المقالات

الناصرية ليس لها شبيه...__________...لكن عادل على سر ابيه

881 21:10:00 2013-11-06

ادريس الحمداني

لا يختلف اثنان في ان مدينة الناصرية من المدن العراقية الحضارية والتي تمتلك جذورا ضاربة في اعماق التاريخ ..كيف لا وهي التي قامت عليها حضارات(اور ) (واريدو ) و(لارسا ) و(اوروك ) والاخيرة يعتقد انها مصدر اسم العراق الذي اقتبس منها .لقد تلاقحت في هذا الموضع ذرى العبقرية العراقية في (سومر واكد والكلدان ) ومن هذا خرجت الديانات حيث خرج ابراهيم الخليل عام 1805قبل الميلاد من بقاع الناصرية لنشر الفكر التوحيدي الذي تكرس بالديانات الثلاث وعم الارض حتى يومنا هذا .وعندما سطع نور الاسلام كان لهذه الارض شرف وقوع اول المواجهات لنشر الدين خارج الجزيرة العربية وقد اسماها العرب (ذي قار ) وهي صفة لاراضيها التي تنضح بالنفط والقار ..ثم قامت على مقربتها البصرة والكوفة اول حاضرتين اسلاميتين ....وفي القرون الثلاث المتاخرة اطلق عليها المنتفق وهو اتحاد عشائري مركزه امارة تمتد سلطتها حتى قطر اليوم وتتحكم في جل جنوب العراق .وهنالك روايات في سبب تسميتها بالمنتفق لا مجال لذكرها الان لذلك فان جميع الكتاب والمؤرخين الذين تناولوا تاريخ الناصرية قد اكدوا انها مدينة تاريخ ومدينة رجال ومواقف وطنية مشرفة .........فالتاريخ يكشف لنا صفحات مشرقة لاهالي هذه المدينة المعطاء فقد طالعت قبل فترة بحثا مخطوطا للكاتب والاعلامي عدنان عبد غركان سماه (الاسباب التي دعت الى استقالة نواب المنتفق من اول مجلس تشريعي في العراق )..اذ ذكر فيه عندما تم تنصيبالملك فيصل الاول ملكا على العراق في 23اب 1921 ا قيم حفل لتتويجه ليلقي خطابا جاء فيه (ان اول عمل اقوم به هو مباشرة الانتخابات وجمع المجلس التاسيسي ولتعلم الامة ان مجلسها هو الذي سيضع بمشورتي دستور استقلالها على قواعد الحكومات السياسية الديمقراطية) كما ان العراقيين اشترطوا في بيعتهم للملك فيصل الاول ان يعقد المؤتمر العام خلال ثلاثة اشهر من تاريخ تتويجه ليضع دستور المملكة ويقر قانون الانتخاب ..وقد طالبت القوى الوطنية بانتخابات ديمقراطية وان تطلق حرية الصحافة لتمارس دورها في مرحلة الانتخابات وتشكيل حكومة وطنية تضمن استقلال العراق بعيدا عن التدخل الاجنبي ومقترحات (تشرشل )باجراء انتخابات من اجل المصادقة على المعاهدة العراقية البريطانية من قبل المجلس التاسيسي ..مضت الحكومة العراقية وبتوجيه من المندوب السامي البريطاني بتنفيذ خطوات اجراء الانتخابات والتي مرت بمرحلتين الاولى تبدا من 24 تشرين الاول 1922 وحتى توقفها .والثانية تبدا من 12تموز 1923فاصرت الارادة الملكية باجراء انتخابات المجلس التاسيسي يوم 24 تشرين الاول 1922والتي اوكلت له عدة مهام هي اقرار القانون الاساسي للملكية وقانون المجلس النيابي والمصادقة على المعاهدة العراقية البريطانية لقد لجات الحكومة العراقية والمندوب البريطاني الى عمل اساليب ملتوية من اجل تحقيق تشكيل المجلس التاسيسي فقد قام الملك فيصل بجولات شملت معظم المدن العراقية يحث الجميع للادلاء باصواتهم في الانتخابات وقد شملت تلك الجولات مدينة الناصرية اذ وصلها في حزيران 1923بصحبة وزير العدلية ناجي السويدي وفي هذه الزيارة كان الملك يحث الاخرين على ممارسة حق الانتخابات ولكن على الطريقة البريطانية وهي طريقة الانتقاء من اجل تمرير المعاهدة .......................اذ تم اجراء الانتخابات وتم تسمية (95)عضوا كان من بينهم (9)اعضاء من لواء المنتفق هم السيد عبد المهدي _الشيخ موحان الخير الله_الشيخ منشد الحبيب _عبد اللطيف جلبي المعروف _محسن حسن حيدر _عبد الكريم السبتي _الشيخ زامل المناع _وقبل افتتاح المجلس اغتيل عبد الكريم السبتي واستقال كل من السيد عبد المهدي والشيخ موحان الخير الله ومحمد حسن حيدر فانتخب عوضا عن المتوفين والمستقيلين كل من (قريش بن علي _الشيخ كاطع البطي _محمد حسن الموسى _وميرزا محمد )اذ كان لصدور الفتاوي الشرعية من قبل علماء الدين الاثر الكبير في استقالة كل من السيد عبد المهدي والشيخ موحان الخير الله والوجيه محمد حسن حيدر وما يتمتع به هؤلاء من وعي ديني فقد كان السيد عبد المهدي رسول العلماء ابان ثورة العشرين الخالدة كما كان القناة الموصلة بين العلماء ورجال السياسة في بغداد وكربلاء والنجف وله اواصر صداقة قوية مع الشيخ موحان الخير الله والوجيه محمد حسن حيدر وهو من عائلة ذات وعي ديني وحس وطني ...وهذا ما ادى الى تقديم استقالة الثلاث من مناصبهم نتيجة اتخاذ الحكومة لاجراءات تعسفية ضد المعارضين من رجال الدين والساسة الوطنيين في نهاية حزيران عام 1923........... وفي موضوع الاستقالة يبرز الشبه الكبير بين السيد عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية السابق الذي قدم استقالته بناءا على طلب المرجعية الدينية وبين والده السيد عبد المهدي الذي استقال مع زملائة موحان الخير الله ومحمد حسن حيدر .وبهذا نقول ان الاستقالة خطوة جريئة لا يقدم عليها الا من كان ذا وعي وطني وديني او لديه عامل وراثي يدفعه لذلك وهذا ما فعله السيد عادل عبد المهدي حين قدم استقالته لتكتب عنه الصحف العالمية والعربية والعراقية جميعا عناوينا شتى كان اجملها .......قالها وفعلها .........لذلك نقول الان ان الناصرية مدينة ليس لها شبيه ...........لكن عادل على سر ابيه.................فهنيئا للناصرية رجالها .....وهنيئا لزجال الناصرية تاريخها الناصع .......................

ادريس الحمداني

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك