المقالات

يظل الدم الغالي يسيل

474 17:08:00 2013-10-30

حميد الموسوي

أما آن لهذا النزيف المتدفق أن يتوقف؟! منذ قرون وهو يجري.. ومنذ عقود وهو يتدفق ومنذ عشر من السنوات وهو يسفك.. وبلا رحمة! حتى أصبح وكأنه المحك على أعتابه يتضح الخير.. ويفرز الشر! فالذين يحملون القيم الإنسانية من حق، وعدل، ومحبة شاملة بديلاً عن التعصب.. والإصرار على الإثم والخطأ، والإنشداد الى مواريث الحقد المزروعة والمتجذرة. يؤمنون بمظلومية هذا الدم، ويقدسون نزفه! ويرون فيه مهراً غالياً لعروس تستحقه.. أسمها الحرية.. فأبواب الحرية لا تطرقها الا الأكف المضرجة بالدماء! والذين يمتهنون الشر.. ويفخرون بسلوك وأساليب الغدر والتخريب اللصوصية. ولا يبصرون سوى ذاتهم وأنانيتهم، وينكرون كل حقوق الآخرين. فأنهم يفرحون كلما كانت الأشلاء أكثر.. ويسعدون كلما كانت الدماء أغزر!.تُرى، أي ذريعة.. وأي حجة بل أي شريعة.. تبيح إبادة الإنسان بالطريقة التي يُباد بها العراقيون؟! ويُذبحون، ويُقتلون بهذه العشوائية.. وبهذه البربرية؟! ثم تقابل هذه المجازر بصمت مقابري.. لا جامعة تندد.. ولا منظمات عروبية تستنكر ولا حكومات تشجب.. ولا إعلام عربي أو إسلامي يُنصف!.والمصيبة ان هذه الجهات بأجمعها تتنافس وتتعالى أصواتها حين يسقط شخص آخر في بلد آخر ويسمى شهيد.. وقاتلوه إرهابيون مرتدون.. ويتساقط العراقيون بالجملة.. وليسوا بشهداء ويسمى قاتلهم مجاهد!.والعجيب انهم ينصفون مريم رجوي، وجماعة مجاهدي خلق، ويفتحون لهم حدودهم وفضائياتهم وصحفهم.. وينبرون للدفاع عنهم! وحين يتعلق الأمر بالعراقيين تتغير الموازين.. وتنكفئ المكاييل.. وقد يتحول الدفاع عن زمر الارهابيين لانهم يتعرضون لظروف لا تليق بالسلوك في سجنهم المكيف.. بل ان ظلم ذوي القربى قد تجاوز الحدود وعبر السدود فالأشقاء يجندون المخربين.. ويقدمون لهم التسهيلات والمرور.. ويرفدونهم بالمال والسلاح.. وكل ذلك في سبيل استمرار الخراب والدمار في العراق..وبحجج وذرائع، يمجها العقل.. وتحرمها الشرائع. وهم يعلمون علم اليقين انها لا تطال قوات اجنبية، ولا تمس قواعدهم، مثل قواعد الاميركان والانكليز في السعودية وقطر والامارات والبحرين والاردن ،ولاتمس سفارات وملحقيات اسرائيل في تلك الدول وغيرها ،بل انها تستهدف الابرياء العراقيين في مطاعمهم وفي أسواقهم، وأماكن عبادتهم، وفي المستشفيات وفي مراكز التطوع للعمل بشرف،وحتى مدارسهم الابتدائية.. لا تفرق بين شيخ وامرأة وطفل، ولا تتورع عن ارتكاب جرائم تأنف الوحوش عن الإتيان بمثلها.ومع أن جنسية المقبوض عليهم من المخربين والتكفيريين تشير بلا لبس الى دولهم العربية، ودول الجوار بالذات، لكن البعض يصر على اجترار نظرية المؤامرة، ويوزع التهم على هذه الجهة أو تلك. ولم تكف اعترافات بعض هؤلاء المجرمين على شاشات التلفزيون، بصريح العبارة عن كل جرائم الذبح والخطف والتخريب، التي ارتكبوها بحق هذا الشعب الصابر وكذلك كشفهم للجهات التي مولتهم ودفعتهم وسهلت لهم اجتياز الحدود.

ان الشمس لا تحجبها الغيوم، ولا يغطيها غربال، وان الحقيقة ثابتة ولن تمحوها كل التبجحات والأعذار.. فلا يصح الا الصحيح.وإذا كانت للباطل جولة.. فللحق دولة.. وعمر الخير الخلود.. والشر زائل.. والبقاء للشعوب.ولن ينسى العراقيون جراحهم التي لا بد ان تندمل، ولن ينسوا من ساهم وشارك بذبحهم.. ومن لملم جراحهم.. وآسى أحزانهم في يوم تسود فيه وجوه.. وتبيض وجوه.. وعلى الباغي تدور الدوائر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور يوسف السعيدي
2013-11-01
هكذا اضحت دماؤنا انهارا لا ضفاف لها..دماء انطلقت من رحم الاحزان العراقيه.. وغزاة الحقد الاموي يتوافدون حيث بكت المآذن.. وخرست النواقيس.. وساستهم الذين احترفوا مهنة النفاق وهم يبصرون ابناء العراق في بحار الاسى ووجع الارض.. وليل اليتامى..وخطباء ودراويش السياسه اضاعوا البلاد.. بدهاء معاويه.. وغدر ابن ملجم المرادي.. وحربة وحشي.. ونبال حرمله.. انهم الشقاة الذين ادموا صفحات التاريخ.. وارتال شهدائنا مستمره.. دون جوازات سفر.. على شواطيء الموت المجاني.. وطوفان القتل الطائفي يصارع سفن النجاة.. في زماننا اليعربي المعروض في المزادات العلنيه.. واسواق النخاسه.. ومكاتب المرابين ودهاقنة النفط الصحراوي.. غيروا خرائط الوجوه وهم يعيشون ازمة التحرير... والتخدير... ويستحمون في بركة واحده.. وحده الدم لا ينام في العراق... بينما أقفيتنا مثل رؤوسنا المؤجلة تتقلب فوق فراشنا المشغول بغرائزنا، وكم مرة نعاشر نساءنا في الأسبوع. وحده الدم لا ينام في العراق... وجاريات قسم الاخبار في الإعلام العربي متأوهات وراغبات بمعاشرة سماسرة مشايخ البترول كرمز للعولمه الجديدة . وحده الدم لا ينام في العراق... وخصيان قسم الاخبار في الإعلام العربي يؤجرون أقلامهم وأقفيتهم ويلونون وجوههم مثل الحرباء طالما ان لكل موقف ثمن. وحده الدم لا ينام في العراق... فيما عواصم الدول اليعربيه المذهبه مشغولة بأسعار البورصة وبناطحات السحاب التي تتحدى الله في عرشه... وحده الدم لا ينام في العراق... ونحن عراة من كرامتنا، نلهو بنسائنا وأولادنا وبرواتبنا، ونحاول ان نتسلى بما ينتجه "بتوع الشقه" والعربية و"حب إيه إللي انت جاي تقول عليه"... وحده الدم لا ينام في العراق... ونحن صعاليك المراحل نمارس بعض الأسف ثم نسأل: ماذا على طاولة الغداء لهذا اليوم!... وحده الدم لا ينام في العراق... فيما المقهى لايزال يلملم ثرثراتنا المتهالكة ونحن نشرح المرحلة، فيما أشلاء أطفالنا لاتزال عند المفارق تلعن الجلاوزه وكلاب الحراسة. وحده الدم لا ينام في العراق... وها نحن نموت أحياء... ايدينا باردة، أقدامنا مترددة، بطوننا مدورة ، وغازات تملأ أحشاءنا ... بعد ان تناولنا الليلة الماضية خمس وجبات وانبطحنا كل قرب إمرأته مثل الثور الذي سيؤكل غداً بعد ان اكلت كل الثيران. وحده الدم لا ينام في العراق... ونحن بلا عزه، وجوهنا مشبوهة، مرايانا، ثيابنا، أبوابنا، وحتى سجادة الصلاة التي نركع فوقها ، ونكذب على الله ونحن نقول "حي على الفلاح" ... وحده الدم لا ينام في العراق... ولن ينام... لم يشأ الشهر الماضي الا ان يودعنا بمشهد الدم العراقي وهو يمارس هوايته الابدية، منذ أن كان الدم ومنذ أن كانت ارض الرافدين ومنذ أن كنا.. يسيل في الشوارع بجبروت البقاء الأخير مؤكدا على هويته الإنسانية أولا، والوطنية ثانيا، والمأساوية دائما، ومؤكدا قبل كل هذا ربما على مصيره لدى الاخرين ابدا. هو الدم العراقي الذي يسيل الآن كما سال بالأمس ويسيل غدا، بذات اللون والشكل، بذات الاسم والعنوان، ومن ذات المنبع لأنه الى ذات المصب... حيث مأساتنا العراقيه وجرحنا الغائر. والنقطة السوداء في ضمائرنا مهما كبرنا ... مهما صغرنا. ارض الرافدين ما زالت دما يسيل في الشوارع......، حتى وأن اختصرت هذه المرة في مدينة بغداد..او البصرة وما زالت جرحا مفتوحا على كل الاحتمالات الممكنة واللاممكنة، وما زالت فكرة غير قابلة للموت بين أضابير الحلول المقترحة من هنا وهناك... فهي ما زلت على الاقل ارض العراق، سواء اختصرت قرب الوزارات العراقيه.. أم في بقية العناوين العراقيه المتشابهة في لون الدم والمتوحدة في شكل المأساة على الرغم من اختلاف الشعارات المرفوعة في المظاهرات المضادة. ولكن ماذا يعني ان تبقى ارضنا العراقيه في ظل موات تام رغم صيحات الالم الغبية التي يمارسها الجميع، العرب تحديدا، الذين ما برحوا يستمرئون لعبة الاكتئاب والصراخ ولعب دور الضحية الدائمة لكل أحد وكل شيء في كل زمن؟ لا شيء طبعا.. سنتظاهر كثيرا، وسنرفع الرايات والشعارات ونردد الصيحات المهددة بالويل والثبور وعظائم الامور ونعود الى بيوتنا في آخر الأمر لنشاهد التلفزيونات... حيث الدم العراقي ما زال يسيل.. ويسيل.. ويسيل!!...ولا ينام...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك