سامي جواد كاظم
حتى تكون الصورة واضحة لابد لنا من الاستشهاد بما نريد له الاثبات بمصادرهم الموثقة ومن ثم نطرح تساؤلاتنا عن هذه الاحاديث، وكثيرا ما يحصل التعارض بين الاحاديث الموضوعة ، ومحور حديثنا هو علاقة الخليفة الثاني بالنبي محمد (ص) ومن خلال هذه العلاقة سنقف عند عدة نقاط .في الشرح المختصر لصحيح مسلم في باب الايمان ذكر حديث نقتطع جزءا منه موضع الحاجة علما ان المعنى لا يتاثر بما قبله او بعده عن الصُّنابحي ( عن عبُادة بن الصامت رضي الله عنه ) قال : والله مامن حديث سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم فيه خير إلاحدثتكموه إلا حديثا واحداً وسوف أحدثكموه اليوم ، فقد أحيط بنفسي ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من شهد أن لاإلله إلا الله وأن محمداً رسولُ الله حرم اللهُ عليه النار )) . وفي الشرح معنى قوله ((إلا حديثا واحداً وسوف أحدثكموه اليوم )) وهذا يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكتموا العلم ، ولم يحجبوفي نفس الباب من الشرح ذكر حديث لابي هريرة هذا نصه :عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا قعوداً حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمرُ رضي الله عنهما في نفر ، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا ، فأبطأ علينا ، وخشينا أن يقُتَطَعَ دوننا ، وفزعنا ، فقمنا ، فكنتُ أول من فزع . فخرجتُ أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسل ، حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار فدرتُ به هل أجد له باباً فلم أجد ، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة ( والربيع : الجدول ) فاحتفزتُ فدخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( أبو هريرة ؟ )) فقلتُ : نعم يا رسول الله ، قال : (( ما شأنك )) ؟ قلت : كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تُقتطع دوننا ، ففزعنا فكنتُ أول من فزع ، فأتيتُ هذا الحائط فاحتفزتُ كما يحتفز الثعلبُ وهؤلاء الناس ورائي . فقال : (( ياأباهريرة ! )) وأعطاني نعليه وقال : (( اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهدُ ألا إله إلا الله، مُستيقناً بها قلبه، فبشره بالجنة . فكان أول من لقيتُ عمر فقال : ما هاتان النعلان ياأباهريرة ؟ فقلت : هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بهما، من لقيت يشهدُ أن لاإله إلا الله مسيقناً بها قلبه، بشرته بالجنة ، قال : فضرب عمرُ بيده بين ثديي فخررت لأستي، فقال : ارجع يا أبا هريرة ، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهشتُ بكاءً ، وركبني عمرُ فإذا هو على أثري ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مالكَ ياأباهريرة ؟ )) فقلت لقيتُ عمرَ ، فأخبرته بالذي بعثتني به ، فضرب بين ثديي ضربةً خررت لإستي ، فقال : ارجع ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا عمر ما حملك على ما صنعت ؟ )) قال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي، أبعثت أبا هريرة بنعليك، من لقي يشهد أن لاإله إلا الله مسُتيقناً بها قلبُه بشره بالجنة ؟ قال : (( نعم )) ، قال : فلا تفعل، فإني أخشى أن يتكل الناسُ عليها ، فخلهم يعملون ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (( فخلهم )) .وفي شرح معنى منع عمر لابي هريرة من التبليغ قال: أن من العلم ما يجوز كتمانه ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام رَضِي بأن يُكتم هذا العلم عن الناس ، لأنه يضرهمفي العبارة اعلاه تم نشر العلم وهو من فضائل الصحابة والعبارة ادناه تم حجب العلم وهو من فضائل محمد مع العلم ان العلم هو نفسه الشهادة .الان لنقف عن الحديث الثاني ونسال : لما لم يجد ابو هريرة بابا يدخل منه فهل من المعقول والادب ان يحفر حفرة او يدخل من ساقية تمر تحت الجدار الى البستان ؟ ومن اين له ان رسول الله داخل البستان ؟ واذا اراد رسول الله ان يبعث احدا بامر فلماذا اعطاه نعله ؟ يقولون اشارة الى صدق الحديث ، اذا فلماذا لم يعط ابا بكر شيئا عندما بعثه لتبليغ سورة براءة والتي اعفي منها لاحقا ؟ وهل شحت ادلة رسول الله حتى يعطي نعله ! أي انه بقي حافيا او ينتظر عودة ابي هريرة بعد انهائه التبليغ ، ومن ثم شخص الرسول بان من يلقي بعد الحائط وجاءت الصدفة بان يكون الخليفة الثاني الذي رفض قول الشهادة وهذا يعني اما انه غير مستيقن ، او انه يرفض الجنة ؟ واخيرا اذا كان الثاني يعرف المصلحة وهو افقه من الرسول بنص الشرح لصحيح مسلم فباي فضيلة النبي افضل منه ؟ وان قيل الوحي فهم القائلون ان عمر يقول وافقني ربي في ثلاثة مواضع أي ان الموافقة الالهية جاءت بعد طلب عمر بان يسن هذا التشريع!!
https://telegram.me/buratha