عباس المرياني
ضاقت الأرض بما رحبت بوجه تركيا العثمانية بعد ان اعتقدت لوهلة من الزمن ان بإمكانها ان تقود المنطقة الغنية بنفطها والكثيرة بمشاكلها وتعيد أمجاد إمبراطوريتها المسلوبة من خلال تدخلها في الشؤون الداخلية لهذه الدول ومن خلال دعم المجاميع المسلحة الارهابية المتطرفة الا ان أحلام اردوكان وفريقه المنهك انتهت بصدمه قوية بعد ان ارتد سهم بغيهم في رقابهم وبعد ان صمد محور المقاومة الذي يضم ايران والعراق وسوريا وحزب الله بوجه مخطط محور الشر والجريمة والتكفير الذي تقوده تركيا وتموله السعودية وقطر ودول الخليج الأخرى.وتركيا لم تكن تتوقع ان تنتهي مغامرتها في سوريا وتدخلها في الشان العراقي ووقوفها الى جانب طرف على حساب الاطراف الاخرى وعلى حساب الاغلبية في العراق بهذه الطريقة التراجيدية المخزية لانها توقعت ان الامور ستحسم بوقت قياسي وان ربيعها في سوريا سيكون مميزا وممرا لتغير المعادلة في العراق الا ان الواقع لم يمنح تركيا فرصة الاستمتاع باحلام يقضتها بعد ان صمدت سوريا ووقف العراق بوجه مخطط تركيا والخليج رغم فداحة التضحيات وقسوة الهجمة وشراستها ورغم كثرة التضحيات الغالية.اليوم تركيا ادركت اكثر من اي وقت مضى ان مغامراتها في المنطقة قد انتهت وان اعتمادها على الخليج وامرائها وحكامها مراهقة سياسية لا تملك عناصر بقائها ولهذا فانه من المهم غض الطرف الان عن اثام بقايا اتتاورك واستيعابهم وعزلهم عن دول الخليج وعن شرورهم لان عزل تركيا عن محور التامر والخنوع يمثل انتصارا بحد ذاته ويجرد هذه الدويلات والممالك من العمق الذي تناور به كما ان تحييد تركيا او استمالتها الى جانب اكثرية الشعب العراقي والى جانب قضاياه يمثل انتصارا لرؤية العراق التي اعلنها في اكثر من مناسبة والتي حذر فيها الاتراك من ان اللعب في النار سيكون خطا فادحا لان هذه النيران ستلتهم من اشعلها ومن يتلاعب بها وهذا ما حدث بالضبط.تركيا اليوم جاءت الى العراق ذليلة خانعة تبحث لنفسها عن مخرج وعذر تستطيع من خلاله مغادرة عنق الزجاجة الذي وضعت نفسها فيه خاصة بعد ان كادت تخسر كل فرصها في هذا البلد الغني والذي تحتاجه تركيا للخروج من ازمتها وتحتاجه لازدهارها الاقتصادي .اعتقد ان الفرصة مناسبة ومتساوية لان تعطي تركيا للعراق الاستقرار الامني والسياسي ويعطي العراق لتركيا الازدهار والاستقرار الاقتصادي وهذا العرض فيه من الشفافية والنزاهة ما يستحق الموافقة وتساوي الفرص وغير هذا فان الاتفاق سيكون فيه ضرر وتجاوز على سيادة واستقرار العراق ومؤكد ان تركيا لن تبتعد كثيرا عن تراب العراق لانها تعتقد انه طهرها وانه المكان المفضل لديها للتخلص فيه من كافة اثامها وعيوبها ومشاكلها.
https://telegram.me/buratha