حميد الموسوي
لا يختلف اثنان على ان التحدي الأكبر الذي يواجه عملية التغيير ويعرقل مسيرة الاعمار والبناء ويكاد يشل الحياة اليومية للمواطن هو الارهاب بكل مسمياته وتنوع أساليبه وبكل تخبطه وعماه الذي ترجمه ميدانيا بعدم استثناء أي طرف من الأطراف أو تجاوز جهة من الجهات أو محاباة طيف من الأطياف بعدما باءت بالفشل والخذلان والنكوص محاولاته العديدة وسلوكياته المشبوهة في اثارة الفتن الطائفية بتصنعه الميل الى شريحة على حساب شرائح المجتمع العراقي الموحد خبثا وزورا وبهتانا ولذا اندفع بجنون هستيري مستهدفا العراق بكل رموزه وحضارته ومعالمه التراثية بعدما أوغل في دماء العراقيين بلا استثناء.
وتأتي جرائمه الوحشية التي تطول المسجد والسوق والمقهى والمدرسة ومجلس العزاء والمستشفى والملعب ..مرة في مدينة شيعية واخرى في منطقة سنية شاهدا حيا ودليلا قاطعا على ان الارهاب لا يستثني احدا، وانه يستهدف العراق شعبا ورموزا وحضارة. ففي الوقت الذي خطط المجرمون لعزل جانب الكرخ عن الرصافة وتقطيع أوصال مدينة بغداد من خلال استهدافهم تفجير جسورها وأولها جسر الصرافية عمدوا الى اثارة النعرات الطائفية في مدينة الاعظمية والعامرية ،وهاهم يحاولون احتلال المدن الحدودية بدءا بمدينة الرطبة وراوة وعنة بغية اسقاط مدينة الرمادي وجعلها قاعدة انطلاق لهجماتهم على بغداد والمدن الاخرى.وعلى ضوء هذه الجرائم الخسيسة نرى كيف كشف المجرمون عن وجههم القبيح والمتمثل ببغضهم وحقدهم على العراق وأهله دون استثناء. ،
واذا تجاوزنا عملية البحث والنقاش والتقصي ووضع ألف علامة استفهام وتعجب على خطورة وطريقة وأسلوب حصول هذا الخرق الأمني الفاضح، واذا أغفلنا وقع هذه الاحداث على المواطن الذي أصيب بالاحباط وهو يرى وصول المجرمين الى أحس النقاط وأدق المفاصل والتي لا يجد لها عذرا ولا مبررا كما هي الحال في اختراق الأسواق والشوارع والأهداف المكشوفة واحتلال مدن . .. اذا تجاوزنا وقفزنا على كل تلك الوقائع وغيرها فليس باستطاعتنا انكار ان هذه الجرائم صارت عامل توحيد وكشف غطاء وبيان الصبح لذي عينين. وعليه يتوجب على الجميع البدء بعملية كشف حساب جديد مع الارهاب بكل مسمياته، والذي يقع على المسؤولين- قبل المواطن البسيط- معرفته هو ان التناحر السياسي هو احد اسباب هذه الخروقات الامنية و ان العملية السياسية بكل مفرداتها لا يمكن ان تتحقق وان المصالحة الوطنية لا يمكن ان تتم طالما هناك فعاليات وأنشطة تخريبية تحت أي مسمى. واذا كان معظم الأخوة النواب في البرلمان العراقي الوطني وكل المسؤولين في الحكومة قد ثبتوا بوضوح تام أهداف الاعمال الارهابية منذ بدايتها وأكدوا على انها مدعاة لمزيد من التلاحم والتآزر بين كافة الأطياف، فهم مدعوون الى العمل الجاد ضد هذا العدو المشترك بترك "المنطقة الوسطى" بين الجنة والنار، بين الايمان والكفر.. ليس مع أو ضد!. بعدما جربوا على أرض الواقع عدم جدوى المهادنة وغض الطرف مع هذا النوع من السعار الذي لم يكتف بعظ الآخرين بل تعداهم وأخذ يعظ كل ما وقعت عليه عينه ووصلت اليه مخالبه.
اذا كان الحقد على العراق وشعبه الصابر قد وحد عصابات الارهاب والجريمة المنظمة بكل شراذمها- وان اختلفت أهدافها ونواياها واهواؤها ومشاربها- فمن باب الأولى ان يوحد حب العراق قياداته الوطنية بكل فصائلها المناضلة.
ومن هنا تأتي دعوة السيد عمار الحكيم الى ضرورة وضع استراتيجيات جديدة لمكافحة الارهاب تتناسب مع حجم الهجمة الشرسة ،وتتواءم مع نوع الاسلحة المادية والمعنوية التي تناور بها عصابات القاعدة والمسميات المنضوية تحت الويتها الضالة المضلة وتلجأ الى استخدامها ومنها سلاح اثارة النعرة الطائفية البغيضة وهو اشد الاسلحة فتكا بالعراق وشعبه الواحد .
https://telegram.me/buratha