المقالات

المجلس الاعلى بين خلافات الماضي واستحقاقات الحاضر

610 09:19:00 2013-10-30

محمد حسن الساعدي

بعد احداث ٢٠٠٣ ودخول شهيد المحراب الى العراق ، فمنذ وطأت قدمه ارض العراق من البصره ، وهو يعلن ان العراق يجب ان يحكم من قبل الشعب العراقي انفسهم ، مطالباً بخروج الاحتلال من العراق ، حتى بدأت حرب "إثبات الوجود " ، فتشكلت الأحزاب ، والكتل السياسيه،وقد يقف المتابع للوهلة الأولى على خيار التحالف الذي وقع بين التيار الصدري والمجلس الأعلى لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة جنبا الى جنب والمعلوم أن الخوض في كل الملفات السياسية يجب أن يكون تحت مظلة التحالف القائم بينهم فمن المؤكد أن هنالك العديد من الخلافات القائمه بينهما منذ اللحظة الأولى التي بدأت العملية السياسية ومنذ سقوط النظام السابق فلم يكن التيار الصدري يتمتع برؤيه تسمح له الترحيب بالجهات السياسية الأخرى القادمة من خارج العراق كما هو المأمول خصوصا إذا علمنا انهم يعتقدون احقيتهم بالمعارضة ضد النظام البعثي ،ولا يمكن قبول اي طرف اخر ، ويكون شريكهم في العملية السياسية ، وقد شاهدنا أن الخلافات التي رافقت بداية العملية السياسية مع المجلس الأعلى كانت تقوم على قضايا تافهة ، لا ترقى الى أن تكون أداة أو منطلقا لبناء دولة لانها قائمه على الثأرية أكثر منه قائما على الروح الحقيقية للبناء الذي يأمله المواطن بعد أن رأى بعينية تغيير أعتى نظام ديكتاتوري عرفه العراق وشعبه .تحالف المجلس الأعلى الاسلامي العراقي والتيار الصدري خطوة مدروسة لتشكيل وحدة اجتماعية سياسية تتجاوز الاطر الحزبية ، والتحالف الوطني هو الاخر بات أمرا مرجحا، وطفت على السطح الطموحات منذ 8 أعوام ثقيلة تحملتها الامال الشيعية لصالح "حزب الدعوة" المنغلق نحو داخله في لحظة فارقة ليلملم شمل أجنحة مستاءة من رئيس الوزراء الطامح لولاية ثالثة نوري المالكي، لجهة الترتيب للاستحقاق الانتخابي المقبل،ففي اللحظة الراهنة، بات الحراك مكشوفا، فدولة القانون أسقطت ما في يدها خصوصا في ظل التدهور الأمني غير المسبوق منذ الاقتتال الطائفي ، والواقع الخدماتي المتراجع، وتمسكه غير المبرر بالوزارات الأمنية، فضلا عن عوامل الاضعاف السياسي التي تعرض لها من الخصوم بعد الولادة الشاقة لحكومته الثانية، وفشل مساعي سحب الثقة العام الماضي، و"الضربة القاصمة" التي تعرض لها الحزب الأقدم في المنظومة الشيعية من حليفين ذكيين (التيار الصدري والمجلس الأعلى) في انتخابات مجالس المحافظات، جعلت منه ابعد ما يكون عن حلمه في الولاية الثالثة.المرجعية الدينية في النجف كان لها موقفها من بقاء حزب الدعوة الإسلامية على رأس السلطة في المرحلة المقبلة، وهو ما يعني تعرض الحزب الى زلزال يشل حركته، فقد أعلنت تذمرها من تمسك المالكي بالحكم، فضلا عن اختلاقه المشاكل مع الأحزاب الشيعية الأخرى ما أدى إلى شق وحدة الصف .التقارب بين المجلس الأعلى والتيار الصدري في المجالس المحلية يمثل محطه اختبار للجانبين لاختبار إمكانية العمل المشترك بينهما، مضيفا "حتى الآن يبدو هذا التحالف سائرا باتجاه التعزيز، رغم بعض الانفراد بالقرار من قبيل محافظة ديالى، وانفراد التيار الصدري بالاتفاق مع الكتل الأخرى دون التشاور مع المجلس الأعلى،فبوصله الحكومة في المرحلة المقبلة ستتغير ليس على مستوى الشخص فقط، بل حتى على مستوى انتماء رئيس الوزراء المقبل .المجلس الاعلى والتيار الصدري يندفعون اليوم معا من اجل بناء التحالف الوطني وفق أسس وطنيه صحيحه ، وبناءه بناءً مؤسساتياً ، وبناء دوله المؤسسات ، هذه هي خيارات التحالف الجديد وهو يسير بصورة مرغمة فعليه ان يسعلى الى ادارة الدولة للسنوات الاربع المقبلة، لان خيارات التحالف الجديد ليس سهلة ولكنها ليس تحالفات مستحيلة. ما دام هو راغبا في احداث تغيير جدي على واقع العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي في العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك