المقالات

هل سيستمر غياب وعي الامة؟


بقلم: الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي

ساحاول هنا أن اتجرد قليلاً من منهجي البحثي لأضع هذا المقال بشكل اكثر تبسيطاً، فلعل أكثر ما يثير الاستغراب هو ذلك الصمت الموحي بالخنوع، فحين يستمر الارهاب بذبح الامة وهو يبحث عن المزيد من الضحايا، وحين تستمر السلطة بإجترار فشلها، ومحاولات تبرير هذا الفشل بكل المفردات اللغوية التي لم تعد تنفع في تحديد المعنى، مستعملة لأجل ذلك عملائها ووكلائها وإعلامييها من كل الاصناف، من مدعي اليسار ومدعي الثقافة إلى مدعي الدين بعمائمهم التي ظهرت مؤخرا هنا وهناك، وحين تستمر الامة بصمتها المقيت متذرعة بنظرية الظلم. فانها تخنق نفسها باصابعها.كلي ثقة لو أن الحسين عليه السلام كان من أمة بني إسرائيل لصار اليهود المعاصرون بمفاهيم الحسين أسياد الدنيا لانهم سيعلمون قيمة ثورته وقوتها في تغيير حركة التاريخ، ولو كان الامام الحسين (ع) في امة عيسى (ع) لكان النصارى المعاصرون حكام كل بقاع الارض بقيم الحسين الثورية ومفاهيمه في مقارعة الظلم.فما بال هذه الامة لم تتعلم من الحسين عليه السلام قيم الثورة؟ لماذا لم تتعلم من الحسين ان تنتصر بدمائها، أن يحمل ابنائها اسلحتهم ويقودوا ثورة ضد طغيان الحكام والسلطات والعابثين من الوزراء والنواب والمرتشين وتجار الحروب وغيرهم؟ لماذا لم يتعلموا من الحسين (ع) أن يحاربوا الظلم والقهر والارهاب؟ لماذا لايكونوا ثواراً؟فبدلاً من ان يلبسوا اكفانهم ويحملوا سيوفهم ليشجوا بها رؤوسهم باسم الحسين (ع) فليقاتلوا اعدائهم باسم الحسين، وليحرروا انفسهم باسم الحسين، وليحرروا اوطانهم باسم الحسين (ع)!!إذا كانت هذه الامة تستمتع بالالم ومصابة بالمازوشية فلماذا لاتستعملها لتحارب الظلم والفقر والقهر والارهاب؟لماذا لا يقوم من يسمون أنفسهم برجال الدين بقيادة الامة للقيام بالثورة ضد الظلم والفساد؟ أليس الحسين نموذجاً واضحاً؟ ألا تمتلي كتبهم بالاحاديث عن مقارعته للظلم الاموي، ألم يكتب الشعراء مئات الالوف من القصائد عن كفاح الامام الحسين (ع)؟فهل يمكن ان يكون الحسين نموذجاً تاريخياً للثورة على كل ما هو سلبي لتبقى ثورته في طيات الكتب ولا تصلح للتطبيق؟ فان قلتم انها ثورة للامة فكونوا ثواراً مثل الامام الحسين (ع).الحسين قاتل وهو عطشان وأنتم تبكون عليه وأنتم متخمون بكل انواع الطعام، وتتباهون بحجم الموائد والمجالس، أنا لا اقول لا تبكوا عليه فالبكاء تعبير عن الحب والفقدان، ولكن كي تحققوا نظريته وطروحاته فكونوا مثله، وثوروا مثله، وحاربوا بانفسكم وأموالكم وعوائلكم مثله تماماً كما فعل في ثورته ضد الظلم، فلماذا يتنادى الخطباء على المنابر وتكتب الكتب بضرورة إتباع منهج الحسين ثم لا تتبعوه؟ هذه الامة مصابة بانفصام في شخصيتها، وهي تفتقر الى الوعي بحقيقتها وصيرورتها، هذه الامة تحتاج الى ثورة تنفض بها عن روحها ونفسها هذا الخمول والذل ببقاء الفساد والارهاب طوال هذا العقد دون ان تحرك ساكناً.قبل ان أنتهي من مقالي هذا، أذكركم بتاريخ الامم الماضية، فكل أمة رضيت بالخنوع سارعت في إغتيال نفسها، كل أمة اصابها الخنوع كما انتم الان فانها تنتحر بابشع الصور.قد أكون قاسياً، نعم اعترف بقسوتي هنا لاني خضت التجربة وإكتشفت سقوط هذه الامة في وحل القناعات السلبية منذ عصور طويلة.الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتيالمملكة المتحدة - لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-11-01
هذه الامه مصابه بمرض الخنوع الازلي ماعدى طفرات البعض الذين سجلوا اسمائهم في سفر التاريخ الخالد المشكله في علامات السكوت بمعنى الرضا عن مايدون من حولنا وفينا من القتل الجماعي الامه الوحيده الراضيه بقدرها والسؤال الملح في ذهني هل ان السيارات الفارهه التي ملات البيوت او الملذات هي من خدرت الناس وزادتهم خوفا وجبنا ولايبالي ان مات اخوه اوجاره اصبح اسم الحسين ع مجرد من مضمونه الحقيقي فعجبت الحسين فرد واحد مع العشرات من اصحابه قام بثورته العظيمه اما العشرين مليون زائرولم يؤشروا على الظلم فما قيمتهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك