الحاج هادي العكيلي
بات من الواجب التركيز على عناصر الجذب المرتبطة بالإمام الحسين (ع ) لجذب الجمهور والنخب والقادة إلى شخصية الحسين ( ع ) ومن ثم إلى الإسلام . من هنا تأثر غاندي الزعيم الروحي الكبير للهند وقد بنى حركته الإصلاحية على مبدأ ( للأعنف ) الذي أستلهمه من الحسين ( ع ) وثورته . ومن هنا صدرت كلمات من كبار الفلاسفة والمفكرين العالمين في حق الحسين ( ع ) وثورته الشريفة ، حيث قال الاثاري الانكليزي وليم لوفيس ((لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة .)) وقال المستشرق الألماني ماربي((قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر أن الظلم والجور لا دوام له. وان صرح الظلم مهما بدار راسخاً وهائلاً في الظاهر إلا انه لا يعدو أن يكون أمام الحق والحقيقة ألا كريشة في مهب الريح .))وقال المفكر المسيحي انطوان بارا (( لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين .))قال المستشرق الإنجليزي ادوار دبروان (( وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها .))وقال الكاتب الإنجليزي كارلس السير برسي سايكوس ديكنز (( إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام .))وقال(( الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى إعجابنا وإكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا .))وقال الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون (( هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام .))وقال الزعيم الهندي غاندي (( لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين .)) وقال أيضا ((تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر )) وقال أيضا :(( أنا هندوسي بالولادة، ومع ذلك فلست أعرف كثيراً من الهندوسية، واني أعزم أن أقوم بدراسة دقيقة لديانتي نفسها وبدراسة سائر الأديان على قدر طاقتي. وقال: لقد تناقشت مع بعض الأصدقاء المسلمين وشعرت بأنني كنت أطمع في أن أكون صديقاً صدوقاً للمسلمين. وبعد دراسة عميقة لسائر الأديان عرف الإسلام بشخصية الإمام الحسين وخاطب الشعب الهندي بالقول المأثور: على الهند إذا أرادت أن تنتصر فعليها أن تقتدي بالإمام الحسين. وهكذا تأثر محرر الهند بشخصية الإمام الحسين ثائراً حقيقا وعرف أن الإمام الحسين مدرسة الحياة الكريمة ورمز المسلم القرآني وقدوة الأخلاق الإنسانية وقيمها ومقياس الحق.. وقد ركّز غاندي في قوله على مظلومة الإمام الحسين بقوله: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر )).))قال المستشرق الإنجليزي السير برسي سايكوس ((حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد .)) وقال الباحث الإنكليزي ـ جون أشر((إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي .))وقال المستشرق الهنغاري أجنانس غولد تسيهر ((قام بين الحسين بن علي والغاصب الأموي نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعدد كبير من الشهداء.. اكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفياً .))وقال الكتاب الإنكليزي توماس لايل (( لم يكن هناك أي نوع من الوحشية أو الهمجية، ولم ينعدم الضبط بين الناس.. فشعرت في تلك اللحظة وخلال مواكب العزاء وما زلت أشعر بأني توصلت في تلك اللحظة إلى جميع ما هو حسن وممتلئ بالحيوية في الإسلام، وأيقنت بأن الورع الكامن في أولئك الناس والحماسة المتدفقة منهم بوسعهما أن يهزا العالم هزا. فيما لو وجّها توجيهاً صالحاً وانتهجا السبل القويمة ولا غرو فلهؤلاء الناس واقعية فطرية في شؤون الدين .))وقالت الكاتبة الإنكليزية ـ فريا ستارك ((إن الشيعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي يحيون ذكرى الحسين ومقتله ويعلنون الحداد عليه في عشرة محرم الأولى كلها على مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه، بينما أحاط به أعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه وما تزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس إلى يومنا هذا كما كانت قبل 1257 سنة وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة أن يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا أستطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء .)) مما نكشف عن مدى تأثرهم به بحيث يمكننا أن نأخذ ذلك منفذاً للتأثير عليهم وعلى الشعوب التي ينتمون إليها ودعوتهم إلى الإسلام ، ليس الإسلام الصورة السلبية التي رسمتها جماعة لا تربطها بالإسلام صلة وتبنت الترويج بالتطرف والإرهاب والأصولية . بل من خلال خاصية الجذب الفعال للحسين ( ع ) ، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف (( أن للحسين ( ع ) حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبداً )) . ونقرأ في زيارة الحسين ( ع ) (( وجعل أفئدة الناس تهوى إليك ... )) مما يؤكد أن جاذبية الحسين ( ع ) غير مقصرة على المؤمنين فحسب بل على عموم الناس ، وهذه الحرارة هي مصدر لالتفاف الناس على مر الزمان رغم كل التحديات والصعوبات والتعويقات التي مارستها السلطات البعثية القمعية سابقاً ولازالت تمارس من قبل الجماعات الإرهابية التكفيرية والنواصب ضد شعائر الحسينية والتي باءت بالفشل . أن أبرز الصفات المتجلية من ثورة الحسين ( ع ) هي أنها حركة أصلاحية صادقة بقول الإمام الحسين ( ع ) ((ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي )) . من هنا قال أحد المفكرين الغربيين (( أن الحسين ( ع ) أراد بثورته فقط وجه الله ، وإلا فما معنى اصطحابه أهله وبناته فيما إذا كانت ثورته لنيل المناصب الدنيوية )) .وأن ثورة الحسين (ع ) تجلت بالصفات الإنسانية المحببة لدى الإنسان المفطور وما تحمله هذه النهضة والثورة من المظلومية الواضحة وهي من أهم محاور الجذب وخاصة إذا بلغت ذروتها في حق شخصية غير عادية مثل الحسين ( ع ) الذي يعتبر إماماً على الخلق وخليفة الله على الأرض . وإنها ثورة للإصلاح السياسي وكما قال عليه السلام (( أن مثلي لا يبايع مثل يزيد اللعين شارب الخمر وراكب الفجور )) وقوله (( إذا ابتليت الأمة براعِ مثل يزيد فعلى الإسلام السلام )) . وقد تجلت الثورة الحسينية بالأخلاق العسكرية وتحولها من الدور القتالي إلى الدور الإنساني بإعطاء أعداءه وفرسانهم الماء قبل الحرب. ومن هنا يتضح أن الإمام الحسين ( ع ) وثورته المباركة الشريفة هي من أهم عناصر الجذب والاستقطاب إلى الإسلام ـ حيث قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (( حسين مني وأنا من حسين )) .
https://telegram.me/buratha