المقالات

هل فشلت زيارة المالكي ..؟

859 16:21:00 2013-11-02

فلاح المشعل

أقترحت زيارة نوري المالكي لأمريكا جملة أمور ينبغي أن تدرك من قبل الطبقة السياسية الحاكمة في العراق ، أبرزها ان الإدارة الأمريكية لن تتنازل عن العراق بكونه صناعة سياسية اصبحت تشكل رقماً في مؤشرات حضورها وتاثيرها في الشرق الأوسط .اسلوب القياس الذي اتضحت مقدماته في اجواءالإستقبال اللاودية للمالكي ومايترتب عليها من مواقف إجرائية مستقبلية ، يوجد مايقابلها في الإدارة الإيرانية ايضاً بصفتها اللاعب الآخر والمنافس للدور الأمريكي في العمق العراقي .الخطأ الإستراتيجي الذي انشكف عراقياً ، إخفاق إدارة مكتب المالكي وطاقمه الإستشاري وكذلك وزارة خارجيته ، في دورين متواليتين ، معنى أن يكون للعراق استراتيجية تضع له إعتبار وقوة وثقل بين الإدارتين المتنازعتين ، الأمريكية والإيرانية ..!أنما اشتغل على مبدأ توافق المصلحتين أو نقطة توازن الطرفين الدوليين الأمريكي الإيراني ، دون حساب ليوم ينتهي به هذا الدور ويكون العراق خارج المعادلة ، وهو مايحصل الآن ، بعد الإنفتاح والتصالح الأمريكي الإيراني .كان الضمان الرئيس والقوي للمالكي في دورتين رئاسية أمضى أكثر من نصفها بدعم كبير من الطرفين ، أن يصنع مصادر قوته من الداخل العراقي ، أي من مشروع نهوض عراقي واستثمار سياسي وإجتماعي واقتصادي وفي السياسة الخارجية ، وتحقيق تحولات نوعية في الحياة العراقية في بسط الأمن وتوفير الخدمات ، وإعادة الثقة للمواطن بدوره وحكومته ومستقبله بدل هذا الصراع والتشكيك والتفرقة وانتشار الجريمة والفساد وتقوية شوكة الإرهاب والعنف وهذه الإنهيارات التي ترافقه ، وكلها تقع في نطاق حكومته الفاشلة الفاسدة .التوبيخات الصادرة عن أعضاء الكونغرس الأمريكي ، وحالة الإزدراء ونبروة الإرشاد التي وجهتها الإدارة الأمريكية للمالكي بصفته تلميذاً غبيا، لم يدركها لا هو ولا فريقه الإستشاري ، لأنهم بلا ذاكرة سياسية ، لأن الذاكرة قرينة العمق السياسي الذي يرصد ذلك ويفقه معنى الإشارات في التعامل الدولي .الأمريكيون لايختلفون عن الإيرانيين في وضع مصلحة بلدهم في المرتبة الأولى ، وقراءة المعطيات الداخلية والخارجية في التعامل مع أي موقف أو حادث دولي ، بصرف النظر عن العلاقة الشخصية أو المبادئ التي يفكر بها صبيان السياسة ..!وماواجه المالكي من قبل الأمريكان سوف يلقى مثيله من قبل الإيرانيين . ولأنه فقد أهمية وجوده داخليا في عمق الأزمات والمشاكل البنيوية التي صنعها للعراقيين في سبع سنوات ونصف ، فأن سياق أعماله ومنهجه الفردي الإستبدادي لن ينجح في إعادة دورة الدكتاتورية ، لأن القرار لم يبق فردياً وداخلياً كما حصل في زمن صدام حسين ، إنما هو محكوم بثلاثة أضلاع رافعه للدور وهي الرصيد الداخلي ، القبول الأمريكي والأقليمي ، اضافة الى الدعم الإيراني ، فقدان الوضع الداخلي أو الوطني هو الأساس أو قاعدة المثلث الذي يقوم عليه الضلعان الآخران ، وهو ماكشفت عنه تفاصيل الإحتجاجات الأمريكية ، وسينسحب على موقف الرفض الإيراني ايضاً لأسوأ إدارة حكومية تتحكم ببلد اسمه العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جاسم
2013-11-04
نعم انهم صبيان السياسة الدولية والاقليمية ولا يعلمون من الحق شيئا 000 انهم لاهون في السرقات والقتل والتفجيرات وكسب الحرام000انهم دمى وقطع شطرنج لشياطين السياسات الدولية والاقليمية \ صح النوم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك