هادي ندا المالكي
لم يحدث ان تعرض شعب وعلى مر التاريخ الى ابتلاء كما يتعرض له ابناء بغداد وهم يعيشون بين فكي الارهاب وسطوته وبين حكومة عاجزة لا تجيد غير التوكؤ على اساليب امنية بالية اكل وشرب الدهر عليها تسومهم سوء التقدير وتضعهم تحت طائلة قانون لم يتمكن من حماية نفسه امام العدو الحقيقي.واجراءات الحكومة المركزية الامنية الخاصة بشهر محرم الحرام يمكن اعتبارها عقوبة جماعية بكل ما تنطبق على الكلمة من معنى حقيقي ولفظي وهذا المعنى يمكن تلمسه بكل يسر وسهولة في اي مدخل ومنفذ من منافذ العاصمة الداخلية والخارجية وابسط مصاديق هذه العقوبة هو الانتظار في طوابير السيارات لساعات وساعات واذا فاض بك الغيض فما عليك الا الترجل وقطع الطرق والمسافات البعيدة مشيا على الاقدام ولا فرق في ذلك بين الشاب والشابة والطالب والطالبة والرجل الكبير والصغير والشيخ والشيخة حتى باتت هذه المنافذ تعيد الى الاذهان مايحدث في معبر رفح من فوضى ومزاجيات وقطع وغلق لهذا المعبر دون ان تراعى حتى الجوانب الانسانية وهذا ما يحدث اليوم في بغداد وفي كل معابرها ومنافذها فقد تساوى الجميع في فلسفة الخطة الامنية وليس مهما ان تتوقف حياة رجل او امراة او شاب او صبية بسبب الاجراءات الامنية المهم هو ان تمضي اجراءات خطة بغداد وفق نظرية غلق الطرق والشوارع.وللاسف فان النظرية التي افرزت الخطة الامنية لا يمكن التباهي بها او الاعتماد عليها لانها نتاج فشل وتخبط وقصور في الادراك والوعي وعدم الشعور بالمسؤولية وهي نتاج فلسفة متعجرفة ومنغلقة ولا تنظر الى الواقع بمهنية بل انها نتاج فكر عاجز ودوني لا يزن لارواح الناس وارزاقهم ومعائشهم ودمائهم اي وزن هذا اذا ما اردنا ان نقيس المواقف على اساس قيمة الانسان واهميته.ان ما يحدث من اجراءات امن تعسفية مع ما يرافقها من تعامل فج وغليظ من قبل الاجهزة الامنية مع ابناء بغداد انما يمثل امتهان واحتقار لكرامة شعب لم يجد نفسه حتى اليوم ولا زال يبحث عن هويته التي يتلاعب بها الارهاب من جهة والحكومة المركزية وخططها واجهزتها الامنية من جهة اخرى.ان من بديهيات واجب الحكومة والاجهزة الامنية توفير الامن والحياة الحرة الكريمة لابناء الشعب العراقي وليس صحيحا ان تتعكز الحكومة على شماعة الامن وتسلب المواطن حقه في العيش بحرية وكرامة وهنا لا فرق بين الارهاب والحكومة لان الاول يسلب ارواح الناس والثانية تسلب حقوق وكرامة ابنائها بل ان حكومة تسلب كرامة ابنائها حكومة باغية وجائرة وفاسدة وهي اسوء من الارهاب.ان قبول ابناء بغداد لان يكون معبر رفح عنوانا لمعاناتهم انما يمثل قبولا للعيش دون كرامة وحرية وشعب لا يدافع عن حقوقه لا يستحق العيش بحرية وكرامة.
https://telegram.me/buratha