المقالات

بين الجحيم والنعيم


مديحة الربيعي

يوجد في معظم دول العالم نوع من الفروق الطبقية بين أبناء البلد الواحد بسبب طبيعة العمل ومقدار الدخل وغيرها من الفوارق الاقتصادية التي تجعل الاختلاف في مستويات المعيشة امراً طبيعياًلكن الملاحظ في أغلب الدول وخصوصاً الأوروبية منها أن الفرق الطبقة بين الحاكمة وبين الشعب هي مجرد فوارق بسيطة جداً اذ لايتعدى الرئيس أوالوزراء أو النواب في البرلمان,كونهم أكثر من مجرد موظفين بدرجة ما بمجرد ان ينهوا ادوارهم المناطة بهم سرعان ماينخرطون مرة اخرى في الحياة العامة, فمعظم رؤساء الولايات المتحدة,بمجرد أن تنتهي فترة حكمهم يبدأون بالبحث عن عمل في مطعم او شركة اومكتب خاص, كل بما يلائم تخصصه وتحصيله,وعلى سبيل المثال عمل الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون عازفاً في أحد المطاعم بعد أنتهاء فترة حكمه, وبعض الرؤساء يعيش حياة البسطاء حتى أثناء فترة حكمه مثل الرئيس الايراني السابق احمدي نجاد الذي يعيش في منزل غاية في البساطة كأي مواطن عادي,وليس ببعيد عن ذلك رئيس وزراء هولندا الذي يذهب الى رئاسة مجلس الوزراء على دراجته الهوائية,في حين أن الوضع مختلف تماماً في العراق فداخل أسوار المنطقة الخضراء حياة مختلفة خالية من البؤس والمعاناة التي يكابدها المواطن العراقي,الذي بات يحلم بلحظة أمن واحدة أو لحظة يتمكن فيها من عبور الازدحام,أولحظة أخرى ينعم فيها بوجود التيار الكهربائي,فحياته أصبحت عبارة عن امنيات لم يتحقق أياً منها,بينما يوجد داخل أسوار المنطقةالخضراء أمتيازات وخدمات ومظاهر ترف لاينالها الاذو حظ عظيم,حتى أصبحت هذه الأسوار تمثل الجدار الفاصل بين النعيم الذي ينعم به من يقطن المنطقة الخضراء,والجحيم الذي يكتوي بناره البسطاء في كل وقت وحينأن الحياة داخل وخارج المنطقة الخضراء تدل على عمق الهوة بين المواطن الذي يعيش في واقع مزري والمسئول الذي الذ يتمتع بأنواع الترف والبذخ,فالموضوع يتعدى المقارنة بين مواطن من الدرجة الاولى والثانية الى مقارنة من نوع آخربين مواطن درجة أولى,وشخص لايملك هوية أوأنتماء لهذا البلد فهو لايعتبرمواطناً من الاساس فخارج أسوار الخضراء,حياة لاتليق بمواطنين ابداً وداخلها حياة فوق مستوى الخيال ومايفصل بينهما أكثر من مجرد اسوار تقليدية, فالفاصل الحقيقي هو نعيم السلطة والكرسي وجحيم الحرمانمنشور في جريدة المراقب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك