المقالات

رحلة ... الوداع

787 12:20:00 2013-11-02

الحاج هادي العكيلي

كم هي صعبة كلمة الوداع لما تحمله من مشاعر ثقيلة على القلب ، بل على كل الجوارح ، فالوداع هو الوصول إلى النهاية إلى لحظة الفراق وما أصعب فراق الكرسي .لذا بدأ رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة السيد نوري المالكي رحلة العد التنازلي لأيامه في رئاسة مجلس الوزراء ، وكانت المحطة الأولى للرحلة الولايات المتحدة الأمريكية واللقاء ذات الشجون مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونائبه بإيدن بالإضافة إلى المسئولين امريكين آخرين في الحكومة والكونغرس ، عسى الموافقة على دعمه وتأييده لدورة رئاسية ثالثة على الرغم من التنازلات والتوسلات التي عرضها على الإدارة الأمريكية .يقال أن الوداع أربعة أنواع ، يكون أسهل أنواع الوداع وأخفها على النفس هو أن تفارق شخصا أحببته وارتحت له وعشت معه أجمل اللحظات ولكنك تودعه على أمل أن تلقاه مرة أخرى في هذه الدنيا ، مثلاً أن تودع زميلاً في الجامعة بعد التخرج أم جاراً لك في المنزل أو زميل لك في العمل تودعه قبل الفراق وتحتضنه وتأخذ عنوانه وقد تتقابل معه بعد فترة من الزمن . ويكون النوع الثاني من الوداع أشد قسوة وهو وداع الحبيب لأنك تشعر أن الدنيا كلها تودعك، وأنك أصبحت شخص محطماً بلا هوية تبحث عن نفسك بين ذكرياتك تفتش عن لحظة من لحظاتك السعيدة مع من أحببت،لا تفارقك صورة حبيبك دائماً تراها أمامك في كل مكان لتسترجع الذكريات الحلوة والسعيدة والحزينة المؤلمة . فكيف حال الأحبة الذين يودعونا يومياً نتيجة التفجيرات الإرهابية ، فياله من وداع .أنه فراق صعب أذا كان فجأة تراه أمامك جسداً بلا روح ، تناديه ولا يرد عليك ، تتمنى لو أنك حظيت منه بابتسامة أو وصية تسليك باقي العمر ، واحتضنته وضممته إلى صدرك قبل أن يفارقك في هذه المواقف التي تتهشم فيها قلوب الرجال فكيف بقلوب النساء الرقيقة ، فلا يملك الإنسان إلا أن تدمع عينه ويحزن قلبه ويحمده الله على قضاءه وقدره ،فكم فقدنا من أحبتنا الشعب العراقي وودعناهم إلى مثواهم الأخير ليستريحوا من هذه الدنيا ومن هذا الوضع المزي.وأسال الله أن لا يودع أحد منا أحد بهذا الوداع ، أنه الوداع الأخير الذي لا أمل في اللقاء بعد ألا في أرض الحشر .ولكن وجدنا في الحقيقة الملموسة أن من أصعب أنواع الوداع ،هو وداع الكرسي العقيم ، أن كان صغيراً أو كبيراً ، أنه حقاً وداع يقطع القلوب وتسيل الدموع دماً ، أنه وداع السلطة . فبسببه قد شنت حروباً ، وقتل شعب , واستبيحت الأعراض ، ودمرت البلاد ، وجاعت شعوب ، وهلكت ناس ، وسرقت الأموال ، وأعطيت التنازلات ، ومنحت المكافئات، وزادت التوسلات ، وكثرة الرحلات ، وشددت المحادثات ،وتبجحت رجال ،وهربت كغزال ، وأصابها الطوفان الشعبي ، ونفرها الأصدقاء ،فرجعت غائبة الأمل ، تجر أذيال الغيبة ،معلنة الهزيمة مقدماً ، عارفة استحقاقها ، حاسبة أنها رحلة الوداع لهذا المنصب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك