المقالات

هل فشلت زيارة المالكي ..؟


فلاح المشعل

أقترحت زيارة نوري المالكي لأمريكا جملة أمور ينبغي أن تدرك من قبل الطبقة السياسية الحاكمة في العراق ، أبرزها ان الإدارة الأمريكية لن تتنازل عن العراق بكونه صناعة سياسية اصبحت تشكل رقماً في مؤشرات حضورها وتاثيرها في الشرق الأوسط .اسلوب القياس الذي اتضحت مقدماته في اجواءالإستقبال اللاودية للمالكي ومايترتب عليها من مواقف إجرائية مستقبلية ، يوجد مايقابلها في الإدارة الإيرانية ايضاً بصفتها اللاعب الآخر والمنافس للدور الأمريكي في العمق العراقي .الخطأ الإستراتيجي الذي انشكف عراقياً ، إخفاق إدارة مكتب المالكي وطاقمه الإستشاري وكذلك وزارة خارجيته ، في دورين متواليتين ، معنى أن يكون للعراق استراتيجية تضع له إعتبار وقوة وثقل بين الإدارتين المتنازعتين ، الأمريكية والإيرانية ..!أنما اشتغل على مبدأ توافق المصلحتين أو نقطة توازن الطرفين الدوليين الأمريكي الإيراني ، دون حساب ليوم ينتهي به هذا الدور ويكون العراق خارج المعادلة ، وهو مايحصل الآن ، بعد الإنفتاح والتصالح الأمريكي الإيراني .كان الضمان الرئيس والقوي للمالكي في دورتين رئاسية أمضى أكثر من نصفها بدعم كبير من الطرفين ، أن يصنع مصادر قوته من الداخل العراقي ، أي من مشروع نهوض عراقي واستثمار سياسي وإجتماعي واقتصادي وفي السياسة الخارجية ، وتحقيق تحولات نوعية في الحياة العراقية في بسط الأمن وتوفير الخدمات ، وإعادة الثقة للمواطن بدوره وحكومته ومستقبله بدل هذا الصراع والتشكيك والتفرقة وانتشار الجريمة والفساد وتقوية شوكة الإرهاب والعنف وهذه الإنهيارات التي ترافقه ، وكلها تقع في نطاق حكومته الفاشلة الفاسدة .التوبيخات الصادرة عن أعضاء الكونغرس الأمريكي ، وحالة الإزدراء ونبروة الإرشاد التي وجهتها الإدارة الأمريكية للمالكي بصفته تلميذاً غبيا، لم يدركها لا هو ولا فريقه الإستشاري ، لأنهم بلا ذاكرة سياسية ، لأن الذاكرة قرينة العمق السياسي الذي يرصد ذلك ويفقه معنى الإشارات في التعامل الدولي .الأمريكيون لايختلفون عن الإيرانيين في وضع مصلحة بلدهم في المرتبة الأولى ، وقراءة المعطيات الداخلية والخارجية في التعامل مع أي موقف أو حادث دولي ، بصرف النظر عن العلاقة الشخصية أو المبادئ التي يفكر بها صبيان السياسة ..!وماواجه المالكي من قبل الأمريكان سوف يلقى مثيله من قبل الإيرانيين . ولأنه فقد أهمية وجوده داخليا في عمق الأزمات والمشاكل البنيوية التي صنعها للعراقيين في سبع سنوات ونصف ، فأن سياق أعماله ومنهجه الفردي الإستبدادي لن ينجح في إعادة دورة الدكتاتورية ، لأن القرار لم يبق فردياً وداخلياً كما حصل في زمن صدام حسين ، إنما هو محكوم بثلاثة أضلاع رافعه للدور وهي الرصيد الداخلي ، القبول الأمريكي والأقليمي ، اضافة الى الدعم الإيراني ، فقدان الوضع الداخلي أو الوطني هو الأساس أو قاعدة المثلث الذي يقوم عليه الضلعان الآخران ، وهو ماكشفت عنه تفاصيل الإحتجاجات الأمريكية ، وسينسحب على موقف الرفض الإيراني ايضاً لأسوأ إدارة حكومية تتحكم ببلد اسمه العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جاسم
2013-11-04
نعم انهم صبيان السياسة الدولية والاقليمية ولا يعلمون من الحق شيئا 000 انهم لاهون في السرقات والقتل والتفجيرات وكسب الحرام000انهم دمى وقطع شطرنج لشياطين السياسات الدولية والاقليمية \ صح النوم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك