المقالات

{ولادة النحر}

611 10:20:00 2013-11-05

طالب عباس الظاهر

" نص"(1)عند ضفاف جرحك.. جرح السماء، ستجفُّ خجلاً يا مولاي الجراح، وعند حدود عاشورائك.. مُدميةَ قلوب الأنبياء، ستقف مبهورة يا سيدي الأزمان، وعند تخوم قدس أرضك.. مهوى أفئدة الأولياء، ستنتهي المسافات، وعند سخاء جودك.. ألـ( ليس) له انتهاء.. سيعقم رحم التضحيات. إذ لا يوم كيومك سيدي يا أبا عبد الله، ولا مصاب كمصابك مولاي يا أبا الشهداء، فلم يكن لأحدٍ حق اختزال نهضتك الخالدة بسويعات يوم عاشوراء.. بيد إن أحداث عاشوراء هي من اختزلت الزمن برمته.(2)من أين أبدأ سيدي.. والبداية صارت ختاماً، وبمَ أختم.. والنهاية أضحت في ملحمة الطف ابتداء؛ فولدت من نحرك ثانيةً عند الظهيرة من يوم عاشوراء، مطروحاً فوق الرمضاء من أرض كربلاء ، فصار سفرك الخالد عنواناً للحياة، و أضحى جرحك الوضاء نبراساً للنجاة، فمَن سواك يا مولاي يا أبا الشهداء سكن الخلد دمه، واقشعرت لسفكه أظلة العرش، وبكت مصيبته الراتبة بدل الدموع دماً.. عيون الخلائق، ومقل السماء.. من؟!(3)قد ظنوا بقتلك سيدي يا أبا الأحرار إنهم يردوك الفناء، وما حسبوا - يا بؤسهم - إن شهادتك ستغدو واهبة الحياة، وإنهم استطاعوا منك .. فداروا بحوافر حقدهم الأسود، وضغينتهم الصفراء على أشلاء الجسد المرمل بالدماء، ثم داروا .. وداروا.. ودا ... رو........!ليخفوا أي أثر لجريمتهم، وجريرتهم النكراء تلك الملطخة بالسخام وجه التاريخ البشري على هذي الأرض؛ فانقلب المكر على الماكر.. وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ؛ فطلعت لهم يانع ورد أحمر قان، يشرئب من سويداء القلب، معشوشباً في ضمائر الملايين كغابات يقين.(4)لم يكن لسخاء بَذلِكَ هنالك نظير، ولن يصل لشحّ فعل قاتليك في الأفعال شبيه.. حتى بلغ الاستكثار برشفة ماء - لا غير- على رضيعك العطشان..! فسقوه حرارة سهم غادر حزّ منه المنحر.دمك المسفوك ظلماً فوق رمضاء الطفوف، قد أينع غابات عشق إلهي في صحراء القلوب، وواحات حزن نضر في دهاليز الضمير، فراح يزكو علواً في أرواح العاشقين.(5)مَن مثلك ضحى لله بكل ما يملك.. ولم يتوقف؟ وذٌبح رضيعه بين يديه من الوريد الى الوريد.. ولم يهتز؟ من مثلك استطال رحمة حتى بأعدائه.. فبكى اشفاقاً عليهم؟ ومن مثلك تعجبت من صبره ملائكة السماء؟ ومن مثلك ظل صوتاً.. ولم يخبُ مثل الصدى؟! فمن مثلك.. من .......!!(6)قتلوك فرداً.. فأضحيت حشوداً مليونيه، وقتلوه جسداً.. فتساميت الى تجسيدٍ حيٍّ للرسالة، وقتلوك شخصاً.. فتحوّلت الى شاخص وضاء.. ينير دروب التائهين، وسفينة نجاة في أوج هياج طوفان الفتن، وقتلوك حقداً حينما قالوا:" إنما نقتلك بغضاً بأبيك"؛ فغدوت رمزاً لأطهر حب، وأسمى عشق يمكن أن يعرفه الوجود.وحينما رفعوا رأسك فوق الرمح؛ صار مئذنة تصدح بـ(الله أكبر) في كل حين، وتتلى منها آيات القرآن الكريم.(7)عجزت اللغة عن الوصول إليك، وتحيّرت الكلمات في رحبتيك، وتاهت الحروف عند شاطئيك، فسلام عليك، وأنت السلام، ومنك السلام، وإليك السلام .. فمضيت تجوب آفاق السماء وأقطار الأرض، راية بيضاء.. نقية كالضياء، بيد إنها ستبقى مخضبة بالدم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك