المقالات

جدلية من يمثل التشيع ؟!

774 09:15:00 2013-11-02

محمد حسن الساعدي

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية نيسان ٢٠١٤، تتصاعد الأصوات ،ويتصاعد التنافس بين الكيانات المشاركة فيها ، والبعض يستخدم أسلوب التسقيط السياسي في النيل من خصمه وكسب أصوات الناخبين ، فلقد مرت علينا منذ أحداث ٢٠٠٣ ، تجربتين انتخابيتين ، وبرز إلينا ثلاث نماذج تعكس الواقع العراقي ، فظهر لدينا ، التحالف الوطني حاليا بشقيه الوطني ودوله القانون ، والعراقية والتي تشظت فيما بعد ،، فيما بقي التحالف الكردستاني متماسكاً ، مع بروز واضح للحركة الأسلاميه . في التحالف الوطني ،،، الجميع ادعى انه يمثل الشيعة في العراق ،،، فبرز إلينا السيد المالكي بدولته القانونية ، وهي يدعي تمثيله للتشيع ، كما برز إلينا كذلك الائتلاف الوطني بقواه المتعددة ،لتعدي هي الأخرى تمثيلها للتشيع ، فطرح التساؤل ، ،، يا ترى من يمثل التشيع من كل هذه القوى ؟!!ما أفرزته الانتخابات المحلية والتي أجريت مؤخراً من نتائج للقوى المتنافسة في الانتخابات جعلت المتابعين يتساءلون ،إي من هذه القوى وهذه المشاريع والبرامج يمكن ان يتناسب وحكم العراق ويمثل حكم التشيع والشيعة في العراق ؟ هو تساؤل مقبول ومنطقي ، في ظل ما عرض من كل هذه القوى من برامج وآمال للمواطن العراقي ، من تقديم للمشاريع وتقديم الخدمة ، وبحسب التصنيف الحزبي وليس على مستوى الكتل فان تيار الحكيم تقدم كثيراً على منافسيه من القوى الشيعية الأخرى ( المالكي ، الصدر ) .وبقراءة متأنية للواقع السياسي لزعماء التشيع ، ومدى تأثيرهم على المجتمع العراقي ، سنبدأ بقراءة واقع السيد المالكي ، والذي يبدو انه في موقف وموقع لايحسد عليه ، فالبرغم من فوزه في الانتخابات الأخيرة إلا انه فقد أكثر من 50 مقعداً في عموم المحافظات مقارنة بانتخابات 2009 ، فدخلت دولة القانون برئيسها وهي لات حمل أي برنامج أو رويه واضحة لأربع سنوات القادمة ، كما ان الرجل سعى إلى السلطة ، ولم يسعى إلى بناء الدولة ، ولم يكن في برنامجه شيء اسمه خدمة المواطن ، فجميع برامجه وخطبه ، ليس فيها إلا مفهومين ( الطائفية ، ونحن في خطر) وهو عنصر تخويف للجمهور ، مما جعله البطل في نظر الكثيرين من أبناء الشعب العراقي ، كما انه انتهج سياسية الإقصاء ، والتفرد بالسلطة ، وإبعاد الشركاء الآخرين ، وتكريس مبدأ الحزب الواحد والسلطة المطلقة ، مما ولّد حالة الإرباك في الموقف الشيعي الداخلي ،و انعدام الثقة بين الشركاء، فمن علاقات سيئة بين الشركاء ، إلى ، إلى خلافات واختلافات مع الأكراد ، وصلت في بعض الأحيان إلى القطيعة والتلويح بالتهديد ، وتقديم الجيوش ، إلى علاقة سيئة مع السنة ، وأزمة ما زالت نعيش آثارها من تفجيرات يومية أحرقت الأخضر واليابس ، وذهب في رحاها أكثر من 3000 من الأبرياء .موقف الصدر ليس بأفضل من المالكي ، فمن ضيق رؤية سياسية واضحة ، إلى فقدانه إلى البرنامج السياسي الواضح لمعالم الدولة الحديثة ، والى الاتهامات الموجهة ضده من السنة العرب ، وانعدام الثقة فيما بينهما ، إلى الأكراد الذين لايجدون فيه الحليف لهم ، وغيرها من مواقف سياسية غير واضحة جعلت من موقفه يبدو ضعيفاً أمام كل هذه الأزمات والمواقف . أما موقف الحكيم والمجلس الأعلى السياسي ، فالمتابع يجد ان هناك برنامجاً واضحاً ، ومشروعاً قائماً ، فالحكيم تفرد بالعلاقة المتميزة مع الجميع ، فمن علاقة إستراتيجيه مع الأكراد ، وصلت إلى حد التحالف الاستراتيجي ، إلى العلاقات الجيدة مع المكون السني وبكافة تشكيلاتهم ، والى علاقات طيبة مع المكونات الشيعية الأخرى ، والتي أفضت في بعض الأحيان إلى وجود اتفاقات وتفاهمات ، وتبادل للثقة فيما بينهم ، والى علاقات جيدة ومجسرة مع الواقع الإقليمي ، مع دول الجوار ، والى الدول العربية والإسلامية ، والى الدول الغربية والاروبية ، فأي زيارة يقوم بها الحكيم إلى إي دولة يكون الترحيب به ترحيب عالي المستوى كاستقبال الرؤساء ، كما أن تاريخيه السياسي والديني يتيح له أن يكون في صدارة السياسيين في العراق ، وبالرغم من وجود 21 نائباً يمثلون كتلته ( المواطن ) ألا أن ثقله السياسي يتعدى ذلك بكثير . اخيراً اعتقد ان الوضع السياسي في العراق يمر بوضع خطير يحتم علينا ، ، لان العراق يمر بمفترق طرق ، خصوصاً في ظل الوضع الإقليمي المتدهور ، وعلى أبناء شعبنا أن يكونوا على قدر عالي من المسؤولية في انتخاب من يمثلهم في خدمتهم ، وتصحيح واقهم السياسي والاجتماعي السيء للنهوض بواقعنا وبناء الدولة العصرية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك