المقالات

بيان داعش, الدوافع والغايات.

952 21:17:00 2013-11-11

قيس المهندس

في سلسلة التهديدات الأخيرة، شبه الممنهجة، تطل علينا احدى الجماعات الراديكالية التكفيرية، وتسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)؛ ببيان سِمَته الطائفية والإرهاب، وتفوح منه رائحة نتنة، يكمن خلفها عفن أجهزة مخابرات الدول الإقليمية، ويستهدف اللحمة الوطنية للمجتمع العراقي.

منذ مطلع فجر الحرية في العراق, بعد سقوط النظام البائد، اخذت الجماعات الراديكالية في داخل العراق وخارجه بإستهداف اللحمة الوطنية للشعب العراقي من اجل النيل من العملية السياسية، والتجربة الديمقراطية الوليدة في العراق.من وراء تلك الجماعات أجهزة مخابرات الدول المجاورة والاقليمية، والتي لم يرق لها ان ترى ذلك المولود الجديد, الذي يبشر بإنهيار صرروحها المشيدة على انقاض التخلف والرجعية، والمرتكزة على مساند الديكتاتورية الشمولية المقيتة، والمغلفة بصبغة الراديكالية المشؤومة.عمدت تلك الأجهزة القمعية التي ما فتأت تقتّل أبناء شعبها وتستحيي نسائهم، حتى اخذت تمتد اياديها الوسخة الى الشعوب الأخرى؛ على وأد ذلك المولود، الا ان جميع محاولاتها بائت بالفشل. فقد اخرج الشعب العراقي يد لحمته من جيبه بيضاء، ورمى بسلاح وحدته صدر عدوه.جاء في ذلك البيان الذي قدم بعنوان : ( يزيد قائدنا و الحسين عدونا ) ، ان (امام الرافضة الحسين قد خرج على امام زمانه يزيد بن معاوية واستحق القتل لان الامير يزيد بن معاوية كان خليفة المسلمين وان الحسين وان كان جده محمد الا انه اراد شق المسلمين فتصدى له الخليفة العادل يزيد )، واضاف البيان ( ان اتباع الحسين من الرافضة ومنذ ذلك الوقت يحاولون استفزاز انصار يزيد بن معاوية من اهل السنة باقامة مراسيم وثنية في محرم تنتقد فعل الامير يزيد معاوية في اخماد فتنة الحسين وقد ان الاوان لكي يتصدى اهل السنة الى هذه الافعال وينتصرون لاميرهم يزيد بن معاوية وقد قرر ابناءكم من الدولة الاسلامية في العراق و الشام تحمل المسؤولية الشرعية والتصدي لهؤلاء الروافض والحاقهم بامامهم الحسين ) .واستخدم اؤلئك التكفيريون اسلوبهم الكلاسيكي المعتاد في تكفيرهم للشيعة، وترهيبهم للسنة المعتدلين، حيث جاء في البيان :( واننا اذ نحذر الروافض الشيعة من اقامة هذه الطقوس فاننا نحذر السنة الذين يشاركونهم او يتعاطفون معهم ونقول لهم بان اهل السنة لن يرحموكم ولن يقبلوا توبتكم مادمتم تصاحبون الشيعة الروافض وسيصيبكم ما يصبيهم من بأس اهل السنة انصار يزيد بن معاوية الخليفة العادل لانكم خرجتم على الملة ووقفتم الى جانب اعداء الله من الشيعة الروافض ) .كما واثبتوا تبعيتهم لأجهزة المخابرات السعودية ودعمهم من قبل حكومة آل سعود، ومسوخهم من اتباع ابن تيمية، وابن عبد الوهاب، فقد ورد في البيان : ( كما يطالب اهل السنة وقيادتهم في الدولة الاسلامية من حكومة خادم الحرمين وولي الامر حفظه الله ان يمنعوا الروافض من اقامة طقوسهم على الاراضي المقدسة للملكة العربية السعودية لانها ارض وولاية لاهل السنة وقبلة للدولة الاسلامية في العراق و الشام).

اطلق اؤلئك الراديكاليون بيانهم المشين لعدة غايات منها :- ان يقتلوا روح الوحدة الإسلامية بين مكونات الشعوب العربية والإسلامية المتآخية، سيما الشعب العراقي الكريم.- جر الشيعة الى ميدان الاقتتال الطائفي.- استفزاز السياسيين الشيعة، من اجل حثهم على التحدث بالنبرة الطائفية، مما يتيح لهم الطعن بالعملية السياسية.- تثقيف الطائفة السنية الكريمة على بغض اهل البيت عليهم السلام، وبالتالي قد يسري ذلك البغض الى رسول الله (ص) ومن ثم الى الرسالة الإسلامية برمتها.- استقطاب اكبر عدد ممكن من الشباب السني، والتغرير بهم، وزجهم في ميادين الاقتتال في سوريا والعراق. وهو اشبه بالدعوة الى النفير العام لقتال شيعة اهل البيت عليهم السلام وكل من يتعاطف معهم من إخوانهم السنة، وكسر العصا بين الطائفتين الاسلاميتين الكريمتين.- إضفاء الشرعية على الأنظمة الديكتاتورية للحكام العرب، سيما حكام الخليج، كون تلك الجماعات، تدعمها تلك الحكومات. وبتلك الشرعنة للحكام الطغاة، تضاء الإشارة الخضراء لقمع المظاهرات الشعبية السلمية، ويكون ذلك القمع حقا شرعيا مكفولا للسلطة الحاكمة وفق شريعة يزيد واليزيديين.

جاء أعداء العراق بأفعى كبيرة، بحجم فيل ابرهة، لكن سجّيل ألفة العراقيين وانسجامهم، ستحيل أحلام اؤلئك الاوغاد قاعا صفصفا، وعصفا مأكولا، وسوف تتلقف ما أفكت أيديهم وافواههم.ان هذا البيان المستهجن يثبت وبالدليل القاطع، مسؤولية تلك الجماعة عن كل الجرائم التي تحدث في العراق، والتي يستهدف فيها كل أطياف الشعب العراقي بأعراقه واطيافه وقومياته.كما يتضح انه نابع من افواه، وحناجر اعتادت ان تلوك اكباد وقلوب البشر، وتنتشي بارتشاف دمائهم، وتطرب على وقع أصوات نياح الأطفال، وعويل النساء الثكالى، وصراخ الصرعى من شدة الألم.ومن قلوب ألفت القسوة والجفاء حتى باتت تستهوي : حجراً وحرباً، ومعاوية ويزيد, وأبي جهل، والمتردية والنطيحة، وكل ما هو قبيح ومنبوذ ومسيْس.ومن ابتكارات عقول ابتدعت جهاد النكاح، وارضاع الكبير، وتعدد الأزواج من الرجال، ونكاح الرجل للرجل عند الضرورة !..ومن انفس عَرضها تلك القلوب والعقول، وتلك الافواه والحناجر!.اي انسان سوي لا يرى تلك المخلوفات الا بهيئة مصاصي دماء بلحى طويلة، وثياب قصيرة، فأجسادهم كأجساد الذئاب وقلوبهم كقلوب الشياطين!..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك