المقالات

دولة بابا..!


محمد الحسن

لغاية إستلام حزب البعث للسلطة في العراق؛ لم يكن هناك عرف يتيح لعوائل الرؤساء أو الملوك التصدي والعمل, جاء البعث وأنتهى كل شيء, فالدولة هي ملك لطاقمه والمقربين!.. إبتداءاً بأبي هيثم ومروراً بوالد عدي ثم قصي ثم حلا شقيقة الليثين.التغيير مثّل صدمة لرؤوس كثيرة, مارست العبودية حتى صارت جزءاً من تكوين شخصيتها, فليس هيناً عليها التخلص من شحنات الحنين المفرطة لعهود التسلط الذي يقابله تصفيق ورقص وأهازيج!..قد يختلف الشخص المتسلط, غير إن النهج يوفر فرصة مناسبة لممارسة أدمان العبودية, فمن السهل التعاطي مع الرجل الحديدي الجديد وذريته, سيما إذا وجّه دعوة رسمية لإعلان صنميته؛ وملكه؛ وأعلن بذات الوقت عن إمكانيات أبنائه المعجزاتية..!"روح كول للقردة أهل البصرة, اللي يعارض بابا هذا مصيرة", هذا الحديث للمقبور (عدي) أثناء حضوره في حفلة موت جماعي لشباب يعتقد بمعارضتهم لنظام والده المهزوم. نقل هذه الحادثة الشهيد الحي (حيدر العيداني).طالما سلم الوالد, وكرسي الوالد, فالجميع إلى الجحيم..هذا مبرر عقلاني للصمت الذي يلتزمه (أحمد) تجاه الحقد الإرهابي الممارس ضد الشعب المقتول, وإلا فما سر الإستغناء عن خدمات رجل السلام والقانون الأول في العراق؟!الطغاة صناعة محلية بإمتياز, تُبتلى بهم الأمم الفاقدة للحيوية, وعندما يُعلنوا طغيانهم, ينتظر الشعب لحظة الخلاص!..قد تتأخر, لكنّها آتية, ثمة أمر يجعل الموضوع مركّب ويضفي عليه تعقيداً كبيراً؛ وهو أن يكون للرئيس وريث طامح بإحياء ذكرى الأب..تختزل كل الدولة بشخصية القائد بنظر الأبن, ولعل السيد المالكي قطع شوطاً بعيداً في رسم طريق المستقبل. لذا كان الحديث واضحاً دون مواربة, أحمد يقود الأمن؛ أحمد يركب؛ أحمد يذهب؛ أحمد يعتقل؛ أحمد يصادر أسحلة وأموال..!إن صحّت رواية دولته, فالأبن يعتبر الدولة ملك صرف لوالده, بيده القانون, وهو على كل شيء قدير!..وإن صحّت رواية نمير العقابي -الذي يقول: "الحادثة غير صحيحة وأنا لم أعتقل بدليل وجودي هنا, وليس عندي ممنوعات"- فالمشكلة أكبر, حيث إن الزعيم يتقمص دور فنان ممسكاً ريشة ساحرة بغية رسم صورة فريدة لا يتمتع بها إلا حمّلة الدم المقدس!..إذن, يواجهنا ذات التحدي, فهل أستشهد الأبطال ليأخذ أحمد دور عدي؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك