الحاج هادي العكيلي
خلال القرن التاسع عشر لمع اسم فيل إفريقي سُمي جامبو وأصبح من المشاهير. وقد عُرض هذا الفيل في حديقة الحيوان بلندن . وجاء الزوار إلى لندن من جميع أنحاء العالم لمشاهدة أضخم حيوان وقع في الأسر في ذلك الوقت. فقد بلغ طوله 3,4م ووزنه أكثر من 6,5 طن متري. وقد اشتراه عام 1882م رجل الاستعراضات الأمريكي بي. تي بارنوم وجعل منه نجما جذابا في السيرك لأكثر من 17 سنة . ومنذ ذلك الوقت أصبح لفظ جامبو يُطْلَق على أي شي غاية في الضخامة .لقد تعود الشعب العراقي على جامبوات النظام الصدامي ، وأصبحت تلك الجامبوات مهزلة للنظام آنذاك عن طريق النكت الهزلية ، ولكن الحكومة الحالية سارت على سر النظام السابق وأتضح بأنها الأبرع في أطلاق الجامبوات من الوزن الثقيل . ويبدوا أن الحكومة بكاملها هي مجرد حكومة الجامبوات ، حيث صرح رئيس الحكومة في تصريح متبجح بأنه قد تم إلقاء القبض على أكثر من 2000سيارة مفخخة جاهزة ومعدة للتفجير في منطقة واحدة محددة لم يعلن أسمها . أن من يسمع هذا التصريح الجامبوي ألبالوني يظن أن لدينا حكومة وطنية قادرة على توفير الأمن والأمان للمواطن وتحرص على سلامته من الذبح اليومي المستمر . ولكننا لمعرفتنا بطبيعة الحكومة فأننا لم نصدق تلك الجامبوات التي لا توفر الحماية للشعب من حرب الإبادة الجماعية التي إطرافها مجرمي القاعدة والبعث وأصابع الدول المجاورة والتي لا تخلص الشعب من محنته .فلم يمضي وقتاً طويلا ً من التصريح الجامبوي حتى أشتعل المشهد الإجرامي بصور من تقطيع الأشلاء في بغداد وبعض المحافظات ليستهدف الناس الأبرياء والعمال والكسبه الساعين على توفير خبزهم اليومي . والسؤال الكبير لماذا هذه الجامبوات الكبير من الحكومة اتجاه التفجيرات والمفخخات الإرهابية و حمامات الدم العراقي مستمر جريانها كل يوم دون أن تكون هناك مصداقية حقيقية للقضاء على الإرهاب .
أن العراق اليوم يمر بمرحلة حرب إبادة جماعية يقف خلفها مصالح دولية في المنطقة ولها امتدادات خلف المحيطات وبأقطاب داخلية في السلطة هي أيضاً مسئولة مسؤولية مباشرة عن جرائم العديد من التفجيرات والمفخخات لتحصد الناس .
لقد فقدت كل عناصر الثقة للشعب العراقي المستهدف بالتفجيرات والمفخخات بهذه الحكومة المتأزمة والمهزومة داخلياً والفاشلة فشلاً تاماً وضريعاً في كل المجالات وخاصة في المجال الأمني . لتبقى الحكومة جالسة مخدرة تنتظر مصيرها باستكانة ومستسلمة للأمر الواقع ، ليحضر كلاً كفنه ويحفر قبره ، إذا بقت منه ثمة أشلاء لاستمرار مسلسل التفجيرات المتلاحقة . فأخذت من الجامبوات طريقاً لها عسى منها معالجة الخروقات الأمنية وبث روح الأمل . بعد أن أفشلت كل الأدوات الموجودة على الساحة من أجل استتباب ألآمن وتحسين الوضع المأساوي للحياة الذي يرزح تحتها غالبية الشعب العراقي ، حيث لا توجد حلول جريئة وملموسة غير تكرار تلك الجامبوات البالونية إزاء استمرار التدهور وانحدار البلد من السيئ إلى الاسوء ، وإذا لم يكن هناك توجه عملي فأن مسلسل حرب التفجيرات والمفخخات سيستمر إلى ما لانهاية ، وما علينا إلا الاستمتاع بجامبوات الحكومة .
https://telegram.me/buratha