المقالات

ثورة الامام الحسين ..ابعاد انسانية وثورية خالدة

3775 22:29:00 2013-11-11

صادق الرصافي

تعتبر ثورة الامام الحسين (ع) الثورة الوحيدة في العالم والتاريخ التي تتخطى الحواجز والاطر الزمانية لتظل حية وممتدة ومستمرة بابعادها الانسانية العظيمة منذ تاريخ استشهاد الامام قبل اكثر من عشرة قرون وحتى يومنا هذا .كثير من زعماء العالم وعباقرته ومفكريه تغنوا بامجاد هذه الثورة وقسم منهم سار على خطاها ومنهم الزعيم الصيني (ماو تسي تونغ )الذي قال ذات مرة بان ثورة الامام الحسين (ع) وتضحيته المقدسة النبيلة الهمته فكرة الحرب الشعبية الثورية وساعدته في تحقيق النصر في النهاية . الزعيم الفرنسي (نابليون بونابرت) قال لاخيه الذي تركه في احد احلك الظروف والمعارك الا كنت كالعباس بن علي الذي رفض ترك اخيه الحسين رغم انه منح من قبل الاعداء الفرصة للنجاة الا انه اثر البقاء والموت بين يدي اخيه الحسين في سلوك بطولي وشجاع .الزعيم الهندي قال ايضا مقولته الخالدة والتي طبقها في استرداد حرية الشعب الهندي من الاحتلال البريطاني (لقد تعلمت من الامام الحسين (ع) ان تنتصر الدماء على السيوف ) .لقد بقيت ثورة الامام الحسين خالدة وستبقى ابد الدهر لانها ثورة تستحضر كل معاني الانسانية والبطولة والتضحية في سبيل المباديء والاهداف العظيمة السامية .لقد خرج الامام الحسين بعياله واخوته وهو يعلم ان طريق النصر الدنيوي ليس متيسرا بسبب ظروف الدعوة الاصلاحية المتعثرة وعدم مصداقية اهل الكوفة في الوفاء والالتزام مع الامام بفكرة الثورة واستيعابهم الحقيقي لها ،بل كانوا مجرد عبيد للدنيا يسعون وراء المال فقط وهوما يفسر تخليهم عن سفير الامام الحسين مسلم بن عقيل (رضوان الله تعالى عليه ) وعدم مسارعتهم للدفاع عنه وتخليهم عنه ،بل وان قسما منهم اشترك في عملية مطاردته في سلوك خسيس ودنيء وتصرفاتهم الوحشية لاحقا تجاه اسرة الامام .الامام الحسين (ع) كان يدرك بان تضحيته ستقلب الموازين على الطاغية يزيد وستحدد منذ تلك اللحظة للامة والانسانية مصيرها وتاريخها ،حين تضع حدا فاصلا بين منهج التضحيات الخالدة النبيلة وبين منطق الخضوع والتذلل والخنوع وهو ما اعلنه الامام سلام الله عليه بقوله (لا اعطيكم بيدي ولا اقر لكم اقرار العبيد ) .كان موقف الامام الصلب الرافض لكل المغريات والعروض التي قدمت له من اجل التنازل وحفظ حياته ،حيث اصر ومستلهما قيم ابائه واجداده على المضي في درب الخلود والشهادة والتي تاتي عن طريق محاريب من الدم والبطولة والعزة والكرامة .لم يهن الامام ولم يضعف حتى اخر لحظات حياته ولم يتوسل خصومه للابقاء على حياته ،بل اثر التضحية والشهادة بكبرياء عظيم وبطولة نادرة لا يمكن ان توصف .مضى الامام في درب التضحيات غير مبال بتكالب الاعداء واحقادهم رغم انه حافظ على تواصله الانساني النبيل معهم بالدعاء لهم بالهداية وترك الغي والشر وازالته من نفوسهم ،لكنهم فضلوا السير في دروب الشر والشيطان ارضاء لاهوائهم المريضة ونزعاتهم الحاقدة خدمة للطغاة الجبناء امثال يزيد الذي حول الامام (ع) قضية استشهاده الى عار يلاحق يزيد ويضيق الخناق عليه كل يوم ولاسرة ال ابي سفيان التي ابت الا ان تواصل احقادها المريضة منذ اللحظة التي هزموا بها في اول مواجهة مع النبي (ص) في معركة احد وعدم تجاهلهم لاحقادهم وثاراتهم هناك ،بل ان ابي سفيان ابى الا ان يحتفل يوم تولي الخليفة الثالث عثمان بن عفان منصب الحكم بركل قبر حمزة والتشمت به في موقف يعكس تدني اخلاقه وحالة الثار والحقد التي تسيطر عليه وتناسيه للموقف العظيم الذي تصرف به الرسول الاكرم محمد (ص) يوم فتح مكة ،حين تعامل مع زعماء قريش بكل انسانية رافضا الانتقام ومنحهم العفو رغم قدرته على قتلهم ومعاقبتهم لدورهم الاجرامي الذي قاموا به تجاه النبي والمسلمين .هذا الجو الحاقد والكريه قد تربى فيه يزيد الذي اتخذ قرارا خطيرا بقتل الحسين (ع) مهما كانت النتائج باعتبار ان هذا العمل سيقيم دعائم الحكم ويوطدها بالنسبة له ،حين يقرر التخلص من الامام الحسين (ع) وحركته الثورية ،لكن حساباته اخطات ،حين لم يدرك ان ثورة الحسين قد زلزلت في الواقع دعائم حكمه واطاحت بها ،حين زال حكم اسرته بعده مباشرة بعد رفض ابنه معاوية الثاني تسلم الحكم والتنازل عنه ليذهب الحكم بعد ذلك الى اسرة مروان التي سقطت هي الاخرى بعد اقل من 50 عاما منهيا بذلك خطط جده معاوية الذي ارتكب من الجرائم الشيء الكثير من اجل توطيد الحكم ليزيد .انتصر الامام الحسين (ع) بدمائه وتضحياته النبيلة وزالت دول الشر والطغيان التي حاربته وهي كثيرة ،حيث اثبت الامام الحسين لنا وللتاريخ بان العطاء والتضحيات في سبيل الله والانسانية تبقى خالدة ومستمرة لا تحول دونها الازمان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-11-12
كم واحد توفي نتيجة التطبير الجواب لا يوجد أليس هذه أية من آيات الله سبحانه وتعالى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك