المقالات

إطروحة الحكيم وجواب المالكي


واثق الجابري

حصرتشريع قانون الإنتخابات بوقت محرج لغرض التعطيل المقصود، مثال لسلسلة إجراءات الدولة من مختلف السلطات والجهات السياسية، لم يكن لسبب موضوعي؛ إنما يحصر في زواية المزايدات والمقايضات والإملاءات، عراقيل طالما جعلت الدولة على حافة هاوية كارثية، بسبب الإطماع السياسية والحصول على أكثر المنافع من التشريع والتنفيذ، بغية التقرب أكثر من مصدر القرار والقدرة على تحقيق المأرب البعيدة عن ما يصبو له المواطن، كتل وأحزاب وشخصيات سياسية وحكومية وبرلمانية، لاهم لها سوى الحيازة على أوسع ما يمكن من الصلاحيات، بعيدة كل البعد عن إنعكاسات الإفعال السياسية المخيبة للأمال على الواقع.مجمل الصراعات سلطوية حزبية فئوية، نتاجها خطورة منعطفات الإستقرار الأمني والإقتصادي والإجتماعي، رُسخَ مفهوم الفساد الإداري وتلكأت المشاريع وتراجعت الخدمة للمواطن، وغضت الطرف عن الكثير خلال صفقات متبادلة وتحالفات.السيد عمار الحكيم في مواقف كثيرة شدد على أهمية خدمة المواطن وإطلاق المشاريع والمبادرات، التي لم يأخذ معظمها حيز التطبيق للحسابات السياسية، مراراً وتكراراً بإشارات بالغة الأهمية والحكمة، وجه النقد البناء للأداء الحكومي والمؤوسسي والروتين، وتأثير ذلك على مصالح المواطن، قال في كلمة مؤتمر المبلغين والمبلغات المنعقد في النجف: إنه لن يشارك بأي إئتلاف حكومي لايضع مصلحة الوطن والمواطن في مركز برنامجه وأهتمامه وعمله،الحكيم لم يشارك في الحكومة السابقة، رغم دعمه بناء الدولة والحكومة، وكان يعتقد مصير الحكومة فشل لا يكون شريك فيه، أول كيان سياسي قدم نائب رئيس جمهورية الإستقالة، ربما هذا الفعل غريب في العرف السياسي العراقي الحالي، حينما تتَدخل المحسوبيات والحسابات الحزبية في أدنى الوظائف الحكومية، والوزرات مقاطعات حزبية كاملة مملوكة للوزير وأعوانه، في نفس الوقت رفض سحب الثقة عن الحكومة لمجهولية النتائج والخوف من إنحدار العراق الى الهاوية، وقدم الاطروحات الكثرة التي تخص كل نواحي الحياة العراقية.السيد المالكي في زيارته الأخيرة الى واشنطن، قال ما يتكرر في مؤتمراته الصجفية، حينما تم سؤاله من معهد السلام الأمريكي عن الولاية الثالثة، نفس الجواب التقليدي: الأمر متروك للإرادة الشعبية والمنصب متعب، ظهر من الكلام الرغبة بالبقاء وأكثر تخندقاً، خلال الحملات لتفريغ السلطات من غير الموالين له، إمتداد لإرث تهميش المؤوسسات ومصادرة القرار وتمزيق النسيج الإجتماعي.المراقبون والمتابعون للشأن السياسي العراقي ، يشيرون الى حالة من العنف والإضطراب غير مسبوق في الأسابيع الاخيرة، وإن العملية السياسية باتت في عداد الموت السريري، الخلافات متجذرة حتى بين المكون الواحد.إستمرار العملية السياسية على المحاصصة الطائفية والقومية والمناطقية، سوف تجر البلاد الى حرب أهلية، تُرَجح الأسباب الى الساسة المتصدرين للمشهد السياسي، بإنهم لم يستوعبوا الازمة، او إن ادامتها يصب في مكاسبهم الإنتخابية، يشرع الأبواب للفساد تحت مسميات مؤتمرات المصالحة والإسناد والتعويضات.يؤكد ذلك اكثر من مسؤول إن ملفات الفساد خضعت للمحاصصة ، حينما يدّعون المقايضات، على ماذا يقايض مَنْ لا توجد ضده ملفات؟ صرح بذلك كبار رجال الدولة بما فيهم السيد المالكي، بإطلاعه على ملفات الفساد والإرهاب التي تدين بعض المسؤولين، والخوف على المحاصصة جعل غض الطرف صفة غالبة، ولكن هذا لا يكفي مقابل الملفات الخطيرة، والتذرع بالخوف على العملية السياسية!إنغماس بعض الكتل السياسية بملفات الفساد وطمعها بالسلطة لا يمنعها أقامة تحالفات على أسس مصلحية بعيدة عن الوطنية.طبيعة التركيبة العراقية تفرض تحالفات لتشكيل الحكومة المقبلة، ورسم خارطة طريق للمستقبل العراقي يؤسس لحقبة كاملة، نتيجة طبيعة التحركات ورسم الخرائط الجديدة في المنطقة الاقليمية، دعوة السيد عمار الحكيم عدم المشاركة بأي أئتلاف حكومي لا يضع مصلحة الوطن والمواطن في برنامجه وإهتمامه، يعزز مقولاته في إن الخدمة شرط مشروعية تمثيل المواطن، والتركيز على البرامج وليس الأشخاص.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك