المقالات

هل سيستمر غياب وعي الامة؟

517 01:09:00 2013-11-01

بقلم: الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي

ساحاول هنا أن اتجرد قليلاً من منهجي البحثي لأضع هذا المقال بشكل اكثر تبسيطاً، فلعل أكثر ما يثير الاستغراب هو ذلك الصمت الموحي بالخنوع، فحين يستمر الارهاب بذبح الامة وهو يبحث عن المزيد من الضحايا، وحين تستمر السلطة بإجترار فشلها، ومحاولات تبرير هذا الفشل بكل المفردات اللغوية التي لم تعد تنفع في تحديد المعنى، مستعملة لأجل ذلك عملائها ووكلائها وإعلامييها من كل الاصناف، من مدعي اليسار ومدعي الثقافة إلى مدعي الدين بعمائمهم التي ظهرت مؤخرا هنا وهناك، وحين تستمر الامة بصمتها المقيت متذرعة بنظرية الظلم. فانها تخنق نفسها باصابعها.كلي ثقة لو أن الحسين عليه السلام كان من أمة بني إسرائيل لصار اليهود المعاصرون بمفاهيم الحسين أسياد الدنيا لانهم سيعلمون قيمة ثورته وقوتها في تغيير حركة التاريخ، ولو كان الامام الحسين (ع) في امة عيسى (ع) لكان النصارى المعاصرون حكام كل بقاع الارض بقيم الحسين الثورية ومفاهيمه في مقارعة الظلم.فما بال هذه الامة لم تتعلم من الحسين عليه السلام قيم الثورة؟ لماذا لم تتعلم من الحسين ان تنتصر بدمائها، أن يحمل ابنائها اسلحتهم ويقودوا ثورة ضد طغيان الحكام والسلطات والعابثين من الوزراء والنواب والمرتشين وتجار الحروب وغيرهم؟ لماذا لم يتعلموا من الحسين (ع) أن يحاربوا الظلم والقهر والارهاب؟ لماذا لايكونوا ثواراً؟فبدلاً من ان يلبسوا اكفانهم ويحملوا سيوفهم ليشجوا بها رؤوسهم باسم الحسين (ع) فليقاتلوا اعدائهم باسم الحسين، وليحرروا انفسهم باسم الحسين، وليحرروا اوطانهم باسم الحسين (ع)!!إذا كانت هذه الامة تستمتع بالالم ومصابة بالمازوشية فلماذا لاتستعملها لتحارب الظلم والفقر والقهر والارهاب؟لماذا لا يقوم من يسمون أنفسهم برجال الدين بقيادة الامة للقيام بالثورة ضد الظلم والفساد؟ أليس الحسين نموذجاً واضحاً؟ ألا تمتلي كتبهم بالاحاديث عن مقارعته للظلم الاموي، ألم يكتب الشعراء مئات الالوف من القصائد عن كفاح الامام الحسين (ع)؟فهل يمكن ان يكون الحسين نموذجاً تاريخياً للثورة على كل ما هو سلبي لتبقى ثورته في طيات الكتب ولا تصلح للتطبيق؟ فان قلتم انها ثورة للامة فكونوا ثواراً مثل الامام الحسين (ع).الحسين قاتل وهو عطشان وأنتم تبكون عليه وأنتم متخمون بكل انواع الطعام، وتتباهون بحجم الموائد والمجالس، أنا لا اقول لا تبكوا عليه فالبكاء تعبير عن الحب والفقدان، ولكن كي تحققوا نظريته وطروحاته فكونوا مثله، وثوروا مثله، وحاربوا بانفسكم وأموالكم وعوائلكم مثله تماماً كما فعل في ثورته ضد الظلم، فلماذا يتنادى الخطباء على المنابر وتكتب الكتب بضرورة إتباع منهج الحسين ثم لا تتبعوه؟ هذه الامة مصابة بانفصام في شخصيتها، وهي تفتقر الى الوعي بحقيقتها وصيرورتها، هذه الامة تحتاج الى ثورة تنفض بها عن روحها ونفسها هذا الخمول والذل ببقاء الفساد والارهاب طوال هذا العقد دون ان تحرك ساكناً.قبل ان أنتهي من مقالي هذا، أذكركم بتاريخ الامم الماضية، فكل أمة رضيت بالخنوع سارعت في إغتيال نفسها، كل أمة اصابها الخنوع كما انتم الان فانها تنتحر بابشع الصور.قد أكون قاسياً، نعم اعترف بقسوتي هنا لاني خضت التجربة وإكتشفت سقوط هذه الامة في وحل القناعات السلبية منذ عصور طويلة.الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتيالمملكة المتحدة - لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-11-01
هذه الامه مصابه بمرض الخنوع الازلي ماعدى طفرات البعض الذين سجلوا اسمائهم في سفر التاريخ الخالد المشكله في علامات السكوت بمعنى الرضا عن مايدون من حولنا وفينا من القتل الجماعي الامه الوحيده الراضيه بقدرها والسؤال الملح في ذهني هل ان السيارات الفارهه التي ملات البيوت او الملذات هي من خدرت الناس وزادتهم خوفا وجبنا ولايبالي ان مات اخوه اوجاره اصبح اسم الحسين ع مجرد من مضمونه الحقيقي فعجبت الحسين فرد واحد مع العشرات من اصحابه قام بثورته العظيمه اما العشرين مليون زائرولم يؤشروا على الظلم فما قيمتهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك