المقالات

ما هو الفرق بين معبر رفح ومعابر بغداد ؟

613 14:18:00 2013-11-09

هادي ندا المالكي

لم يحدث ان تعرض شعب وعلى مر التاريخ الى ابتلاء كما يتعرض له ابناء بغداد وهم يعيشون بين فكي الارهاب وسطوته وبين حكومة عاجزة لا تجيد غير التوكؤ على اساليب امنية بالية اكل وشرب الدهر عليها تسومهم سوء التقدير وتضعهم تحت طائلة قانون لم يتمكن من حماية نفسه امام العدو الحقيقي.واجراءات الحكومة المركزية الامنية الخاصة بشهر محرم الحرام يمكن اعتبارها عقوبة جماعية بكل ما تنطبق على الكلمة من معنى حقيقي ولفظي وهذا المعنى يمكن تلمسه بكل يسر وسهولة في اي مدخل ومنفذ من منافذ العاصمة الداخلية والخارجية وابسط مصاديق هذه العقوبة هو الانتظار في طوابير السيارات لساعات وساعات واذا فاض بك الغيض فما عليك الا الترجل وقطع الطرق والمسافات البعيدة مشيا على الاقدام ولا فرق في ذلك بين الشاب والشابة والطالب والطالبة والرجل الكبير والصغير والشيخ والشيخة حتى باتت هذه المنافذ تعيد الى الاذهان مايحدث في معبر رفح من فوضى ومزاجيات وقطع وغلق لهذا المعبر دون ان تراعى حتى الجوانب الانسانية وهذا ما يحدث اليوم في بغداد وفي كل معابرها ومنافذها فقد تساوى الجميع في فلسفة الخطة الامنية وليس مهما ان تتوقف حياة رجل او امراة او شاب او صبية بسبب الاجراءات الامنية المهم هو ان تمضي اجراءات خطة بغداد وفق نظرية غلق الطرق والشوارع.وللاسف فان النظرية التي افرزت الخطة الامنية لا يمكن التباهي بها او الاعتماد عليها لانها نتاج فشل وتخبط وقصور في الادراك والوعي وعدم الشعور بالمسؤولية وهي نتاج فلسفة متعجرفة ومنغلقة ولا تنظر الى الواقع بمهنية بل انها نتاج فكر عاجز ودوني لا يزن لارواح الناس وارزاقهم ومعائشهم ودمائهم اي وزن هذا اذا ما اردنا ان نقيس المواقف على اساس قيمة الانسان واهميته.ان ما يحدث من اجراءات امن تعسفية مع ما يرافقها من تعامل فج وغليظ من قبل الاجهزة الامنية مع ابناء بغداد انما يمثل امتهان واحتقار لكرامة شعب لم يجد نفسه حتى اليوم ولا زال يبحث عن هويته التي يتلاعب بها الارهاب من جهة والحكومة المركزية وخططها واجهزتها الامنية من جهة اخرى.ان من بديهيات واجب الحكومة والاجهزة الامنية توفير الامن والحياة الحرة الكريمة لابناء الشعب العراقي وليس صحيحا ان تتعكز الحكومة على شماعة الامن وتسلب المواطن حقه في العيش بحرية وكرامة وهنا لا فرق بين الارهاب والحكومة لان الاول يسلب ارواح الناس والثانية تسلب حقوق وكرامة ابنائها بل ان حكومة تسلب كرامة ابنائها حكومة باغية وجائرة وفاسدة وهي اسوء من الارهاب.ان قبول ابناء بغداد لان يكون معبر رفح عنوانا لمعاناتهم انما يمثل قبولا للعيش دون كرامة وحرية وشعب لا يدافع عن حقوقه لا يستحق العيش بحرية وكرامة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك