المقالات

أهالي بغداد يعيشون أجواء البندقية بنسخة عراقية!

651 19:00:00 2013-11-13

علي الغراوي

بيوتٍ ظلماء، وشوارع نهرية، وأجواء ممطرة تعيشها بغداد؛ يسودها الترقب من فوق سطوح المنازل خشيةِ وصول الماء الى ما نتوقعه! وظلام المنازل الناجم من أنقطاع التيار الكهربائي، قد جعلنا لا نرى ما تحت أقدامنا؛ فأمانة بغداد: جالسة وكأنها تشاهد فلم سينمائي، وهي مستمتعة بأجوائه الغامرة؛ أما الشهرستاني: يراقبنا بهدوءٍ تام مع فنجاة قهوته المفضلة من فوق قلاع منطقته الخضراء، وهو يفكر بماذا يقول غداً؛ بعد وعوده الخيالية التي أصبحت حديث الساعة بزيفها اللاذع. طرائف الحديث وسخرية القدر؛ أن العاصمة بغداد- ستصبح نسخة من مدينة البندقية في أيطاليا! ربما تكون كذلك- لكن بدلاً من الزوارق الخشبية المثيرة؛ أستخدمنا حطام ألأخشاب و(جنابر) بأئعي السكائر، وعربات الحاجات المنزلية( حاجة بربع) للتجول بين شوارع العاصمة، وبدلاً من الأضوية ذات أللوان الجميلة التي تضيء المدينة ألأيطالية؛ أستعلمنا ضوء الموبايلات، وعوضاً عن المنازل الخشبية على ضفاف نهر البندقية؛ بنينا العشوائيات ألآيلة للسقوط نتيجةً لأزمة السكن، وبدلاً من الخدمات المتوفرة في نهر مدينتهم؛ طافت النفايات المتراكمة فوق سطح الماء في عاصمتنا، وبدلاً من مجلس بلدية مدينتهم الذي يخطط ويعمل ليل نهار من أجل جمالها؛ لدينا أمانة ومجلس محافظة و وزارة طاقة يعملون من أجل ملىء جيوبهم بألاموال, وهم داخل سيارتهم المظللة؛ ربما البعض منا يكبده اليأس بما آلت أليه المدينتين- لكن المقارنة ساخرة ومؤلمة في نفس الوقت، والفوراق كثيرة، كالفرق بين الليل والنهار. المشهد الفيضاني في بغداد، والسيارات المعطلة بين طرقاتها، وسيلِ مياه ألأمطار من سقوف الغرَف المثَقبة على جالسيها، وغيرها من المأسي؛ أقل هولاً عن مشهد كوينزلاند في أستراليا، وكذلك فيضان ولاية كولورادو الأمريكية؛ لا شك إن شدة فيضانات هذه الولايات أقوى وأكثر دماراً من مأساة عاصمتنا- لكن نجد ألأحتياطات معدة سلفاً، لتقليص حجم الخسائر الناجمة في كل ولاية من جراء الفيضان الذي أصاب كلاً منهما، بينما الأحترازات التي أتخذتها أمانة بغداد زادت من الطين بلة! في أنتشار أتلال النفايات وألأهمال في شبكات الصرف الصحي، ومشاريع رديئة المستوى غير منجزة، أما عبقري الطاقة الشهرستاني؛ فسننتظر بما يخرج في جعبته من أبداعات كلامية مؤثرة حول ملف الكهرباء المعجزة!لا بد أن لا نضع أللوم على ألمسؤولين الكرام؛ فهم منشغلين بأداء مراسيم عاشوراء هذه ألأيام! لذا لا نريد أن نحملهم وزر ما حصل من فيضانات، وأنقطاع التيار الكهربائي، والحالة المززية التي يعيشها المواطن في هذه ألاجواء؛ ندعهم بعد أن يستفيقوا من سباتهم، ويصحوا ولو لساعات قليلة لكي يروا هطول الأمطار تعصف منازلهم الفخمة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك