المقالات

لا أمان بلا رايات..!

741 00:26:00 2013-11-07

محمد الحسن

عشق الأرض, وعقيدة الإنتماء؛ سر عظيم يُكتشف في لحظات التجلي الكامل للحقيقة, وتلك حالة لن تحدث بتجارب العقول ومنطقها؛ إنما التضحية التي تتحول إلى حياة وحرية, هي وحدها التي تعرّي كل دجل البشر, وتظهر الحق المطلق..الحسين, تتجدد ذكراه كدنيا من المفاهيم الإلهية الشاملة, عبر قرون طويلة, ينزف ذلك الجُرح النبوي, حتى تحوّل -بفضل الطغاة أحياناً- إلى صوتٍ يشنّف مسامع الجميع, لا فرق بين أتباع ملة وأخرى في الإستئناس به, لأنه صوت الحق الذي يسعى للإنسان كقيمة عليا..ومن غير الحسين يفعلها؟ لا أجد ملاذاً أكثر أمنا من ذكراه؛ به تطمئن النفوس ولا تعبأ بما يحصل بعد ذلك. عندما نرى رايات المجد تخفق في سماء العراق نشعر بهدوء, ورغبة عارمة في البقاء, والنظر, وكأنها "حمامات فكتوريا" ترفرف بإجنحتها مرتّلة دعاء الإنعتاق..رغم إنها -الرايات- تدّلُّ على طيف مستهدف بمفخخات الحقد الوهابي حيث تثير هلعه, غير إنها قرائن للأمان والسلام!..صورة لا تقبل الشك؛ الحسين ينتصر كل عام, نصرٌ يُخلّد, ميزة لا يحققها إلا الأنبياء وواريثهم.إننا إذ نطمئن بآثار الحسين وذكراه, فهي دلالة على إنتصار الدم, وهزيمة البغي..حاجز الخوف يتكسّر بخفقان تلك الرايات المعانقة لشمسِ الحرية..خيبة الموت, وفشله, واضحة تحت تلك الأعلام الثائرة على الباطل والمتطلعة إلى الكرامة الموهوبة من الله. ليس مصداقاً ل(هذا ما وجدنا عليه آباءنا..)؛ إنما هي الكرامة الإنسانية المختزلة بتلك الدماء الطاهرة التي تفور في عاشوراء, هذا ما يقوله, المسيحي, والصابئي, واليهودي قبل المسلم, بالحسين نعيش ونحسّ بالسعادة وطعم الحياة, وليجرّب من لا يؤمن."ومثلي لا يبايع مثله" نبراساً لإزدراء الدونية, والخسّة, والقذارة, وكما قال صديقي الطبيب المسيحي: "إن الحسين (ع) عندما أطلق تلك الكلمة فهو يعني بها: إن يزيد قاذورة لا يمت للرجولة والإنسانية بصلة وأنا أستنكف تسميته حتى"..فكيف نخشى والحسين ينتصر على الشر المطلق, ويعيش كل هذه القرون, ليبكيه أحباب الله, ويصيب قلوب الأرجاس برعبٍ مقيم..؟جاء في كتاب (وقائع العصر الأنغلو ساكسون): "في عام 685 م هنا في بريطانيا أمطرت السماء دماً وتحوّل الحليب والزبدة إلى دم أو صار لونهما أحمر", قطعاً هو يوم العاشر من المحرم.عذراً سيدي؛ فقد فاضت المآقي بدموع الوجد, وما أعظمك؟ حتى الحزن عليك تكتنفه الرحمة..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك