بهاء صبيح الفيلي
اليوم اكتب في موضوع خاص جداً وحساس ولم اود الخوض فيه لكي لا نتعرض الى هجوم الاغبياء وانصاف المتعلمين, ولكي لا يكيلوا لنا كل انواع الاتهامات كيفما اتفق زوراً وبهتاناً, ولست هنا اليوم لنفتح جراحات الامس ولكن لكي نفهم ما حصل علينا ان نعرف كيف حصل ذلك؟لنبدء من البدء حين كتابة الدستورفالكثير من الكورد الفيليين لم يفهموا ما مغزى ذكرهم كمكون له خصائص قومية ودينية في الدستورلضعف فهمهم السياسي وعدم قرائتهم للأمور بصورة صحيحة, ولكن جاهدنا بكل قوة الى ذكرهم كمكون له خصوصية ما ولكن مالذي حصل؟ اخوتنا الذين يصرخون في طلب الكوتا هم السباقين لاستهجان طلبنا بحجة شق الصف الكوردي!!والحقيقة تقال ان الكثيرين كانوا يتفقون معنا في هذا التوجه, ولكن كان الدستور مجحفاً بحق الكورد الفيليين, ولم يعد للكورد الفيليين ذكر كمكون خاص بل اصبح من ضمن الكورد بشكل عام, ولذلك ما ينطبق على الكورد بصورة عامة ينطبق على الكورد الفيليين ايضاً, اي انهم القومية الثانية في البلاد وليس لهم خصوصية تذكر في الدستور سوى ذكرهم في ديباجة الدستور.لقد استنفذ حاجة الكتل والاحزاب للكورد الفيليين واختفى ذلك البريق الذي كان يزينهم في بداية سقوط الطاغية كمظلومين لقوا الحيف والظلم عبر عقود طويلة على ايدي الطغاة والطائفيين والعنصريين!لقد ركب كثير من الوصوليين الفيليين الموجة التي عصفت وتعصف بالعراق الا وهي موجة حب المناصب والايثار بها, دون التفكير بجدية الى تحقيق العدالة للكورد الفيليين, بل اكتفوا بفتات موائد الاحزاب من المناصب, وقد اثبت هؤلاء الوصوليين انهم لا يختلفون عن اي مفسد اخر في البلاد, والناس لهم اعين وكذلك كنا نرى ما يجري وقد سكتنا على مضض بطلب من بعض الاخوة, ولكي لا نتهم بالعداء للكورد!!فالوصولية والفساد موجودة في كل قومية وطائفة ودين ولكن المفسدين والوصوليين من الكورد الفيليين وصلوا على حساب طمس حق الكورد الفيليين.حدثني صديق فيلي عن مأساة بيت عمته , فالنظام غيب اولاد عمته السبعة في سجونه ومات الاب بعد فترة قصيرة من التهجير الى ايران ولم ترضى الام الا ان تفترش الارض دون وسادة او فراش او غطاء وكيف تنام على وسادة ولا تعرف هل ينام اولادها ولم تأكل سوى القليل فكيف تأكل واولادها لا تعرف هل يأكلون فقالوا لها ستموتين فقالت وهل اعرف ان اولادي يعيشون لكي اعيش الا ان انتقلت الى خالقها والبنت الوحيدة للعائلة انهارت نفسياً وترقد الى الان في مستشفى للامراض العقلية في ايران, وغيرهم وغيرهم الاف الضحايا والاف العوائل اندثرت واصبحوا اثر بعد عين.الذاكرة الفيلية تزخر بالمعاناة والاوجاع, ولكن من يذكرهم من يذكر مآسيهم, لا اعتقد ان هناك الكثيرين الذين يذكروهم لأنصافهم بل هناك الكثيرين الذين يريدون ان يركبوا موجة الفساد لمصالحهم بحجة تبني مظلومية الكورد الفيليين.اذكر عندما اطلق سراحي بعد عفواً من المقبور صدام على السجناء وكان ذلك في بداية كانون الثاني لعام 92 توجهت الى كوردستان العراق ولاني كنت اريد ان اتوجه الى ايران فكان لابد ان يكون لي ورقة عبور من الاحزاب العاملة في كوردستان فذهبنا لاحد من الذين كنا نعرفهم من الكورد الفيليين ليسهل الامر علينا واذا به يتهرب منا ولا يريد ان يقدم اي مساعدة لنا لسبب بسيط هو اني اختلفت معه في اول لقاء لنا معه في عام 86 في منطقة كرميان!!! وبمصادفة عجيبة التقيت باحد رفاق السجن من الكورد في مدينة السليمانية ويدعى عماد كركوكي الذين كان معي في نفس الزنزانة في الامن العسكري او ما يعرف بالشعبة الرابعة, كان يعرف توجهي الفكري المختلف معه ومع ذلك لم يرضى الا ان يستضيفنا في بيته, ويأتي معي الى احدى مقرات الحزب الديمقراطي ويخرجوا لنا ورقة عبور دون حتى سؤالي عن سبب ذهابي الى ايران!انا هنا لا اريد ان افتح المواجع, ولكن علينا تدارك مسألة مهمة وهي ماذا يريد الكورد الفيليين هل يريدون انصاف قضيتهم ورد الاعتبار لهم؟ ام انهم يريدون المناصب الحكومية فقط؟ان الكورد الفيليين وقعوا في دوامة بين من يريد حقاً تحقيق مطالبهم وبين الوصوليين الذين لايهمهم سوى انفسهم ومصالحهم الشخصية, والبسطاء من الفيليين احتاروا بين هؤلاء وهؤلاء, ولذلك ارى ان الفيلية عليهم التوحد واختيار اناس نزيهين والذين لا يتنكرون لاهلهم وينسون قضيتهم حال استلامهم وظيفة او منصب مهم.واما مسألة الظلم الذي وقع على الفيلية في نظام الانتخابات للاقليات وعدم منحهم مقاعد برلمانية يتحملها كل الاحزاب والتيارات السياسية والشخصيات السياسية في العراق, والفيلية يطالبون المراجع العظام في النجف الاشرف اتخاذ موقف من هذا الظلم الذي لا يريد ان يزول من عن كاهل الكورد الفيليين.وختاماً نعزي مقام صاحب العصر والزمان (عج) ومراجعنا العظام والامة الاسلامية جمعاء بذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام
https://telegram.me/buratha