المقالات

تركيا تتوضأ بتراب العراق بعد ان احترقت بآثامها

848 22:21:00 2013-11-11

عباس المرياني

ضاقت الأرض بما رحبت بوجه تركيا العثمانية بعد ان اعتقدت لوهلة من الزمن ان بإمكانها ان تقود المنطقة الغنية بنفطها والكثيرة بمشاكلها وتعيد أمجاد إمبراطوريتها المسلوبة من خلال تدخلها في الشؤون الداخلية لهذه الدول ومن خلال دعم المجاميع المسلحة الارهابية المتطرفة الا ان أحلام اردوكان وفريقه المنهك انتهت بصدمه قوية بعد ان ارتد سهم بغيهم في رقابهم وبعد ان صمد محور المقاومة الذي يضم ايران والعراق وسوريا وحزب الله بوجه مخطط محور الشر والجريمة والتكفير الذي تقوده تركيا وتموله السعودية وقطر ودول الخليج الأخرى.وتركيا لم تكن تتوقع ان تنتهي مغامرتها في سوريا وتدخلها في الشان العراقي ووقوفها الى جانب طرف على حساب الاطراف الاخرى وعلى حساب الاغلبية في العراق بهذه الطريقة التراجيدية المخزية لانها توقعت ان الامور ستحسم بوقت قياسي وان ربيعها في سوريا سيكون مميزا وممرا لتغير المعادلة في العراق الا ان الواقع لم يمنح تركيا فرصة الاستمتاع باحلام يقضتها بعد ان صمدت سوريا ووقف العراق بوجه مخطط تركيا والخليج رغم فداحة التضحيات وقسوة الهجمة وشراستها ورغم كثرة التضحيات الغالية.اليوم تركيا ادركت اكثر من اي وقت مضى ان مغامراتها في المنطقة قد انتهت وان اعتمادها على الخليج وامرائها وحكامها مراهقة سياسية لا تملك عناصر بقائها ولهذا فانه من المهم غض الطرف الان عن اثام بقايا اتتاورك واستيعابهم وعزلهم عن دول الخليج وعن شرورهم لان عزل تركيا عن محور التامر والخنوع يمثل انتصارا بحد ذاته ويجرد هذه الدويلات والممالك من العمق الذي تناور به كما ان تحييد تركيا او استمالتها الى جانب اكثرية الشعب العراقي والى جانب قضاياه يمثل انتصارا لرؤية العراق التي اعلنها في اكثر من مناسبة والتي حذر فيها الاتراك من ان اللعب في النار سيكون خطا فادحا لان هذه النيران ستلتهم من اشعلها ومن يتلاعب بها وهذا ما حدث بالضبط.تركيا اليوم جاءت الى العراق ذليلة خانعة تبحث لنفسها عن مخرج وعذر تستطيع من خلاله مغادرة عنق الزجاجة الذي وضعت نفسها فيه خاصة بعد ان كادت تخسر كل فرصها في هذا البلد الغني والذي تحتاجه تركيا للخروج من ازمتها وتحتاجه لازدهارها الاقتصادي .اعتقد ان الفرصة مناسبة ومتساوية لان تعطي تركيا للعراق الاستقرار الامني والسياسي ويعطي العراق لتركيا الازدهار والاستقرار الاقتصادي وهذا العرض فيه من الشفافية والنزاهة ما يستحق الموافقة وتساوي الفرص وغير هذا فان الاتفاق سيكون فيه ضرر وتجاوز على سيادة واستقرار العراق ومؤكد ان تركيا لن تبتعد كثيرا عن تراب العراق لانها تعتقد انه طهرها وانه المكان المفضل لديها للتخلص فيه من كافة اثامها وعيوبها ومشاكلها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيد مغير
2013-11-14
الدكتور شريف العراقي المحترم : بعد التحية اجمل ما في تعليقاتك انها تعتمد على الحديث الشريف ( خير الكلام ما قل ودل) وكل تعليقاتك احترمها تقبل مودتي واحترامي
الدكتور شريف العراقي
2013-11-12
عليها تسليم الهاشمي وغيره من الاشرار
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك