المقالات

ألسعودية ليست ليبيا


حميد الموسوي

ما الذي يجعل الطغاة واثقين ومطمئنين حد البلادة؟ما الذي يدفعهم للتشبث والتمسك بالسلطة متعامين متغابين عما حصل ويحصل لأشباههم وأقرانهم الماضين والمعاصرين؟لماذا يتحولون الى عميًّ ذوي ابصار، صم ذوي اسماع، بكم ذوي كلام همل ذوي عقول عند انفجار البراكين، واشتداد العواصف وانتفاضات الشعوب؟قال احد ملوك العرب ايام تورط العراق في حرب الخليج بعد ان صم صدام اذنيه واغمض عينيه عن كل النصائح والنداءات العالمية والعربية: "هل صدام ما يفهم او ليس عنده عقل؟! واجاب بنفسه على استفهامه التعجبي الانكاري: لا... صدام عاقل وحيل يفتهم لكن الله راد أيفين حظو"!.وقال احد كبار المفكرين المصريين- تربطه علاقة صداقة بالرئيس المرغوم على الاستقالة محمد حسني مبارك- يريس تدارك الأمور وفاجئ شعبك بتغييرات دستورية وارفع حالة الطوارئ وحسن الظروف المعاشية لتدخل التاريخ العربي من اوسع ابوابه- "كان ذلك مع اول شرارة ثورة الياسمين في تونس" - اجابه الريس المسيطر والوردة بكل صلف وسخرية: مش عايز تاريخ ولا جغرافية!.ومع اشتعال ثورة الياسمين قال الناصحون لوزير خارجية مبارك( افندم ابو الغيط راعوا الله بالغلابة شرارة تونس حتحرئنا).قال ابو الخيط بعنجهية سيده: "د. كلام فاظي"!فلما هب شباب ثورة اللوتس محطمين جدار الخوف معلنين تصميمهم على ازاحة الفرعون المعطوب، قال مسؤول مسيطر آخر: "دول شوية شباب صيّع"!وقبل هؤلاء قال زينهم عن شهداء الشرارة الاولى في سيدي بوزيد "مين قال لهم أحرقوا حالكم.. هم يائسون برشا.."وبعدها قدم التنازل تلو التنازل في ثلاثية كلامية فجة معيبة ثم لاذ بالفرار!.المصادفة ان مبارك قلده في ثلاث وترك الرابعة حتى لايحاسب بجريمة سرقة ابداع الاخرين!.ثم تبعه عبد الله صالح الذي قال للجاهير اليمانية ( اتركوا هاي الاسطوانة المشخوطة ..من كال انا اصفر العداد ).وبعدها تبعه القذافي الذي وصف الجماهير بالجرذان فتحول جرذا مسخا.. وكأنها اللعنة.. تربط الطغاة بمنهج واحد وتسلكهم بسلسلة واحدة يحتكمون لمنطق البطش ويتكئون على اجهزتهم القمعية، وينخدعون بتصور ساذج حيث يصفون زحوف الجماهير: غوغاء.. زعاطيط.. صيّع.. يائسون. استهانة واستخفافا واحتقارا وكأنهم هوام ومخلوقات لاتنتمي لهم.ومادروا.. او دروا وتجاهلوا : ان من جراح هؤلاء ينز البلسم حين يظامون ويحرمون. من اكواخهم تنطلق الطاقات وتتفجر الثورات ،هم وقود التحرر وانتم قاطفوا ثماره..هم صناع التاريخ وانتم مختلسوه.قالو ان العراق ليس افغانستان، وقالوا تونس ليست العراق، وقالوا مصر ليست تونس وقالوا اليمن ليست مصر، وقالوا ليبيا ليست اليمن ، ويقولون السعودية ليست ليبيا ،وسيقولون قطر ليست السعودية ، والبحرين ليست قطر .. فأرتقب انهم مرتقبون !!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك