الإشتراك في ظلمهم عليهم السلام لأن المتصدي أو المحاضر يكتفي بالجاهز من الروايات ولا يتعب نفسه في قراءة روايات جديدة لكي ينقلها للناس وبهذا لايكون ناقل أمين يريد تعريف الأمة بحقيقة هؤلاء الأطهار عليهم السلام وكأن أهل البيت عليهم السلام ليس عندهم من المناقب إلا هذه التي تروى مابين العامة من الناس ، وبذلك سيكون هؤلاء المتصدون غير المجتهدين في وظيفتهم وتبليغهم مشتركون مع المعاندين في إبعاد الأمة عن فضائل أهل البيت عليهم السلام وإن كان من غير قصد ، ومن ثم زيادة المظلومية لهذه العترة الطاهرة عليها السلام .(1)بحار الأنوار ج44 ص 282 الحديث رقم 14(2) بحار الأنوار ج 1ص199 الحديث 3(3) بحار الأنوار ج2 ص33 رقم 13

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك