المقالات

إدارة تحتاج إلى إدارة

422 10:38:00 2013-10-30

عمار جبار لعيبي

بادئ ذي بدء الإدارة هي طريقة عمل وفن ولا تقتصر على مؤسسة معينة دون غيرها فكل مؤسسة أو شركة أو عمل بسيط لا يمكن إن ينجح أو ينمو من دون إدارة حكيمة هدفها النجاح في مهمتها لان عمل كل مؤسسة ونموها وتطورها متوقف على إدارتها بشكل جيد والتخطيط في كل خطوة وعمل عن طريق التخطيط البعيد المدى والمتوسط والقصير فهل هذا موجود في إدارة دولتنا ؟ أم أنها مجرد شعارات وضحك على الذقون ؟والملاحظ على إدارة مؤسساتنا وبشكل خاص إدارة الحكومة حيث أنها تفتقد إلى أول شرط من شروط نجاح الإدارات وهو غياب التخصص في جميع الوظائف فالمتخصص في عمل ما يعطى عملا ً أخر وكذلك جميع المتخصصين في الاختصاصات الأخرى فنرى وزيرا ً ابعد ما يكون اختصاصه عن الوزارة التي تسلم إدارتها وهذا يدعونا إلى إن لا ننتظر منه النجاح في هذه الوزارة لأنه سيقضي نصف دورته محاولا ً التعرف على طريقة عمل هذه الوزارة وسيحاول العمل في ما تبقى له من وقت إن كان قد تبقى له شيء والذي أوصله إلى هذا المنصب هي المحاصصة فعدة وزارات قد اعطيت إلى حزب أو تكتل معين على أنها حصته من الحكومة بغض النظر عن امتلاك هذا الحزب لمتخصصين بهذه الوزارات وجل ما يفعله الوزير الجديد هو ملئ وظائف هذه الوزارة بمناصريه وأعضاء حزبه مع علمه بعدم كفاءتهم في هذه الوظائف فبدل إن يعتمد مبدأ الكفاءة في إدارة هذه الوظائف نراه يعتمد على مبدأ جديد يمكن إن نطلق عليه (حزب قراط) بدل اعتماده مبدأ (التكنو قراط) وهذا سيجعلنا ندور في دائرة مفرغة لن نخرج منها ما دمنا نعتمد المحسوبية والمنسوبية في إدارة الوظائف وإبعاد العقول النيرة خوفا ً من إن تبرز وتأخذ المكان المناسب والمفترض لها على حساب الجهلة بهذه الاختصاصات فيتم إبعاد الكفوئين وتهميشهم وجعلهم يعيشون حالة من الاغتراب في وطنهم مما يدفعهم نحو الهجرة إلى خارج الوطن بحثا ً عن من يقدر ويستفيد من مهاراتهم وتخصصاتهم ويبقى نزيف العقول مستمرا ً في العراق إلى اجل غير معلوم ونحن بأمس الحاجة لمثل هذه العقول التي لن نجتاز محنتنا إلا بها وبالمحافظة عليها .نحن بحاجة إلى ثورة إدارية على جميع المستويات نحقق بها النمو المفقود لدينا من خلال اعتماد التخصص والاستفادة من الأخطاء السابقة وتجارب الدول الأخرى التي مرت بمثل ما نمر به ِ وتجاوزته بطريقة أو بأخرى لبناء وطن يُسكن ويعاش فيه بكرامة لا أن يصبح وطنا ً للثكنات العسكرية ومضربا ً للأمثال بالفشل والتراجع بعد إن تقدمنا أشواطا ً ومراحل في جميع الاتجاهات والممارسات الديمقراطية .فليس ما نطمح إليه هو شكل الحكم بحد ذاته وإنما هو جوهره وما يقدمه إلى المواطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك