قيس المهندس
شئتم أم أبيتم، فيلنا يطير، وبطتنا تلعب «شناو»!.فنحن شعبٌ ليس كباقي الشعوب، وبلادنا ليست كباقي البلدان، وحضارتنا ليست كباقي الحضارات!..كذلك فإن حيواناتنا ليست كباقي الحيوانات!..فعندما تشاهد كلبا يركض في الشارع، عند ذهابك الى العمل صباحاً، فأعلم ان ذلك الكلب يمارس الرياضة!.. وعندما تشاهد قطاً يتسلق الى سطح منزلك، فعليك ان تعامله معاملة السرّاق، لانه قد ينفذ الى داخل المنزل فيسرق شاي الحصة!..نعم لا تتعجب، فقططنا تشرب الشاي وربما تسكر أحيانا!..وعندما تشاهد فأراً يدخل في جحره، فما أدراك لعله ينقب عن النفط !.وهنالك بعض الحيوانات تستخف بعقول البشر!!!.وفي الامس القريب، في أدبيات (أبو أحمد)، كان الفيلُ يطير!.لا يطير الفيل خوفاً من الحاكم فقط، وانما هي مرحلةٌ متقدمةٌ من مراحل : (كذّب، كذّب حتى تُصدقَ نفسك)!.فأبا أحمد مستعدٌ أن يقسم بجميع المقدسات ان فيله يطير، ولكن لدى الرجل شيء لا نستطيع معرفته، فلا نستطيع ان نسميه ضميراً، لان أبا أحمد بلا ضمير!.. ولا نستطيع أن نسميه خوفاً من الله!..وذلك الشيء يحتم على ابي احمد ان لا يدع الامر بإطلاقه، فلا بد ان يقيد طيران الفيل!.فرأى ان يقول : ان الفيل يطير ولكن بإرتفاع منخفض!..اما قصة بطتنا العجيبة : فالقصة ان بطتنا فريدة من نوعها، فهي ليست كباقي الطيور، وهي ليست كفيل ابي أحمد، فهي لا تطير ولكن تلعب «شناو»!.يقول أبو حمودي، وهو شخصٌ آخر غير ابي أحمد : ان لديه بطة تلعب «شناو»!، وان ابنه حمودي رآها عدة مرات وهي تمارس هذه الرياضة، بل ان أبا حمودي رآها بنفسه!.قلنا له : يا أبا حمودي لعلكم رأيتم تلك البطة وهي تقوم ثم تقعد مصادفة، فتخيل لكم ذلك؟.لكن أبا حمودي أصر على ذلك وقال : إن كنت انا متوهما فلا يمكن ان يكون حمودي كذلك!..كم هو عنيد أبو حمودي، ومصرٌّ على غيه، وكم هو مستخف بعقول الناس، حتى اؤلئك الذين انتخبوه حاكماً، يستخف بعقولهم!.فتارة يصوّر حمودي كأنه عنترة ابن شداد، وأخرى يمسك الفي سيارة مفخخة في مكان واحد!.لقد سئمنا من حمودي وأبي حمودي، فقد طفح الكيل!..وقد آن الأوان لنقول لابو حمودي : خفض من طيران فيلك، لعلنا نصدقك، «ماكو بطة تلعب شناو»!.
https://telegram.me/buratha