المقالات

حاشية المسؤول

770 20:19:00 2013-10-23

سعيد البكاء

في العراق ( الديمقراطي ) بدأنا نرى للمسؤول حاشية ليست متسترة ، كما كانت في العهود الماضية ، بل مكشوفة غير مخفية وتحمل صفة رسمية ( مستشارين أو خبراء ) ! وبعض كبار المسؤولين يزيد عديد مستشاريهم على المئتين ، وجميعهم يقبض رواتب ويحصل على أمتياز من دون ان يؤدي عملاً ، وحتى من دون ان يحدد له دوام رسمي كباقي موظفي الدولة .يتذرع بعض المسؤولين بانه يحتاج الى مستشارين يقدمون له النصيحة ، لانه لا يمكن ان يلم بجميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية ، وان مهامه تفرض عليه اخذ رأي اهل الاختصاص في المجالات كافة . والمفارقة هنا ان الحاشية المحيطة بالمسؤول والتي يحمل افرادها صفة ( مستشار ) او (خبير) لا يتوفرون على ادنى درجات الذكاء . وهم مثل من اختارهم لا يفقهون شيئاً !بعض المستشارين ، ان لم نقل جميعهم ، استغلوا ضعف المسؤول الذي يعملون تحت ادارته لتمرير مصالحهم ، وصاروا يشكلون طبقة وجدراناً سميكة تمنع الرأي الاخر من الوصول الى المسؤول ليظل رأيهم هو من يعتمد عليه سيادته . وبعض افراد هذه الحاشية سيطروا تماماً على القرار ، وصار المسؤول رهينة بين ايدهم ولا يهمش على اي كتاب إلا بعد سماع رأيهم ، ولا يفتح فمه الا بأذن منهم ! والحاشية هذه ، ما تزال تزرع المخاوف عند المسؤول الجاهل . فهم يقولون له ان هجوم الرأي العام عليهم انما يعود الى امرين احدهما اضطراره للتخلي عنهم ، وهو في هذه الحال لا يستطيع ان يقوم بمهامه من دونهم فيظهر ضعفه ليسيطر خصومه عليه . اما الامر الثاني الذي تخيف به الحاشية هذا المسؤول أو ذاك ، فهو الادعاء بأن هناك محاولات لعزله عن ( مساعديه ) ، وفي هذا الحال يستطيع خصومه الانفراد به واسقاطه ! وفي كلتا الحالتين فأنهم إذ يستهدفون فأن المسؤول هو المستهدف الاول وعزله عن مستشاريه انما يأتي تمهيداً للاحاطة به !والمسؤول الجاهل يصدق مثل هذا الهراء ، لأنه لا يعرف سبباً اخر للحملة على مستشاريه وحاشيته . وقد يضطره استهدافهم لمزيد من الاستسلام لتوجيهاتهم وتسليم اموره العامة والخاصة لهم . لأنهم احرص منه على نفسه ، كما يصورون الامر له .لقد عايشت لمدة سنتين تقريباً حالة أحد المسؤولين ، ليس كمستشار او من حاشيته ، بل كمراقب ، واكتشفت ان ( سيادته ) لا يستطيع ان يكون له رأي لوحده .. فهو لا يدري ما يدور حوله ، بعد ان انتقل نقله خرافية من حفرة الى قمة الجبل ! والحقيقة التي توصلت اليها هي انه لا يعرف العيش خارج الحفرة !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك