المقالات

المالكي وداء السلطة

656 15:45:00 2013-11-10

درباس ابراهيم

لقد ابتليت الدول العربية بأناس تميزوا بمرض داء السلطة وكيف أنّ أولئك الأشخاص الذين حكموا تلك البلدان عندما شعروا بأن العرش يهتز من تحتهم إستخدموا كافة وسائل القمع في سبيل البقاء في الحكم وكأنهم لعمري سيعمرون الى الأبد ،فهو مرض خطير بكل ماتحمله الكلمة من معنى، مرض غريب في أعراضه، غريب في تطوراته، وأن الاشخاص المصابون بهذا المرض يصعب التفاهم أوالحوار معهم خصوصا في الامور التي تخص السلطة فقد عمي بصرهم وبصيرتهم وهم مستعدون للتعامل حتى مع الشيطان في سبيل البقاء على سدة الحكميقول الأستاذ عبد الرحمن علي البنفلاح:(عندما غاب الإيمان باليوم الآخر عن فرعون، قال لشعبه: (أنا ربكم الأعلى). والطغاة والمستبدون يعيثون في الأرض فساداً، ويسفكون الدماء ويهتكون الأعراض دون أن تتحرك شعرة واحدة في أجسامهم، لأنهم نسوا الآخرة، وظنوا أنهم خالدون لا يهلكون، وأن ملكهم دائم مقيم لا يتحول إلى غيرهم، ولو تنبهوا لعلموا أنه لو دام لغيرهم ما وصل إليهم".

فقد كشف ربيع الثورات العربية أو مايسمى (بالربيع العربي)..؛أن منطقة الشرق الإسلامي أكبر منطقة في العالم شراء للسلاح، هذا السلاح الذي ما توجه يوماً للعدو الصهيوني، بل كان الغرض منه السياسة القمعية للشعوب العربية والاسلامية المقهورة، فطاغية ليبيا قال لشعبه: "لن أسلم لكم البلد إلا بالعدد الذي تسلمتها به"، يذكر أنه تسلمها وهي خمسة مليون نسمة، وهي في وقت التظاهرات كانت سبعة مليون، أي أنه من المفروض أن يبيد بكافة الأسلحة الثقيلة والخفيفة مليونين من أبناء جلدته ، وكذا فعل كل من طاغية سوريا ومصر واليمن وتونس وكلٌ حسب طريقته.ويبدو أن المالكي لايختلف كثيرا عن هؤلاء بل قد يكون تصرفاته وأفعاله اكثر تطرفاً في مواجهة الشعب أو المتظاهرين العزّل الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم وفي مناطق مختلفة من العراق، ففي فترة حكم المالكي خرج الشعب العراقي في اكثر من مظاهرة مع أن المطلب لم يكن إسقاط النظام كما في دول الربيع العربي ، لكن مع ذلك تم قمع جميع المظاهرات وفي مختلف المحافظات التي خرجت للمطالبة بحقوقهم المشروعة ، وشماعة المالكي كباقي رؤساء الدول العربية جاهزة إما ان يتهم المتظاهرين بالقاعدة أو بالبعثية أو بالميليشيات... الخ!عندما يشعر الحاكم أو الرئيس بخطر من قبل الجماهير سيبدأ بأستخدام كل الطرق لقمعهم ففي سبيل الكرسي تهون كل التضحيات، وكلنا يعلم ان المالكي قد تسنم السلطة وصعد على أكتاف ومنجزات غيره فسلوك هذا الرجل واضح جداً قُبيل أي انتخابات لابد له أن يثير أزمة أو أزمات مما يقع كل ذلك بضلاله على الشارع العراقي،ومعلوم ايضاً ان هذا الرجل في دورتين من حكمه لم يقدم شيء يذكر للعراق سوى القتل والدمار والفساد وملئ السجون بالابرياء بينما من يستحقون التواجد داخل الزنزانة هم الآن خارجها ويقتِلون ويذّبحون بالشعب العراقي ، والمالكي مازال يحلم بدورة ثالثة وكأن في العراق لايوجد كفاءة غيره ،وايضاً في فترة حكم هذا الرجل العراق بات يسير وبكل ثبات وعزم وإرادة نحو الهاوية فكيف لو حكم العراق لدورة ثالثة ؛ سيكون كارثة حقيقية على الشعب العراقي .لذلك أستطيع ان أقول ترشحه لدورة ثالثة يعني مزيد من الفساد مزيد من الدمار مزيد من الانقسام مزيد من قمع للحريات.فهل المالكي مصاب بداء السلطة؟؟على ما يبدو إن المالكي بالفعل اصيب بمرض داء السلطة فالرجل الآن يقاتل وبكافة الوسائل المشروعة والغير المشروعة من أجل أن يحكم لدورة ثالثة .المالكي اليوم يتحجج بالشرعية الدستورية وبأن الدستور يسمح له أن يرشح نفسه لدورة ثالثة ،لكن المعروف شرعية الشعب هي الاقوة والاهم ،أستطيع القول ان الشعب لان يختار هذا الرجل لدورة ثالثة حتى وإن رشح نفسه ، ففي دورتين جعل العراق يتصدر المراتب الأولى في كل ماهو سلبي،لذلك مستحيل ان يختاره الشعب وإلا فلنقرأ على عراقنا السلام.اختم بما قاله د. يوسف نور عوض: "إن العالم العربي يعيش مشكلة في الحكم وفي تكوين الدول، ويكـفي أن ننظر إلى دول مثل مصر واليمن وليبيا والسودان وسورية والجـزائر والعراق وغيرها لنجد حكاماً لا يعتبرون أنفسهم يقومون بمهام سياسية محددة، بل يعتبرون أنفسهم موظفين في وظائف مدى الحياة، يستعينون بقادة الجيوش والإمكانات المالية الضخمة من أجل الاستمرار في أداء أدوارهم دون التنبه إلى أن الدولة هي في الأساس نظام موجه لخير المواطنين، ولا شك أنه من حق أي مواطن أن يصل إلى مركز القيادة من أجل أن يحقق مصالح شعبه بشرط ألا يصبح الوصول إلى مركز القيادةهدفاً في حد ذاته، ويصبح بالتالي من حق أزلامه والمقربين منه".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور احمد السعدي
2013-11-11
انه مرض الكرسي والحفاظ عليه بكل وسيلة واهمها دعم البعثيين من خلال زجهم في الوظائف والمشمولين بالمسائلة والعدالة ... احد هؤلاء المصاديق كلية مدينة العلم في الكاظمية هي فرقة حزبية وليست كلية من عميدها عضو الشعبة ورؤساء الاقسام ... اين دم الشهداء يا رئيس الوزراء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك