المقالات

عاشوراء ..ملهم ثورات التحرر العالمية

672 18:28:00 2013-11-13

حميد الموسوي

العراقيون على وجه الخصوص، ومعهم العالم الاسلامي، وكعادتهم في كل عام يحيون في مثل هذه الأيام ملحمة عاشوراء الدامية، تكريماً لأبطال هذه الثورة.. الامام الحسين ومجموعة من أهل بيته، وثلة من عشاق الحرية، الذين إستشهدوا في معركة غير متكافئة بين قوى الحق والعدل من جهة وطواغيت وجحافل الشر والظلام من جهة اخرى في ثورة انسانية الغايات، رسالية الإمتداد، عالمية الأهداف.ثلاثة وسبعون باسلاً، إختلفت مشاربهم ومذاهبهم وقومياتهم وأعراقهم!.التركي، والعربي، والأفريقي والحجازي والمسيحي والمسلم العراقي.جمعهم الايمان الثابت المؤطر بحب التحرر والانعتاق ورفض الظلم والطغيان.وبهذه المباديء.. وبنفس المعاني شاركت المرأة جنباً الى جنب مع هؤلاء الفرسان الرواد، لتعطي لهذه الثورة زخماً وعزماً وصوتاً مدوياً يدور مع الفلك المدوي ما دام للإنسانية وجود. فقد أصرت السيدة زينب وهي حفيدة الرسول الكريم، مع أخواتها من امهات وزوجات وأخوات وبنات الثوار الخالدين.. على ملازمة الثوار حتى إستشهادهم، مؤكدات بهذا الموقف الفذ ان للمرأة دورها المكمل، وهي بحجم التكليف مهما كان صعباً ومحفوفاً بالمخاطر. وثورة بهذا الألق والطيف الباهي.. بهذا الصمود الأسطوري لجديرة بالاكبار والتبجيل من لدن جميع المنصفين وعلى مختلف الصعد العالمية.. وخليقة بأن يشيد بها قادة الشعوب ومفكرو الامم أمثال: غاندي الهندوسي وماو الصيني ولينين الروسي وتشرشل الانكليزي وهتلر الالماني. وأن يمجدها الشعراء والأدباء من مختلف الاصقاع وعلى مر العصور، متخذين من هذه الثورة الانسانية انموذجاً ومثلاً وقدوة لكل ثورات التحرر العالمية.وأرض العراق المقدسة التي شهدت هذه الثورة، وإحتضنت مزارات فرسانها.. هي عينها اليوم معطاء.. إنطلق اول حرف منها ليعلم الانسانية الكتابة ويسن لها القوانين، عادت ليشاد على ثراها اول نظام ديمقراطي تعددي في المنطقة، وتاريخ العراق الذي حفر أحداثها على صفحات من نور واحتفظ بها كأعز موروث خالد.. عاد ليسجل أروع الأحداث على مستوى محيطه.وشعب العراق الذي يفاخر العالم بنصرته لهذه الثورة.. عاد بطيفه الزاهي ليقف متآخياً بمختلف قومياته وأطيافه وأعراقه هازئاً بكل محاولات الفرقة وأساليب الشقاق التي حاولت.. وتحاول النيل من وحدته وزرع الفتن لتصديع أخائه.وبعدما ائتلف العراقيون: مسلمون ومسيحيون وصابئة وايزيديون. بعربهم واكرادهم وكلدوآشورييهم سريانهم وشبكهم، في ثورة عاشورائية، أسقطت أعتى الدكتاتوريات، يأتلفون اليوم لإسقاط مراهنات الارهاب الوحشي الخائبة. عازمين على بناء دولة دستورية عصرية عادلة تنشد العدل والحق والخير لأهلها وللانسانية جمعاء.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك