المقالات

العواقب ورفع العقبات

593 00:53:00 2013-11-03

سلام محمد جعّاز العامري

لِكُلِّ عَمَلٌ عواقبهُ, ولا ضَيرَ في أن يَعْمَل من سيقوم بعمل ما باستشارةِ مَنْ هُمْ ذَوو عَقلٍ راشِد حكيم, حتى يُؤَمِّنَ عاقبةَ الأمرِ الذي سيقوم به.يَجبُ على المرء مهما كان إدراكُه, أن يحسب لكلِّ قولٍ وعَمَلٍ حساب, أن يبتعد عن الزَلَلِ ما استطاع, فلا يُلزمنَّ نَفسهُ بما لا يَتَمَكن مِن تحقيقه, حتى لا يَكونَ مَلوماً على كلمةٍ يتفوهُ بها من أجل رفع مكانته, أو مكانةِ من هم ليسوا أهلا للمسؤولية, كذلك أن لا تكون الكلمةُ الصادرةُ من الفمِ جارحةٌ لشخصٍ ما, حتى يأمن على الأقل الغيبة والاستهزاء. "فرحم الله إمرأً جب الغيبة عن نفسه"عندما تَكون لشخصٍ ما مسؤولياتٍ, مع صلاحيات كبيره, وأدوات متعددة, ثم يُلغي كل ما لديه من الآليات, ويوكلها إلى مُقَربيه وينكل أمام الناس بكل أدواته, بل ويحاول أن يُحَجِّمَ دورها, من حيث يعلم أو لا يعلم.وما جَرى في كلماتٍ صَدرَت من رئيسِ الوزراء, القائد العام للقوات المسلحة, لهو استخفاف بكل الأجهزة الأمنية, حيث قال:أن شخصا يعمل (مقاول) لديه ما لديه من أسلحة كاتمه, سيارات مهربه, عقارات في المنطقة الخضراء متجاوز عليها, ومطلوب للدولة بملياراتٍ من الدنانير العراقية, تخافُ أجهزةُ الداخليةِ والدفاع من القبض عليه, مِليونَ شَخصٍ أو يزيد, مابين ضباط ومراتب بالإضافةِ إلى قوات سوات الخاصة به, يتهمها بالجُبنِ والخوف, فيبعث ابنه ليلقي القبض عليه, مع قوة أمنية محتمية بأبوة المالكي له , بينما نحن نرى خروجَ قواتٍ مدَجَجَةٍ بالسلاح والعتاد الحي, لمقابلة تظاهراتٍ سِلميةٍ مُطالبةٍ بِحقٍ وطني, لإرجاعِ حقٍ من حقوقِ المواطن كالكهرباء أو محاولة استرداد ما سرق من أموالهم.فبدلا من أن يقوم بطمأنة المواطن لامتلاكه قوة رادعة للفساد والمفسدين قام من حيث يعلم أولا يعلم بإحباط لوزارتين سياديتين والاستعاضة عنها (بحمود) الشاب الذي يريد أن يؤهله للقيادة بديلا ليس عنه فقط بل عن كل سيادة العراق وهيبة جيشه وقوات ألداخليه.غير مكترث بعواقب نتائج أقواله الساذجة التي لا تنطلي على أصغر مواطن, فسرعان ما تم الكشف أن ما قام به ابن المالكي هو من ثلاثة سنين وإن المقاول المقصود يمتلك شركات أمنية مسئولة عن حماية المنطقة الخضراء, مطارات النجف والموصل ..الخ, بالإضافةِ إلى تسلمه بعض المشاريع كبوابة بغداد السكني في مطار المثنى وغيرها, الذي لم يبنى به حجر واحد لعدم استلامه الأرض من قبل الوحدات العسكرية التي لت تنفذ أمر القائد بالإخلاء. ما هو سبب إثارة هذه البطولات الخارقة في هذه الأيام؟ ولم لا يصرح عنها في حينها؟ لاسيما انه شخصٌ واحد, على ما يبدو متأكَدٌ من فساده, إنها الحملة الانتخابية وقربها, لعدمِ وجود إنجازات ملموسة من قبل الحكومة, جعلها تؤلف قصصا من الأفلام, الشبيهةِ بالهنديةِ, ممزوجةً بالبطولاتِ لحكام الدكتاتورية, عندما كان يذهب (عدي) إبان الحرب على إيران ليحرر منطقة ما, حسب البياناتِ ألصداميه, والفرقُ بينَ المالكي وصدام أن الثاني كان يصدر البيان حينَ الحدثْ, بينما الأول بعد سنوات, فلا هو بحكم فردي ولا حاكمٍ بالدستور, بل هجين بين ذا وذاك, يحاول جاهدا أن يتمسكَ بعرشٍ أوقع الآلاف قبله, ومقولته المعروفة"بعد ما ننطيها". تنافي سياسةَ العراق ودستوره.من جانبٍ آخر طرح أحد القادة شعارا, يستحقُّ الوقوف عنده لأهميته, (شَعبٌ لا نخدمُه لا نَستَحقُّ أن نمثِله), فالخدمة هي المقياس, لا البطولات الوهمية, أو المراوغةِ والاستخفاف ببناءِ المؤسسات, بالأخص الأمنية منها.إن الكلمة يحاسب عليها المواطن عاجلا أو آجلا فمن ينطق بكلمة يجب أن يفهم أن بالمقابل يوجد مستمعين ومحللين فلا تطلق الكلمات والجمل جُزافاً, و"نحن" كما في "محافظتي أولا", قال العرب قديما فإن أنت أكرمت الكريم ملكته-وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا, فيا أيها المُرشحون, كونوا كُرماء, فالمواطن قد أثبت كرمه في الانتخابات السابقة, ولا تكونوا متصفين باللؤم بعد كرم السيد المنتخب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك