المقالات

نوري المالكي / اعمل او استقل وإلا ورث حمودي

886 17:43:00 2013-11-03

الشيخ حسن الراشد

الأمن في العالم أساس النهضة والتقدم والرخاء، والأمن واجهة الحضارة للصعود وهو عبارة عن منظومة متكاملة يتداخل فيها الأمن الاقتصادي مع الامن السياسي ومثله الأمن الاجتماعي والثقافي .

وقد قيل ان أوروبا لم يتقدم للصدارة في مجال العلوم والتكنولوجيا والحضارة البشرية الا بعد ان استتب الامن في ربوعها ونزعت من أبناءها شرور الحقد والكراهية والفرقة وحلت محلها أواصر المحبة والتعاون والحرص على امن البلاد والعباد .

وللامن مفهوم واحد وهو (( امن الحياة البشرية)) بكل أبعاده ومستوياته ، ويأتي امن الفرد وآمن المجتمع على قمة اهتمامات الامم والدول المتحضرة حيث ان امن المجتمع من امن الفرد والعكس أيضاً صحيح ، وعندما يفتقد اي بلد مقومات توفير الامن للفرد وحماية حياته وممتلكاته وأسرته فان ذلك مؤشر خطير على وجود أزمة بنوية في المنظومة الأمنية الجمعية يشترك في المسؤولية عنها الفرد والدولة وتقع بالدرجة الأولى على عاتق شخص الحاكم ولذلك نجد في البلدان التي يتحمل فيها أفراد المجتمع المسؤولية ان اي اهتزاز امني في اي جانب من جوانب الحياة وخاصة على مستوى الامن الفردي او الجماعي يحاسب شخص الحاكم او من ينوب عنه في إدارة الملف الأمني بل قد يستقيل أعلى مسؤول او رئيس من مقامه ارضاءا لشعبه وبغية إيجاد فرص بديلة تكفل عدم تكرار الظاهرة .وقد جاء في القران الكريم ما يربط بين أمرين مهمين الامن الاجتماعي الاقتصادي والأمن الفردي وجعل الواحد يكمل الثاني وقدم الامن الاقتصادي بحيث يكون الامن الفردي رديفا مباشرا له .يقول الرب العظيم في كتابه الكريم (( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمن هم من خوف)).العراق في ظل حكومة المالكي تعرض ويتعرض لأكبر هزة أمنية لم يمر بها العراق طوال تاريخه الحديث وحتى القديم حيث ان البلد اصبح ليس فقط مكشوفا أمام العدوا الداخلي والخارجي وانما سلبت منه القدرة حتى على حماية امن الفرد وبيته ( ممتلكاته ) ورزقه وحتى امنه العبادي والفكري بحيث الواحد غدى يتعرض للتهديد بالقتل والابادة فيما لو مارس طقسا عباديا لا يروق للاخر المتربص وقد نشرت في الاونة الاخيرة مجاميع فوضوية وعابثة بالامن ومحسوبة على اجندات اجنبية بيانات تهدد كل من يمارس شعيرة دينية باستهدافه في حياته ورزقه وتدمير منزله وهذا يعني ان البلد يعيش ازمة امنية خطيرة يتحمل من يمسك بيده خيوط الوزارات الامنية وملفاتها المسؤولية الكاملة ويجب ان يحاسبه الشعب .فهل يعقل ان يستهدف الارهاب الاعمى والقتلة خلال دقائق معدودة بعشرة من السيارات المفخخة او اكثر مدينة كبغداد دون ان يوقف( رجال الامن ) واحدة منها ؟؟

لماذا الارهاب يصيب المواطن وبكثافة ولم نسمع عن مقتل مسؤول سياسي واحد منذ بدء الموجة الإرهابية الجديدة ؟

لماذا استطاع هؤلاء ممن يسمون انفسهم برجال الامن او حتى شخص المالكي منع وصول تلك المفخخات الى منطقة الخضراء ولم يستطع ايقافها في استهداف مناطق اخرى رغم كثرتها وتكرارها وبشكل شبه يومي ؟؟هناك ثمة خلل داخل جهاز الحاكم وآلية الحكم يبدأ بشخص المالكي وطاقم حكومته وهما المعنيان بالدرجة الأولى بأمر الامن .وفي ظل غياب الحل السياسي وتعنت الحاكم وحبه لولاية ثالثة و فقدان البلد لقيادات مخلصة وشجاعة فان اي برنامج سياسي يكون مصيره الفشل .ان عجز المؤسسات الأمنية عن القيام بدورها في حماية أرواح الناس وممتلكاتهم وفشلها في توفير الامن لدليل صارخ على فشل مشروع السياسي للمالكي وحزبه وانعكاس لعجزه عن تقديم اي برنامج سياسي ناجح يحظى بقبول كل الأطراف وشركاء الوطن .فهو ليس فقط عاجز عن احتواء السنة و تقديم حلول لوقف انزلاق هذه الشريحة نحو خسارة مستقبلهم السياسي في العراق والغرق في مستنقع التطرف والارتهان لأجندة القاعدة والدول الساعية لجعل السنة جسرا لها وإنما أيضاً فشل في لم الأطراف الشيعية ودق الاسفين بينها وخلق من الكثير منها أعداء له بفعل ممارسات خاطئة وسياسات رعناء لم تضع مصلحة العراق وشعبه وأمنه في سلم الأولويات .والحل لن يكون عبر ان يسعى لتجديد ولايته لفترة ثالثة و رابعة والتشبث بكرسي الرياسة وترك مصير الناس للمجهول يقوده الارهاب الأعمى والانهيارات المستمرة في الوضع الأمني ولا عبر تكريس أمن منطقة الخضراء وأمنه الشخصي فهذا لن يتم حيث من كان عاجزا عن توفير الامن للمجتمع وممتلكات الناس وارزاقهم وفاشل في وقف مسلسل القتل والإرهاب وإراقة الدماء فهو سوف يكون أعجز حتى في حماية نفسه والدائرة التي من حوله ..فالعراق في امس الحاجة للأمن والازدهار لا لصدام جديد ..

ان الحل لن يكون الا عبر مشروع سياسي يشترك في صياغته كل شركاء الوطن وهذا المشروع يجب ان يدعى اليه كل الأطراف والشرائح والأطياف دون إقصاء من خلال مؤتمر تمهيدي يكون طريقا لمؤتمر أوسع يضع خارطة طريق واضحة المعالم تعكس رغبات الشعب وتطلعاته في حياة يسودها الامن والاستقرار .اما استجداء الحلول من وراء البحار وتجاهل أساس المشكلة والمتمثلة في غياب المشروع السياسي الناجح الذي يحاكي الوضع العراقي فان مصيرها ليس فقط الفشل بل ضياع العراق او العودة إلى المربع الأول .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-11-03
الحفاظ على الحكم ضرورة مهمة وعلى الشعب حماية نفسه بالهجوم على الأعداء الصداميين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك