الحاج هادي العكيلي
قد تنطبق تلك اللعبة التي كنا نلعبها في صغرنا ، وكانت تجيدها الفتيات أكثر من الفتيان ، وهي عبارة عن خرز بلاستكية توضع بكمية معينة من التراب وبعد خلط التراب بالخرز لكي تخفيها تقسم إلى أكوام ( مجاميع ) فيختار أحد المجاميع عسى أن تظهر في مجموعته خرزة ويعتبر فائز .وقد يتذكرها الكبار لأنها انقرضت نتيجة للتطور التكنولوجيا بتوفر الألعاب الكترونية . ولكن البرلمانيون حنوا لتلك اللعبة ليجددوها لأنهم كلهم من النوع القديم بعد أن ملوا من الألعاب الكترونية البرلمانية .وهكذا أصبح البرلمانيون في العراق يمتثلون للعب لعبة ( طم خريزه ) عسى أن يحصل على مكسب في مجموعة تحالفه . فيخلقون الصراعات والخلافات السياسية والطائفية ويهددون بالمقاطعة والانسحاب من العملية السياسية من أجل أن يعيش البلد في فوضى عارمة تسودها أنهاراً من دماء الشعب العراقي لا يتوقف جريانها إلا بالسيطرة على مقدرات هذا البلد ، ويبقى الشعب تائه يتفرج على لعبة البرلمانيين التي ضجرها وملئها الشعب وأصبحت لعبة قديمة عفا عنها الزمن ومن يلعبها مكشوف للشعب العراقي .أن ما يحدث من صراع سياسي في مجلس النواب العراقي ليس لتقديم الخدمة للشعب ، وإنما من أجل توفير فرصة استغلال للعودة للجلوس في المجلس مرة ثانية أو ثالثة ، بتفصيل قانون الانتخابات وفق إلية تؤهله بالعودة إلى مجلس النواب بمقاعد أكثر من هو عليه اليوم ، لكي يضمن الحصول على كم وزارة لخدمة حزبه وأنصار حزبه . لقد أنفضت اللعبة القذرة التي أرادت بعض الكتل السياسية البرلمانية أن تلعبها بحصولها على مقعد أو أكثر متناسية وصية المرجعية بعدم زيادة مقاعد البرلمان لدورة البرلمانية القادمة إلا بعد أجراء التعداد السكاني ، ولكن كتلة التحالف الكردستاني التي أصرت على عدم تمرير قانون الانتخابات إلا بحصولها على ثلاثة خرزة ضمن اللعبة التي لعبتها في مجلس النواب وألا تأخر أجراء الانتخابات والتي تغازلها من بُعد دولة القانون . لقد تعرضت العملية السياسية إلى انتكاسات على مر السنوات السابقة نتيجة سوء أدارة الدولة على مختلف سلطاتها (( التنفيذية - التشريعية - القضائية )) مما جعل المواطن في حيرة من أمره بين رافضاً قوياً لتلك السياسات التي أوصلت البلد إلى حالات الانهيار في جميع المجالات وخاصة في المجال الأمني ، وبين حال المواطن المتفرج على هذا الوضع السيئ الذي ينتظر حالة التغيير نحو الأفضل بتغيير وجوه السياسة الحاليين عسى أن يكون في أحس حال من الحالة التي هو فيها . وهذا يتطلب منه أن يسعى من اليوم أن يختار ويدعم تلك الشخصيات التي يجدها قادرة على تغيير حالته نحو الأحسن .ونحن نقول له لا نسمح لك أن تبقى متفرجاً ، لان التفرج سيؤدي لوقوع الفأس في الرأس ولا يفيد الندم . وبين حال المواطن المستفيد من هذا الوضع لتمرير سياسته المفسدة باستمرار منافعه الشخصية ، فأنه أحس بأن أغلبية الشعب بدأ يرفض هذا الوضع ،وأن موقفه أصبح محرجاً لا يفكر إلا بالهروب من البلد ، فقد بدأ بنقل أمواله إلى الخارج وتأمين له سكن وتهيئة أموره هناك . لان الوضع الذي يعيشه اليوم لا يمكن أن يبقى هكذا بعد 30 / 4 / 2014 ، فأن الأمور سوف تتغير مهما حاول المتشبثين بالسلطة بالبقاء ، لآن جميع ألعابهم انكشفت وأخرها لعبة ( طَم خريزه ) .
https://telegram.me/buratha