محمود الربيعي
لقد إفتقد العالم بغياب العدل جميع قيم الدولة الفاضلة والمؤمل أن يجد الناس فيها حقوقهم ليعيشوا بسعادة وأمان.وعلى الرغم من وجود أحزاب دينية عريقة.. وتنظيمات دينية.. وسياسية.. إِدَّعَّت كل منها الوطنية وبالإحساس القومي الإنساني وتعالت أصواتهم وأصوات حكومات دول عربية وإسلامية واورووبية بأنها إسلامية ويهودية ومسيحية وهندوسية وغير ذلك من مسميات الأديان والقوميات مطالبة بحقوق الشعوب لكن الطابع الغالب عليها هو الكذب! فالكل يدّعي المطالبة بالحق لكن الواقع غير ذلك فالذي يجري هنا وهناك هو القتل والسرقة والعدوان بأيدي هؤلاء المدَّعين على مستوى قادة وأحزاب طالت أياديهم القذرة الأفراد والجماعات حتى لم يعد الإنسان لِيأمن وثبة حاكم ظالم أو مجموعات وحشية أو أحزاب وكتل دموية تحصد الآلآف من الأرواح يومياً وفي كل مكان.فأقطار العالم اليوم سواء في آسيا وأفريقيا أوفي بعض دول اورووبا تشهد مقاتل كثيرة وجرائم جماعية وفردية لم يعد العالم المتحضر قادراَ على ردها فالبشرية تعاني من حروب وويلات لاتحصد منها غير الفشل والدمار والتخلف.. والأدهى من ذلك أننا نعيش في عصر العلم والتكنولوجيا ذات القدرة على تسهيل جميع شؤون الحياة التي دعت إليها الشرائع مع كفاية الثروات الطبيعية والموارد البشرية ورغم أن أغلب الساسة اليوم يحملون الألقاب العلمية والفخرية إلاّ انهم الأسوأ في إدارة العالم الحديث.الدولة الأسوأإن الدولة الأسوأ في العالم هذا العصر هي الدولة التي يحكمها إما متطفلون اوطفيليون وهم الأكثر حظاً في قيادة الأحزاب والجماعات وهم الأوسع إنتشاراً بين الجماعات الحاكمة فلكل حزب والحمد لله قيادة جاهلة تقف على رأس الهرم الحزبي وقيادات هرمية هيكلية يتوزع عليها مجموعة من الحفاة من أصحاب الألقاب الأكاديمية كالدكتور والمعالي والجناب والأستاذ والسيد وزعيم الكتلة والقيادي في حزب ال ... والأمين العام ل.. واللواء ال.. والفريق ال.. ونائب ال.. ورئيس هيئة علماء .. ووزير ال... ووكيل ال... وعفواً لعدم القدرة على إحصاء هذه الألقاب التي توزع بغير حساب على المجموعات القذرة التي تقود الأمة الأسؤأ حظاً.وأما وظيفة أغلب هؤلاء القادة فهي جمع الثروة والتربع على عرش الحزب والسلطة، وسكنى الفلل والقصور والجلوس على الأرائك، وركوب السيارات المظللة، وفرق الحماية التي تجوب الشوارع والرحلات الجوية بين أقطار التآمر ووضع الخطط، وتحسب هؤلاء من المناضلين أو المحسوبين عليهم، لقد أصبح لكل منهم حزب ومنظمة وعشيرة ومنصب وأرصدة وقصور في الداخل والخارج بعد أن تسلقوا الجدران العالية ودخلوا مدن الرفاهية، وأما أعظم أعمالهم فهي الكيد للشركاء وتقطيع أوصال الأبرياء وحصادهم الأرواح بدلاً عن الزروعّ ووسفك الدماء بدلاً عن الإرواء بالماء.كفاكم ياعبدة الشيطان فأنتم أسوأ أمة ولدت في هذا الزمان في بلاد العرب والإسلام بل وفي بلدان آسيا وأفريقيا وفي أورووبا كذلك، فلم يعد إبليس يخاف أحداً لا من عالمِ دين ولا عالم طبيعة فأنتم الأمة الأسوأ بعد أن مات ضميركم وفقدتم الإحساس بالحق، فلم يعد فيكم رجاء بعد أن خربتم البلاد وأزهقتم أرواح العباد، فلا دول إسلامية ولادول عادلة فالأرض اليوم تخلو من كل ذلك فلا تناقشوا في ماأفسدتم وأهلكتم فوالله ستشهدوا على أنفسكم بين يدي الله وستشهد أيديكم وأرجلكم وجميع جوارحكم بما ماأنتهكتم من حرمات.إن العالم اليوم يقوده جهال رغم تفوقهم العلمي إلاّ أنهم يسيروون بهدى الشيطان ولم يعد إبليس هو الشيطان الوحيد فالشيطان في كل مكان، والأعجب من ذلك أن الأبالسة الكبار يسيرون بمشورة الأبالسة الصغار فتجد حاكماً آسيويا صغيراً حيواناً جاهلاً في يشير على فيل في دولة عظمى وما أغرب مانرى ونسمع من العجب العجائب من غير أولي الألباب.لقد أصبح التاريخ والدين والسياسة من المسوخات بعد أن لوثته الطبقات الحاكمة والأحزاب والجماعات الدينية والقومية وبعد أن تخلى كل عن المسؤولية الإنسانية وبعد أن تجردوا من كل قيم السماء وقيم الأرض الجميلة حتى أصبحت الأرض غير الأرض، غابة يسكنها أقوام أشرار هم الأسؤأ ممن علمناهم عبر التأريخ المعاصر والحديث.
https://telegram.me/buratha