المقالات

انها بيننا

767 20:52:00 2013-10-25

بسم الله الرحمن الرحيم

عرفتها صاحبة قلب مؤمن مخلص محب لاهل البيت (عليهم السلام) ولسان لم اشهد عليه يوما ً ان استغاب احدا فهي من ثلة قليلة من الناس تسلط تركيزها على ايجابيات المقابل وتستقبح الفعل لا فاعله فلا تبني على خطأ صدر من الاخر وتفتح معه صفحة بيضاء في أي وقت تلك هي فاطمة صديقتي الغالية صاحبة الروح السامية  .

ثلاث سنوات مرت على معرفتها تعانقت روحي بها وتناغم عملي معها بافضل التوافق فلم افهم انسانا ً واتقبل تفاصيله كما حصل مع فاطمة حيث اعتدت ان احيط نفسي بعدد كبير من الصديقات لاستنشق من كل وردة عطراً ففي كل نفس انسانية هناك صفة بتركيز اعلى استلهم منها الكثير فاحصل بالنهاية  على باقة من الصفات الحميدة منتشرة بين جمع من الارواح .

غير ان فاطمة حملت مجموعة كبيرة من هذه الصفات ومعرفتي بها توفيق اشكر الله عليه ولكن شاء الله ان يبتليها بمرض يجعل خطواتها محدودة وعلاجه الجلوس في المنزل وعدم الحركة الا عند الضرورة ,طبيبتها لا تصدق ان هذه الفحوصات هي لشابة فهي تعتقد انها لعجوز والحقيقة ان تلك الشابة اذابت صحتها في خدمة الناس وخدمة عشاق الحسين عليهم السلام فمن عمل تأسس له انصارا ً للامام المنتظر عليه السلام الى حسينيات تجدها العلم الذي يرفرف بين الناس الى الكثير الكثير مما لا تجمعه سطور .

انها ثالث مقالة في ذات التوقيت في ايام الغدير الاغر التي اذكر فيها صديقتي  ففي السنة الاولى كتبت عنها لاني لم اصدق ان اصافحها في المؤاخا ة لتكون لي اختا ً وقدوة لعام كامل وجاءت المقالة الثانية وكان المرض قد داهمها ولكن كان هناك امل في ان تأتي في وقت المؤاخاة واتت وجددنا العهد سويا ً ولكن هذا العام بدا الامر عسيرا ً ومرت مناسبة مفرحة كعيد الغدير وقلبي ملىء بالشجون فالى ما انظر ؟ّ! الى البرنامج وهي عريفته كل عام ! الى تنظيم البرامج وهي من تقف خلف الكواليس الى المؤاخاةوعدم تواجدها فيها !! . تلت الاخوات عبرات التاخي لكني لم استطع الا ان اصمت وبالكاد حبست دموعا ً ليس على صديقة غائبة بل على مذهب جريح يتساقط مسعفوه واحدا ً بعد اخر وتقل ثلتهم وتغيب انوارهم .

مرت فترة  لا استطيع زيارتها خوفا ً من ان اراها طريحة الفراش وقد تفهمت واكتفي بالهاتف والدعاء لها تحت قباب ال محمد فأملي كبير وكرمهم اكبر لخادمتهم المخلصة حتى ليلة الغدير فلقد حزمت امري واخذت العهود من مدمعي ان لا يفضحني امامها فانا لا اصدق ان اراها جالسة لا تقود المجاميع لنصرة ال الرسول والالم الاكبر ان الاغلبية قد نسوها رغم ان حيطان المواقع التي تواجدت بها تتذكرها ! القلوب القاسية زادت الامر صعوبة علي رغم ان عملها لله ولا نتوقع من البشر شيئا ولكن اهكذا يُنسى المتفاني اهكذا نطوي الصفحات المنيرة بهذا الكم من الجفاء , غيابها ووضوح القلوب القاسية حبطت من عزيمتي الكثير .

طرقت بابها متوقعة ان ارجع وقلبي يقطر دماً على حالها ووحدتها ولكن هيهات فهي فاطمة , جددت عهدي لها فلم اجد بين البشر اصدق منها ولا اكثر سماحة وعطف وحب للناس وان لم يستحقوا تعلمت منها الكثير فزيارتي استمرت لساعتين تكلمت فيها عن مرضها لدقائق جوابا ً على سؤالي ومن ثم ابحرت في غربة الامام المهدي ع وكيف انه يحتاج النصرة الان وليس عندما يظهر تكلمت عن المقالات التي تتكلم عنه وهي لا تنبض تكلمت عن زجاجية العبارات الجميلة البلورية التي لا تخترق سوى العين وليس لها طريق الى القلب وتحدثت عن ثورة نحتاجها وعن اعداد ووووو من مشاريعها القديمة وافكارها الجديدة فعلمت انها استعملت اليد والعين للخدمة هذه المرة فمثلها لا يعرف ان يستقيل من خدمة اهل البيت عليهم السلام .

خرجت منها معبئة بالفرح الغامر وبرغبة في خدمة المجتمع بافضل ما يكون وقد انستني وحدتي ونحن مقبلين على شهر محرم الحرام فكيف بي وفاطمة لا تواجهني لعزاء السيدة الزهراء عليها السلام ولا تشاطرني البكاء ولا استمع الى اشاراتها الدقيقة لكل حدث في الطف ولكني خرجت منها رغم ذلك برضا وجودها المعنوي وقدوة نستلم منها الافكار لنطبقها نسأل الله ان يلبسها ثياب العافية وان يكتبها من اهل الجنة بفضل خدمتها للمسلمين وحبها للامام الحسين عليه السلام والذي يتلألأ في حدقاتها فهنيا لها هذا العشق المحمدي .

 ان غاب عنك شخص فلا تتردد في السؤال عنه فاجمل ما في الدنيا التواصل والى من يقول ان الدنيا قل خيرها وان الاخلاص قد رحل اقول انها بيننا !! ولها امثال وهم ثلة ولكن بحاجة الى قلوب صافية لنجدهم ونستنيربهم .

بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك