المقالات

"الشفافية" غياب المنهج وفقدان التطبيق

656 14:17:00 2013-10-26

أحمد رزج

رغم وجود نص دستوري في حق المواطن على متابعة ومراقبة التصرف بالمال العام، ومع كل بيانات التأكيد الصادرة من مؤسسات الدولة على أهمية شفافية المعلومات وضرورة التعامل بشفافية مع المواطن، ورغم كل الورش والندوات والدراسات والمقالات التي تناولت مفهوم الشفافية منذ عام 2003 ولغاية يومنا هذا، رغم ذلك كله، يتساءل الكثير منا، هل لدينا في العراق "شفافية"؟ وهل يحصل المواطن في بلدنا على المعلومة الحقيقية والصادقة بيسر وسهولة.فلو افترضنا إن صحفيا توجه لإحدى وزاراتنا، وطلب من موظف في تلك الوزارة كافة الوثائق الخاصة بعقد احد المشاريع التي تنفذها الوزارة، والذي يثار عليه العديد من شبهات الفساد، ابتدءا بالعروض إلى الإحالة إلى تقارير الجهات المشرفة وغيرها، فكيف سيكون رد الموظف على ذلك الطلب؟.ولو افترضنا إن الصحفي نفسه أمتلك شيئا من الشجاعة والجرأة، وتوجه إلى مكتب رئيس الوزراء أو مكتب احد الوزراء، وطلب معرفة حجم الأموال التي تصرف شهريا داخل المكتب من رواتب ومخصصات ومكافآت ونثريات وايفادات وكافة التفاصيل المالية الأخرى المتعلقة بالصرف والشراء، فما هو مصير طلبه؟ .وغيرها العديد من الفرضيات والأمثلة الخاصة بحق مراقبة ومتابعة التصرف بالمال العام الذي نفتقد الكثير من حلقاته بسبب غياب الشفافية كمنهج وتطبيق في أغلب مفاصل مؤسساتنا ودوائرنا الحكومية.ومع كل تأكيدات المنظمات الدولية على أهمية الشفافية في الحد من الفساد ومكافحته، وزيادة الثقة بين الرئيس والمرؤوس، وزيادة الرقابة الذاتية، وتسهيل عملية التقييم للأداء، وتوفير الوقت والجهد والتكلفة وتجنب الإرباك والفوضى بالعمل، ووصفها على أنها المحور الرئيسي للوصول إلى تنمية شاملة.رغم ذلك كله، إلا إن تقارير تلك المنظمات لا زالت تظهر إن العراق يحتل المراكز الأولى في قائمة الدول الأكثر فسادا، والتي لم تحقق نتائج ملموسة في مكافحة الفساد وتطبيق مبدأ الشفافية، باستثناء شفافية الإيرادات النفطية، حيث تسجل المنظمات الدولية تقدما ملحوظا للعراق في هذا الجانب بعد تطبيقه لمبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجية. وبالتالي فان كانت لدينا رغبة صادقة في تحقيق الإدارة الرشيدة والتي هي الأساس في التقدم والرخاء كان لزاما علينا أن نتعامل مع مفهوم "الشفافية" كمنهج ونترجمه لآليات تطبيق حقيقية، لا أن يبقى مفهوما نجمل به تصريحاتنا وبياناتنا التي هي في الغالب مجرد كلام على ورق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك