المقالات

مبردة السيد احمد

770 08:45:00 2013-10-28

جواد الماجدي

سيد احمد يمتهن احدى المهن الذي اتى بها الانفتاح على العالم بعد سقوط الدكتاتورية، التغيير الذي في العراق جلب لنا كثيرا من الافراح، والويلات، فرحنا كثيرا بسقوط صنم من اصنام الطاغوت، وابتلينا اكثر باصنام جثمت على قلوبنا؛ سيد احمد صاحب محل لصيانة اجهزة الموبايل في احدى المناطق الشعبية في بغداد, لديه مبردة صفوية الصنع نوع برفاب حجم 2،5طن يضعها في باب محله مطلع فصل الصيف، لتقيه قليلا من حرارة صيفنا اللهاب، الذي يختلف حاله حال الكثير من حياة العراقيين عن العالم اجمع؛ مبردة سيد احمد في هذا الموسم رفعت في بداية فصل الصيف لا لإعتدال الجو, او لشرائه السبلت مثلا, لكنها اختفت من امام المحل في ليلٍ مظلم, استغربنا كثيرا بالحادث لوجود الامان, والحراسة الليلية بالمنطقة؛ لكن الذي اثار استغرابنا اكثر هو اعادة المبردة بعد نهاية فصل الصيف سالمة مسلمة لتعود لمكانها الاصلي.الديمقراطية, والانفتاح, والانتخابات التي مارسها الشعب العراقي برغم الظروف الصعبة، والتحديات والمخاطر الكبيرة التي تحدوها, وتقديمهم التضحيات لاجل انجاح عملية الانتخابات وايصال الاشخاص الكفوئين الذين يخدمون الوطن والمواطن, والنظر الى فقراء البلد لينتشلوهم من الواقع المرير الذي يعيشوه, لانهم باعتقادنا ابناء علي عليه السلام، الذي عمل على حمل هموم الفقراء, والايتام.الشعب العراقي, يعيش في اغنى بلد في المعمورة لكن بيوته من صفيح, ويعتاش على جمع النفايات, والتسول في الطرقات نتيجة لعمليات النهب الممنهجة, وتسلط حفنة من الفاسدين على مقدرات الشعب التي قد تكون السبب الرئيس لما وصل اليه حالنا للاسف الشديد.الاحصائيات تشير الى اكثر من ستة ملايين مواطن عراقي شريف اقول شريف لأنه لم يمد يده الى المال الحرام, اي ما يعادل خمس الشعب العراقي يعيش تحت مستوى خط الفقر حسب تقارير الامم المتحدة مما يؤدي الى نتائج وأبعاد اخرى كالبطالة, والأمية, والجهل, وحتى الارهاب لاستغلالهم من قبل بعض الجهات الارهابية.المتسلطون على رقابنا باختيارنا, والذي خدعنا بهم, واغلب الرأي العام العراقي سيما متوسطي الثقافة, والمحرومين منها, الا بعض المستفيدين منهم؛ هؤلاء المتطفلون الذين قد يكونوا لم يتربوا على حب الوطن, او لايوجد لديهم اي ولاء له لنمو عظمهم، ولحمهم من خيرات تلك البلدان التي عاشوا فيها؛ ولم تختلط حياتهم بآهات العراقيين, واوجاعهم المستديمة، قد تكون الانسانية ماتت بقلوبهم بقدر ما ماتت الوطنية فيها، التي لو كانت موجودة لتداعى هذا السياسي او ذاك ((مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى)) ولانتفضت انسانيتهم((الناس صنفان اما اخا لك في الدين او نظيرا لك في الخلق)) ان كان لهم دين, او عقيدة, او سلف صالح كما يتبجح الذين يدعون الدين, والتدين, لوضعوا قول رسول الرحمة نصب اعينهم (ليس منا من بات شبعان وجاره جائع), سلام الباري عليك يا ابا القاسم لتنظر الى جياع عراقنا المنكوب ليكونوا دليلا على القوم الظالمين يوم لا ظل الا ظله وتكون انت وابن عمك(عليكما افضل السلام واتم التسليم) قسيما الجنة والنار. الى متى؟ فمنذ اكثر من عشر سنوات على حكم ابناء علي(كافل اليتيم,والفقير) كما يدعون, ولا توجد هناك حلولا ناجعة للحد من ظاهرة الفقر في العراق! لماذا لايكون هناك تقييم حقيقي لاداء المؤسسات الحكومية بغية النهوض بالواقع الاقتصادي للبلد؟ لماذا لايكون هناك دعم حكومي حقيقي للشرائح الفقيرة وغير القادرة على العمل؟ بدلا من تكدسهم في التقاطعات, والسيطرات التي صنعها واضعوا الخطط الامنية بقرارات تخبطية.وعودة على ذي بدء لاتسائل، هل ياترى سيفعل سياسيونا كما فعل سارق او مستعار مبردة السيد احمد؟ ويعيدوا حقوقنا وحقوق الايتام والارامل وان ينظروا اليهم بعين العطف والمواطنة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك