المقالات

بين الجحيم والنعيم

776 15:08:00 2013-10-23

مديحة الربيعي

يوجد في معظم دول العالم نوع من الفروق الطبقية بين أبناء البلد الواحد بسبب طبيعة العمل ومقدار الدخل وغيرها من الفوارق الاقتصادية التي تجعل الاختلاف في مستويات المعيشة امراً طبيعياًلكن الملاحظ في أغلب الدول وخصوصاً الأوروبية منها أن الفرق الطبقة بين الحاكمة وبين الشعب هي مجرد فوارق بسيطة جداً اذ لايتعدى الرئيس أوالوزراء أو النواب في البرلمان,كونهم أكثر من مجرد موظفين بدرجة ما بمجرد ان ينهوا ادوارهم المناطة بهم سرعان ماينخرطون مرة اخرى في الحياة العامة, فمعظم رؤساء الولايات المتحدة,بمجرد أن تنتهي فترة حكمهم يبدأون بالبحث عن عمل في مطعم او شركة اومكتب خاص, كل بما يلائم تخصصه وتحصيله,وعلى سبيل المثال عمل الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون عازفاً في أحد المطاعم بعد أنتهاء فترة حكمه, وبعض الرؤساء يعيش حياة البسطاء حتى أثناء فترة حكمه مثل الرئيس الايراني السابق احمدي نجاد الذي يعيش في منزل غاية في البساطة كأي مواطن عادي,وليس ببعيد عن ذلك رئيس وزراء هولندا الذي يذهب الى رئاسة مجلس الوزراء على دراجته الهوائية,في حين أن الوضع مختلف تماماً في العراق فداخل أسوار المنطقة الخضراء حياة مختلفة خالية من البؤس والمعاناة التي يكابدها المواطن العراقي,الذي بات يحلم بلحظة أمن واحدة أو لحظة يتمكن فيها من عبور الازدحام,أولحظة أخرى ينعم فيها بوجود التيار الكهربائي,فحياته أصبحت عبارة عن امنيات لم يتحقق أياً منها,بينما يوجد داخل أسوار المنطقةالخضراء أمتيازات وخدمات ومظاهر ترف لاينالها الاذو حظ عظيم,حتى أصبحت هذه الأسوار تمثل الجدار الفاصل بين النعيم الذي ينعم به من يقطن المنطقة الخضراء,والجحيم الذي يكتوي بناره البسطاء في كل وقت وحينأن الحياة داخل وخارج المنطقة الخضراء تدل على عمق الهوة بين المواطن الذي يعيش في واقع مزري والمسئول الذي الذ يتمتع بأنواع الترف والبذخ,فالموضوع يتعدى المقارنة بين مواطن من الدرجة الاولى والثانية الى مقارنة من نوع آخربين مواطن درجة أولى,وشخص لايملك هوية أوأنتماء لهذا البلد فهو لايعتبرمواطناً من الاساس فخارج أسوار الخضراء,حياة لاتليق بمواطنين ابداً وداخلها حياة فوق مستوى الخيال ومايفصل بينهما أكثر من مجرد اسوار تقليدية, فالفاصل الحقيقي هو نعيم السلطة والكرسي وجحيم الحرمانمنشور في جريدة المراقب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك